عشرة أسباب لفشل الدول

عشرة أسباب لفشل الدول
الرابط المختصر

نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية الشهر الحالي القائمة السنوية السادسة للدول الفاشلة في العالم، والتي يتم تحديدها بناء على مجموعة من المعايير والمقارنات المتعلقة بكيفية إدارة الدول وانتشار الفساد والعنف وغياب القانون والاحتراب الداخلي. كالعادة كان للدول العربية نصيب رمهم في قائمة الدول الخمسين الأشد فشلا، مع أن هذه القائمة في الغالب تتضمن نسبة عالية من الدول الأفريقية. في المركز الأول في قائمة الدول الفاشلة جاءت الصومال وبعدها الكونغو ثم السودان وتشاد وزيمبابوي. الدول العربية الأخرى في قائمة الخمسين الأشد فشلا هي اليمن (8) والعراق (9) وسوريا (23) ومصر (31) ولبنان (45) وليبيا (50).

يمكن بالطبع مناقشة هذه المراكز ومنطقيتها، وخاصة وجود مصر ولبنان في وضع اسوأ من ليبيا بينما العكس هو الصحيح، ولكن من الواضح أن الترتيب بشكل عام منطقي ويشير إلى عدة أمراض تعاني منها الدول الفاشلة، ولكن التحليل الأهم الذي تقدمه المجلة هو حول الأسباب التي تؤدي تدريجيا إلى فشل الدول وهي مفيدة للإطلاع وأخذ العبر والدروس خاصة بالنسبة للدول التي تواجه تحديات جذرية وتريد أن تتجنب المسارات المؤدية إلى الفشل.

تقول المجلة أن هنالك عشرة اسباب تجعل الدول تقع في فخ الفشل وتقدم أمثلة لدعم هذه الآراء. السبب الأول هو عدم وجود حقوق امتلاك فردية للمواطنين وقيام الحكومة المركزية بامتلاك النسبة الأكبر من الأراضي والموارد؛ ما يزيد من شعور المواطنين بعدم الانتماء ولا القبول بالحكومة خاصة عندما يعمل المواطنون يوميا ليس لتحسين مستواهم المعيشي ولكن لخدمة الحكومة فقط.

السبب الثاني هو استغلال القوى البشرية وخاصة الأطفال والنساء في أعمال تخدم الحكومة والدولة بطريقة تشبه العبودية وهذا ما يحدث في بعض دول آسيا الوسطى وأفريقيا.

السبب الثالث هو عدم الإنصاف في الفرص والخدمات من قبل الدولة أو في منح مجموعة من النخبة السياسية والاقتصادية امتيازات ومكتسبات غير شرعية تجعلهم في وضع تنافسي أفضل من بقية أفراد الشعب. السبب الرابع هو الطمع الشديد من قبل النخبة الاقتصادية-السياسية في السيطرة على كافة الموارد والفرص الاستثمارية وأدوات النفوذ كما حدث في مصر في عهد مبارك. السبب الخامس هو قيام النخبة المسيطرة بمنع وتحديد دخول اي نوع من التكنولوجيا الجديدة التي من شأنها فتح مجالات الحرية أو تمكين أفراد الشعب العاديين من تحسين فرصهم التنافسية وهذا ما حدث ولا يزال يحدث في دول منغلقة مثل كوريا الشمالية وغيرها.

السبب السادس هو الغياب التام لسلطة القانون وعدم فعالية الحكومات وقيام المجموعات المحلية (قبائل، مدن، ميليشيات) بالسيطرة على القرار السياسي والاقتصادي والأمني في مناطقها وبالتالي تفكك الدولة تدريجيا، وهذا ايضا قريب من السبب السابع حول غياب الحكومات المركزية. السبب الثامن هو عدم المساواة في الخدمات العامة بحيث يتم منح مناطق معينة خدمات أفضل من غيرها لأسباب لها علاقة بالولاء السياسي أو العلاقات الاجتماعية مع السلطة الحاكمة؛ ما يثير غضب بقية المواطنين وهذا ما يحدث في بعض دول أميركا اللاتينية. السبب التاسع هو الاستغلال السياسي للفئات المهمشة والضعيفة أما السبب العاشر فهي الصراعات التي تنشأ بين القوى السياسية والاجتماعية المختلفة للحصول على الموارد في الدولة خاصة عندما تصبح شحيحة.

الكثير من الدول العربية التي لم تدخل في قائمة الدول الفاشلة تعاني من بعض هذه الأسباب ومن الحكمة الانتباه جيدا إلى دروس التاريخ وتجارب الآخرين حتى لا نقع في الفخ لأن مظاهر الانزلاق نحو الفشل تتزايد ويجب مواجهتها.

span style=color: #ff0000;الدستور/span