لماذا خرج (رحيل) عن صمته..!
..!
1-
خرج بالامس الدكتور رحيل غرايبة عن صمته الذي شارف على العقدين من القهر والمساومة (والولاء ) والبراء ، و المشروع الذي كان يحمل على عاتقه في اشارة افهمها ، ويفهماه كل العارفين بتاريخ جماعة الاخوان الاردنية ، اذ خرجت من غيره ،على مستوى قيادات الاخوان الكبرى قبل ان تصير قيادات سابقة ، ذات يوم ،هي نذير انفصام وطلاق بلا رجعة..!خرج رحيل غرايبة عن صمته صارخا في اوسع شاشتين يسمعهم الاردنيون ، الجزيرة واسعة الطيف ، والاردنية محدودة الطيف للاردنيين ، تحدث وهو قليل الحديث عن خلافات الاخوان الداخلية ، خرج و " بق البحصة " العالقة في جوف الرجل من سنين..!
-2-
رحيل غرايبة لم يعد بالاسم الذي نسهب بالتعريف فيه ، غني عن المقال غني عن البيان ، الاسم الثقيل على اسماع الجيل المهترئ من الحركة الاسلامية ، الذي خسر كل شيئ في سبيلها ، شابت لحيته وانكرته رجالها، وظل على ولائه لها حتى الساعة وهو يتحدث " مقهورا" بين ذراعي التلفزيون الوطني الذي يتربص ، والجزيرة التي ترصد ، رحيل غرايبة الذي ظل يلعب دورا سياسيا مقموعا داخل جماعة الاخوان وجبهة العمل الاسلامي الى اللحظة التي نطق بها امس على نحو لا يفهم الا في سياق الاحباط المتكلس من سنوات في سبيل احداث تغير يذكر في الجماعة المازومة والتي تأكل نفسها يوم بعد يوم ..!
-3-
قبل عشرين عاما ، عندما كنا اعضاء في الجماعة ، كان رحيل غرايبة هو اعلى هرم قيادي للحركة الطلابية الاسلامية ، وكان لا يخرج عن سياق تفكيرها في شيئ ، كان يفكر قبل عشرين سنة بضرورة الولاء المطلق ، بكل قرارات الجماعة على من هم دونها من الخلايا الدنيا ، وكان لكاتب هذه السطور رائ اخر في (جدلية السلطة !!) ولعل الرجل يذكر هذا العنوان العريض جيدا، صار اليه رحيل غرايبة طوال العشر سنوات الاخيرة ، ومن يتابعه عبر عموده الاسبوعي في الراي ، يلتمس مدى التطور الايجابي لقيادي اسلامي في ظروف يتداعى فيها العالم كله على الاسلام ، من الحجاب الى الرسوم الى الارهاب ، لم يكن رحيل غرايبة بالطفرة الاسلامية في ذلك ، لكنه كان الطفرة خلال العشر سنوات الاخيرة من هذه التداعيات ، وكلما رشحت ازمة سياسية داخل الحزب كان رحيل غرايبة قطبا صعبا فيها ، وقد انصفت حملته الانتخابية في الدائرة الثالثة اذ كانت تعنون يافطته الانتخابية بالمفكر الاسلامي رحيل غرايبة ، وهو مسمى لم يكن لقبله في الحركة الاسلامية الاردنية الا ليوسف العظم الذي كان يستخدم ذات المصطلح ويضيف عليه " تلميذ الشهيد سيد قطب " ، كان رحيل ولم يزل الى اليوم ، -فيما يبدو هذا اخر عهد الصمت به-، متحفظا تجاه الحديث عن فوارق الحركة الاسلامية و " مصائبها" وخلافتاها الداخلية ،الى ان قصمت انتخابات (!!!) الامس ظهر الرجل فخرج متحدثا ، متحدثا لا يزاود عليه احد في دعم حركة حماس التي لا يختلف في ايدلوجاتها اسلامي معتدل كرحيل غرايبة في عمّان الى اسامة بن لادن في جبال افغانستان ، لم يختلف رحيل غرايبة مع الجماعة في موقفه من حركة حماس بالمطلق وكان اكثر حديثه بالامس ايماءً بالقهر وهو يتحدث عن هذا الجانب ، فرحيل غرايبة لم يكن بعبد الرحمن الراشد ولا طارق الحميد ولا عبدالله كمال ولا عادل امام ، هو موقف اسلامي واحد تجاه حماس البسه كل الفرقاء الاسلاميين اثوابا لم تكن نضطرة ان تنشر غسيلها فيه..!
