مشروع الكازينو.. الأمل بالمستقبل
بحكم ما تسرب عن تسوية موضوع كازينو البحر الميت, يحتمل أن الطرفين (الحكومة والشركة) توصلا إلى أن الظروف الموضوعية لقيام كازينو في الأردن لم تنضج بعد, ولكنهما أبقيا على باب الأمل مفتوحاً, فقد وافقت الحكومة على أن يكون أول ترخيص لكازينو في الأردن في حالة حصوله من نصيب هذه الشركة بالذات وليس غيرها, وعليه يثبت رأسمال الدولي ثقته بمستقبل الاستثمار والتشريعات الاقتصادية في البلد وقناعته بأن الحكومات قد اختطت والى الأبد نهج خلق الأجواء والظروف المشجعة لقيام استثمارات جديدة تتجاوب مع متغيرات السوق في المنطقة.
الأشقاء في السلطة الفلسطينية سبقونا على هذا الصعيد فأقاموا أول كازينو في العالم يرزح تحت نير الاحتلال, ولكن المشروع تعرض للاعتداء من قبل المقاومين في السنة الثانية للانتفاضة, ورغم توفير طاقم حراسة مشترك فلسطيني إسرائيلي مما مكن من عودة الكازينو للعمل لعدة سنوات ولكنها بقيت عودة مضطربة إلى أن تم إغلاقه, لأن الرواد وجميعهم من الإسرائيليين وأصدقائهم الأجانب لا يقبلون بأقل من الأمان الكامل, ومن حسن حظ الأجواء الاستثمارية في الأردن وفلسطين أن التشريعات الإسرائيلية لا تزال ملتزمة بتعاليم اليهودية التي تحرم القمار.
أنصار الكازينو في الأردن كانوا قد شعروا بالغيرة من تجربة الأشقاء غرب النهر وواظبوا على المحاولات التي بدأت في العقبة إلى أن توصلوا إلى العمل الاقتصادي السري حيث أبرمت الصفقة من دون إعلان, ثم جرى ما جرى من كشف ووقف ومفاوضات للوصول إلى حل مع الشركة صاحبة العلاقة.
سيكولوجيا المقامرة لا تقتصر على ميدان المقامرة بالنقود بل هي نهج حياة عند أصحابها, ومن الواضح أن هناك مقامرة شاملة على المستقبل قد توفر إمكانية إقامة كازينو عندما تنضح الظروف.
العرب اليوم