عشرة أخطار وجودية تهدد العالم!

عشرة أخطار وجودية تهدد العالم!
الرابط المختصر

من المواضيع المفضلة لكتاب الخيال العلمي وسيناريوهات الأفلام المثيرة تخيل نهاية الحضارة وكيف يمكن لكارثة مدمرة أن تقضي على المجتمعات البشرية. في هذا السياق تحفل الأفلام والروايات بالقصص حول الغزو من الفضاء الخارجي وبعض الأسباب الأخرى. الكاتب جون كاستي نشر في العام الماضي كتابا متميزا بعنوان “الأحداث المتطرفة X Events وضع فيه احتمالات حقيقية مبنية على السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا لعشرة أخطار ذات طبيعة وجودية يمكن أن تهدد العالم بأسره وأن تشكل تغييرا مأساويا في طبيعة الحضارة البشرية.

السبب الرئيسي الذي يجعل الكاتب يعتقد بجدية هذه الأخطار هو مدى التشابك والتعقد الذي ترتبط به الدول والمجتمعات نتيجة العولمة. تحول العالم إلى قرية صغيرة لم يؤد فقط إلى تحسن في الاتصالات والمعرفة والترابط بين المجتمعات بل أيضا جعلها جميعا هشة ومعرضة لمخاطر قد تبدأ في مكان ما على الكرة الأرضية ثم تنتقل بسرعة وبدون حواجز إلى بقية المناطق حيث لم تعد هنالك مجتمعات أو دول محمية لوحدها بينما بقية العالم يتأثر. في عجالة سريعة نستعرض الأخطار العشرة، مع الإشارة إلى أهمية قراءة الكتاب بالكامل وأن تقوم إحدى دور النشر العربية بترجمته نظرا لأهمية ما يحتوي من معلومات.

الخطر الأول هو حدوث خلل عالمي في شبكة الإنترنت. مع أن هذا قد يبدو أمرا لا يتجاوز الضيق من انقطاع تدفق المعلومات للمستخدمين فإن الكثير من استخدامات البنية التحتية والخدمات الرئيسية في العالم متصلة بالإنترنت بشكل دائم مثل خدمات البنوك والمصارف وحركات الطيران والرعاية الصحية والمراقبة الأمنية والتي ستتعرض جميعها لانقطاع وارتباط كبير نتيجة خلل في الإنترنت قد تنجم عنه خسائر بتريليونات الدولارات وفقدان الحياة ايضا للكثيرين. الخطر الثاني هو خلل في نظام إنتاج وحركة الغذاء في العالم نتيجة لأمراض معينة في المحاصيل أو تغير المناخ أو نقصان مياه الري أو التصحر ارتفاع الاسعار في السوق العالمي والذي يمكن أن ينتج عنه مجاعات في عدة مناطق خاصة في الدول النامية.

الخطر الثالث هو في تدفق الكترومغناطيسي من الشمس أو مصادر أخرى من الفضاء الخارجي تؤثر فورا على كافة الأجهزة الكهربائية على كوكب الأرض إلى درجة قد توقف عملها لفترات مختلفة وبالتالي أيقاف خدمات ووظائف حيوية تدمر الاقتصاد والأمن وكافة اشكال الحياة العصرية المرتبطة بالكهرباء. الخطر الرابع هو ما يتم تناقله بشكل سري بين علماء الفيزياء منذ سنوات وهو إمكانية خروج إحدى تجارب “تخليق” جزيئات فيزيائية جديدة ناتجة عن المسارعات الكبرى بحيث يمكن لواحد منها أن يكون “نقيضا” للجزيئات والذرات التي تشكل المواد على الأرض وبالتالي حدوث حالة من الفناء الجماعي أو حتى المحصور في مكان انتاج هذه الجزيئات وتفاعلها مع جزيئات المادة الطبيعية، وهو احتمال قليل جدا ولكنه يبقى موجودا بنسبة حسابية.

الخطر الخامس يتعلق بالأسلحة النووية واحتمال حدوث انهيار سياسي أو أمني يؤدي إلى استخدام هذه الأسلحة سواء من قبل الدول خلال حروب شاملة أو من خلال تنظيمات قادرة على الوصول إلى هذا النوع من الأسلحة الفتاكة، ويشمل هذا الخطر أيضا الأسلحة الكيميائية والبيولوجية. الخطر السادس هو انقطاع مصادر الطاقة المستدامة سواء من خلال تراجع إمدادات النفط أو ارتفاع الأسعار إلى درجات تؤدي إلى انهيار المجتمعات والدول خاصة التي تستورد النفط ولا تستطيع الحصول عليه نتيجة انهيار منظومة التجارة به.

الخطر السابع هو حدوث وباء عالمي يجتاح البشرية أو دولا ومناطق محددة يؤدي إلى إبادة على نطاق واسع ومن أخطر الأمراض الممكن انتقالها الإنفلونزا في حال وجود فيروس غير قابل للعلاج أو الأمراض القادمة من الدول الإستوائية مثل الإيبولا والتي قد يكون تأثيرها محدودا من الناحية الجغرافية ولكنه مدمر على هذا النطاق.

الخطر الثامن والذي يبدو أكثر قربا إلى منطقتنا هو حدوث نقص شديد في مصادر المياه نتيجة الجفاف أو التلوث مما ينجم عنه انقطاع إمدادات المياه عن المجتمعات وبالتالي انهيار الصحة والأمن وحدوث العنف والصراع على الموارد. الخطر التاريع يبدو بعيد المدى ولكنه إلى حد ما واقعي وهو تطور الذكاء الصناعي من خلال روبوتات متقدمة قادرة على أداء وظائفها بطريقة مستقلة عن التوجيهات الإنسانية، ومع أن هذا الأمر يبدو أقرب إلى الخيال العلمي فإن المؤلف يجادل بأن التوسع في منظومة الذكاء الصناعي قد تخرج في يوم ما عن سيطرة الإنسان. الخطر العاشر والأخير والذي شهد العالم جزءا منه في العام 2007 يتمثل في حدوث انهيار اقتصادي كبير نتيجة الرهونات والديون أو تهاوى الأنظمة المالية نتيجة المضاربات مما ينتج عنه حالات كارثية من الفقر وتدمير سبل معيشة الدول النامية بشكل رئيسي.

كل هذه المخاطر تبدو إلى حد ما بعيدة عن التحقق بحجم عالمي كبير ولكنها تبقى دائما قادرة في حال حدوثها على إحداث تغيير سلبي وكارثي يضاف إلى ما يشهده العالم من مآس سياسية وإنسانية في الوقت الحالي

الدستور