من لم يمت قبل الانتخابات مات بعدها
إذا نظرنا لحالات الوفاة من زاوية حجم صواوين العزاء وعدد المعزين, فإننا بسهولة نستطيع أن نستنتج أن مَنْ مات خلال الأيام التي سبقت الانتخابات يعتبر محظوظاً, فهو بالتأكيد حظي بعزاء مهيب.
وفود التعزية في تلك الفترة لها تقاليد خاصة لا تحصل في الظروف العادية, فالمرشح لا يحضر إلا ضمن وفد كبير يتقدمه هو شخصياً بغض النظر عن مركزه الاعتيادي, ولكن قبل الدخول يتعين على أعضاء الوفد أن يضمنوا حسن الانتباه إلى دخول مرشحهم والى كونه زعيماً فعلياً للوفد, لأن بعض العيون الجاهلة من أهل المتوفى قد تتجه إلى عضو آخر في الوفد الزائر بحكم سنه أو مركزه, وإن كانوا لا يفهمون في اللحظة الأولى سبب تأخره عن الموقع الأول, وفي هذه الحالة يتعين على شاب أو أكثر من الوفد أن يقوموا بحركة تؤكد صحة التراتب الجديد الذي يلاحظه المستقبلون.
بعد الجلوس كان يتعين على المرشح أن يتحدث بكلمات إضافية وقورة لمزيد من المجاملة, ولكن لم يكن يجوز له أن يبادر إلى طرح قضية ترشيحه أمام الحضور وكان عليه أن ينتظر إلى أن يسأله أحد عن الوضع, وفي هذه الحالة يقول المرشح كلاماً مختصراً متضمناً حكماً ومواعظ عن الموت والحياة.
هذا المشهد سوف يحرم منه المتوفون بعد الانتخابات, والأمر سوف يثير قدراً كبيراً من الحنق خاصة إذا كان المتوفى قد أدلى بصوته فعلاً لمرشح من الفائزين.
span style=color: #ff0000;العرب اليوم/span