-4-
ارتبط اسم ابراهيم الجعفري عربيا ودوليا بمسمى الطائفية العراقية ، وهو اعلى سلطة تنفيذية عراقية يومها ، فكان من الساسة العراقيين صنيعة الغرب نفسه ، ان عزلوا الرجل وابقوا على ماء وجوههم ، فيما ارتبط اسم المهندس على ابو السكر بعزاء الزرقاوي الذي اشمأزت منه البلد المكلومة كلها بجريمة فنادق عمّان ، جاء عزاء الزرقاوي بعد اشهر قليلة ودماء عوائل العروسين لم تجف بعد ، فكان العزاءوكانت الازمة ، واليوم يعود ابو السكر رئيسا لمجلس الشورى ، في موقع توالفه حكماء الحركة الاسلامية كاسحق الفرحان وعبداللطيف عربيات ،(!!!)، فماذا ارادت ان تقول الجماعة وكيف تواجه البلد بمزيد من التحدي الصارخ قبيل اشهر قليلة من الانتخابات التشريعية..!قبل ايام سربت الحركة الاسلامية اسماء المرشحيين لقيادة الحزب ، كان منهم علي ابو السكر ، وكان كذلك صحفي اخر يقود جريدة الجماعة كما كتب الصديق باتر وردم الى مزيد من التطرف ، هذا الصحفي الذي تم تسريب اسمه لقيادة الحركة مع على ابو السكر، و كاتب هذه السطور قبل نحو خمس عشرة سنة مسؤولا عن الصفحة الثقافية في الجريدة لتتوقف الصفحة وتستبدل بصفحة ثقافية من التراث السحيق(!!!) لان رئيس التحرير المرشح اليوم لرئاسة الحركة يرى ان مقابلة كانت في العرف المهني تعتبر سبق اعلامي مع الشاعر الباطني(!!!) الملحد(!!!) سميح القاسم ابدعته احد الكاتبات في الجريدة ، كان السبق الصحفي من وجهة نظر رئيس التحرير (باطنية)و(الحاد)، لنسمع بعد كل هذا التاريخ ان هذا الرجل من الممكن ان يخلف رجلا مثل اسحق الفرحان، كيف تفكر هذه الجماعة اليوم واين يسير بها هذا النوع من الركبان بعد ان غابت شمس (الكبار) وجاء دور الهواه..!
-5-
هذا ما اراد ان يقوله رحيل غرايبة لو فتح له صمام الحديث اكثر..!هذا ما يقوله رجل صمت دهرا ، على الجور والقهر والغلو ،ما تزال الحركة اليوم تعتبر الحديث عنها خروجا عن الاسلام ، فليست وحدها المأزومة في بلد تتازم فيه الحكومة والجامعات والهوية ، فلماذا الحديث عن ازمة اخوان فحسب ، مادام البلل قد طال الجميع :" {ولن ينفعكم اليوم إِذْ ظلمتُم أنكم في العذاب مشتركون}"!!الحركة الاسلامية ذراع جبهة العمل الاسلامي تسير اليوم نحو مستقبل اهوج ، لم يكن حديث هذا الرجل الصلب المغلق عليها بهفوة عابرة ، كان حديثا لا يصدر الا عن المكلوم في النزع الاخير