قصّةَ الأمير حمزة بن الحسين

قصّةَ الأمير حمزة بن الحسين

نحتاجُ أنْ نفهمَ قصّةَ الأمير حمزة بن الحسين، وهو يقترحُ:
* تصحيحَ نهج الإدارة الفاشلة للقطاع العام.
* إجراءً جدياً لمحاربةِ الفساد ومحاسبة الفاسدين.
* إعادةَ بناءِ الثقة بين المواطن والدولة.* عدمَ العودةِ لجيب المواطن، مراراً وتكراراً لتصحيح الأخطاء المتراكمة.

الأمير ختمَ تغريدته، مشيراً إلى أنّ هذه هي الحلول "إلا إذا كانَ القصدُ دفعَ الوطن إلى الهاوية". وهذه عبارةٌ مثيرةٌ للاهتمام، والأسئلة، على الرغم من أنّ معظم الأردنيين يقولون مثلها، وأفضلَ منها، منذ سنوات، لكنّ قائلها وليُّ عهدٍ سابق، تولّى منصبه نحو ست سنوات، كما أنّ الناسَ الموالين للملكية يحبونه، ويرتبط في وجدانهم بالملك حسين ومرضه ورحيله، وبأمه الملكة نور، لكنّ مشاعرهم أيضاً مع ولي العهد الشاب الأمير الحسين بن عبدالله، دون تردد، وهذه الشريحة من الأردنيين مع الملك وخياراته، ولا يعنيها أيّ أمير يختار، فهي مع مكاسبها.

 

ماذا يُرِيدُ الأمير حمزة بهذه التغريدة التي وصلَ صداها إلى نيويورك بالتأكيد، حيثُ يحضرُ الملك عبدالله الثاني اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؟.. وسمعَ صوتاً معارضاً برتبةِ أمير يُحذِّرُ من "الهاوية"، ويقولُ صراحةً إنّ لديه حلاًّ، إذا كانَ هناك مَنْ يُرِيدُ الحلول.

 

القصّةُ ليست معقدةً كما يبدو. هذا شأنٌ بين الملك وأخيه وولي عهده السابق، وكلنا يعرفُ كيفَ تُدارُ مِثْلَ هذه الشؤون في الملكيات المركزية أو الفلكلورية حول العالم. لا شأنَ لنا بهذا الأمر. وعلينا أنْ نقلقَ على مصيرنا من أخطار الفساد والجباية، ولا شكّ أنه أمرٌ أكثر أهميةً من تحليلاتنا لما يقوله الأمير حمزة، فهو مثل البشر، لديه دوافعه ومصالحه.

 

من الجيّد أنْ يتحدثَ الأمير في كوارثنا. لكن من المهم أنْ يعرفَ أننا نُريد تغييرَ النهج كله، وأنَّ خفايا الأمور نعرفها كلها، بفضل الصحافة العالمية التي مدّت لساناً من السخرية إلى قوانين العصور الوسطى للمطبوعات، والجرائم الإلكترونية، تلكَ التي تحظر علينا نشرَ "الخفايا". الخبرُ الجيِّدُ أنها أكثر عجزاً عن منع القراءة.

 

نعرفُ جيداً أنّ العائلة الملكية قادرةٌ على التفاهم في ما بينها. والدستور يحسمُ الأمور، ويُحدِّدُ الطموحات، ومن البؤس الانشغال في تغريدة، وترك كلِّ هذا النعيق من حولنا.

 

يُغرِّدُ الأميرُ الآن بأدبيّاتِ المعارضة الأردنية، ليذكرنا بأمه الملكة نور وتغريداتها المثيرة للجدل منذ 2015، ولا نعرفُ إذا كانت تقاليدُ الملكيّة في الأردن قد تغيّرت، بحيث يتحدّثُ أفرادها كمعارضين؟!.. ولماذا الآن، وَنَحْنُ في يأسٍ مُبين، ولَم يبق في دكّان العطارة ما لم نُجرِّبهُ، ومن المحزن أنْ نعتبرَ تغريدةَ الأميرِ حمزة ترياقاً ضدَّ السُّم..!

أضف تعليقك