مرشحون تحت المجهر

مرشحون تحت المجهر
الرابط المختصر

على موقعنا الالكتروني توجد زاوية حوارية عنوانها "ضيوف تحت المجهر" نستضيف فيها شخصيات اردنية وعربية وعالمية, يقدم فيها الضيف بطاقته الشخصية وتاريخه الوظيفي او الثقافي والفكري. ما يحصل, ان عددا كبيرا من المثقفين العرب, في الوطن العربي وبلاد المهجر, يتوجهون الى الضيف بالاسئلة التي غالبا ما تتعلق باختصاصه او طلب رأيه في مواضيع سياسية وفكرية واقتصادية... الخ.

استعير اسم هذه الزاوية لمقالة اليوم, معتبرا المرشحين للانتخابات الذين بدأوا امس رسميا بتسجيل ترشحهم لها, كضيوف تحت المجهر, معتقدا انه منذ اليوم وحتى موعد فتح صناديق الاقتراع سيكون المرشح تحت دائرة الضوء, كل في دائرته من قبل المواطنين الذين اتخذوا قرارهم بالمشاركة في العملية الانتخابية.

وإذا كان المرشحون, لن يواجهوا الا بنسب قليلة, اسئلة من المواطنين تتعلق ببرامجهم وافكارهم وميولهم السياسية بسبب اعتماد الانتخابات بشكل اساسي على البيئة العشائرية والاجتماعية الاقرب, فان ذلك لا يعني انهم لن يكونوا تحت المجهر. فالواقع ان المواطن سيتابع ما يشاهده في الشوارع من صور وشعارات للمرشحين, وبالتأكيد سيعلق بينه وبين نفسه, او امام اسرته واصدقائه على ما يشاهده مبديا رأيه فيما هو معروض امامه من اسماء واساليب في الدعاية الانتخابية.

في هذه الانتخابات, التي لا تزال الدولة ترفع فوقها شعار النزاهة, يبدو انه سيكون هناك دور اكبر للدعاية الانتخابية, وهي كانت متواضعة جدا في الانتخابات السابقة, والسبب في رأيي ان المنافسة ستكون حقيقية بين المرشحين, حتى لو أُنفقت فيها مبالغ كبيرة من الاموال تحت الطاولة, من اجل شراء واستقطاب الاصوات, خاصة ان القانون المؤقت الجديد يلاحق بعقوبة السجن من يدّعي انه أُمّي عند الاقتراع من اجل ان يُسمع مندوب المرشح الذي (دفع له) بانه صدق معه في الصفقة.

كما يتردد على هامش الحملات الانتخابية وجود اتفاقات بين عدد من المرشحين وبين الذين يبيعون اصواتهم, الذين يقدمون الوعود بتصوير ورقة التصويت التي يكتبون عليها اسم المرشح خلف الستارة من اجل ان تكون الصورة (شيكا) يصرف باقي المبالغ الموعودة من هؤلاء المرشحين.

لمواجهة مثل هذه الحالات تفعل وزارة الداخلية خيرا للوطن ان هي امرت بمنع الناخب من حمل (الخلوي) عند الكتابة على ورقة التصويت, مثل هذا ان حدث سيخدم شعار النزاهة, اضافة الى ضرورة يقظة الامن في مراقبة ما يجري حول مراكز الاقتراع حتى لا نعود الى مشاهد عام 2007 عندما كانت حقائب النقود تُفتح على مقدمة السيارات لشراء الاصوات قبل الدخول الى المراكز الانتخابية. وكنا في "العرب اليوم" قد نشرنا انذاك مانشيتا رئيسيا على الصفحة الاولى يُظهر صورة احد اعوان مرشح ما وهو يقوم بعملية الشراء والدفع امام سيارته بما يشبه (بكبات الخضار) التي نراها امام المساجد ايام الجمعة وفي الاحياء.

انذاك, لم يجلب لنا الخبر الموثق إلا الاتهامات باننا نشوش على "انتخابات نزيهة". اليوم نتوقع ان لا يتكرر ما حدث قبل 3 سنوات, في الوقت الذي ستواصل فيه الصحافة دورها في مراقبة اي مخالفة للقانون, وهذه المرة أَعِدُ المواطنين بأننا (سندب الصوت) وسنلاحق كل جريمة تزييف وشراء لارادة المواطنين بوضع جميع المرشحين تحت المجهر.

العرب اليوم