مقالات الغرايبة .. الحزب أولا

مقالات الغرايبة .. الحزب أولا
الرابط المختصر

p style=text-align: justify;تبقى الاشكال الحزبية ارقى الاشكال التوافقية بين المجاميع الفردية ، فهي تجمع منضبط للافراد و احتكام لقرار جماعي تحترم فيه الاقلية قرار الاغلبية ، مقرونا ذلك بحق الاقلية في التعبير عن رأيها داخل الاطر الحزبية في محاولة لاعادة كسب الجولة مرة اخرى او الاذعان برغبة لقرار الاغلبية و تكرار المحاولة ./p
p style=text-align: justify;الاحزاب قيمة سياسية و مظهر حضاري ، سواء كنت تتفق مع فكر الحزب او تختلف معه ، فهذه طبائع الاشياء ، و لم يحدث يوما , اجماع الناس او المجتمعات على حزب واحد ، الا قسرا و قهرا ، و لا يقلل من قيمة الحزب التباين الفردي او الاختلاف داخل كوادره وقياداته ./p
p style=text-align: justify;خلال الاسابيع الماضية حدث انشغال سياسي بالسجال الدائر داخل الجماعة الاخوانية و حزبها بعد المقالات المثيرة و غير المسبوقة من قيادي اخواني على رأس عمله التنظيمي منذ مقالة المرحوم حسن البنا عن “ التنظيم الخاص “ او “ التنظيم السري “ الذي حمل عنوان “ ليسوا اخوانا و ليسوا مسلمين “ ./p
p style=text-align: justify;فالدكتور ارحيل الغرايبة فتح شهية كثيرين لتحليل مضامين مقالاته اما رغبة في التدليل على بداية تفكك البيت الاسلامي مع بداية رشوح الاسرار من جدرانه الاسمنتية التقليدية و اما للتدليل على صفقة بين الحكومة والاسلاميين لخوضهم الانتخابات النيابية ، اما الاول فلا يتمناه الا مبغض للاردن ووحدته الداخلية ، فكل تجارب الانشقاق عن بيت الجماعة التاريخي كانت افرازاته سلبية و متطرفة , اذا حاولت المجموعات المنشقة تأطير نفسها , و كلنا يعرف ان الجهاد الاسلامي و التكفير و الهجرة و القاعدة هي مخرجات لانشقاقات داخل الجماعة المصرية نهاية السبعينات ./p
p style=text-align: justify;اما الاتجاه الثاني الذي يتحدث عن “ الصفقة “ بوصفها قريبة بعد مقالات الغرايبة , فإن حدثت فهي ليست معيبة لحزب الجماعة الاخوانية و انصارهم ، فما من محرمات في السياسة ، فالسياسة في معناها هي “ ادارة الصراع و الخلاف بأدوات سلمية “ و فيها تشدد هنا و فيها تنازل هناك و بداية الحوار او التفاوض ليست كنهايته ، فثمة بنود تضعها الاطراف السياسية في التفاوض من اجل التنازل عنها في وسط او نهاية التفاوض ، و هي في دائرة المسموح السياسي ولا يجوز انكارها على الحزب و جماعته , سواء كنا من انصار الحزب و سياسته او نختلف معها ./p
p style=text-align: justify;اما مقالات الغرايبة و الموقف منها من حيث قربها او بعدها عن الالتزام الحزبي و حق الاقلية في التعبير عن رأيها فهو موقف مبدأي بأنه مخالف للاعراف و التقاليد الحزبية حتى ان حجبت الصحف و المؤسسات الاعلامية القريبة من الجماعة و حزبها هذه المقالات ./p
p style=text-align: justify;فثمة تقاليد راسخة في البيت الاخواني وباقي الاحزاب , لا يجوز لقيادي مثل الغرايبة تجاوزها او القفز عنها في كل الاوقات و ليس فقط في هذا الظرف الدقيق ./p
p style=text-align: justify;و على الفرحين بقراءة مقالات الغرايبة بأنها دليل انشقاق او تلميح به التوقف عن هذا الفرح , لانه فرح بنكهة شوفينية ، و ليس من مصلحة احد ان يحدث مثل هذا الانشقاق داخل البيت الاسلامي - و انا اتحدث هنا من موقع الخلاف السياسي مع الحزب و الجماعة و احترام كوادرها و قياداتها، لان المطلوب الان اعلاء قيمة تجمّع الافراد في كيانات سياسية و ليس تشتتها ، لان الاختلاف مهما بلغت درجته مع الحزب ، يمكن الوصول الى تسوية او صفقة يلتزم بها الحزب و اتباعه ، على عكس الافراد المستقلين الذين يجب ان تجري صفقات مع كل فرد على حده او الاف التسويات ./p
p style=text-align: justify;وحدة الجماعة و حزبها مصلحة وطنية خالصة و بقاء الاجتهاد و الاختلاف داخل اسوارها مصلحة حزبية لا تتناقض مع المصلحة الوطنية بل تضيف قوة لهذه المصلحة العليا و ديمقراطية للجماعة و حزبها , على امل مشاهدة الرايات الخضراء تزين شوارع الاردن في الانتخابات القادمة ./p
p style=text-align: justify;الدستور/p
p style=text-align: justify;/p