كبير «القائمة» خادمها

كبير «القائمة» خادمها

انقسم "مؤسسو" القوائم الانتخابية الى صنفين: صنف يضم المؤسسين المرشحين في الآن ذاته، وفي هذه الحالة حرصوا على أن يحتل كل منهم موقعاً متقدماً في ترتيب الأسماء في قائمته التي أسسها، والصنف الثاني يضم مؤسسين داعمين كباراً ولكنهم لم يترشحوا ضمن القائمة التي يدعموها.

هذا يعني أنه سوف تغيب عن تجربة القائمة هذه المرة فكرة جوهرية معتمدة بكثرة في الدول التي تطبق نظام القوائم، وهي أن يسجل القادة الكبار أسماءهم في مواقع متأخرة في القائمة، وذلك على سبيل إظهار الانتساب والدعم الفعلي العلني مع العلم أن الرسوب مضمون، او في الواقع هو رسوب مستهدف، لأن مثل هؤلاء القادة يختاروا برغبتهم موقعاً متأخراً كونهم لا يريدون ان يصبحوا أعضاءً في البرلمان.

لقد تعامل "مؤسسو" القوائم مع انفسهم باعتبارهم شيوخاً لها، وانقسموا بين متزعم فعلي للقائمة، وبين مسيطر عليها متحكم بها يختار أعضاءها ويوافق عليهم أو يرفضهم. إن الواحد من هؤلاء يرى أن ترشيحه في موقع متأخر سلوكاً لا يليق بمقامه.

هو في الواقع صنف مزيف من "الشيخة"، لأن الشيخ الأصيل يعرف بدقة المواقف التي يتعين عليه فيها أن يتقدم قومه، وتلك التي يتعين عليه أن يقدم غيره.

لاحظوا مثلاً أن الشيخ الأصيل إذا لم يكن ضيفاً، فإنه يكون آخر من يمد يده الى الطعام، بل إن الشيوخ المميزين يتناولون طعامهم مع الأطفال بعد أن يشبع الرجال الآخرون، وفي ذلك قيمة تربوية/ سياسية عليا.

العرب اليوم

أضف تعليقك