صرح سالم الزيتون قائلاً
السيد سالم الزيتون, فلاح من قرية عرجان في عجلون, وهو اسم مشهور في الحملة المضادة لقطع أشجار غابات برقش, والسبب المباشر لموقفه هو أنه يقطن في وسط المنطقة التي ستُقطَع أشجارها, فهو ببساطة لا يريد مغادرة بيته.
غير أن السيد سالم وخلال السنوات الأربع الماضية في مواجهة قرار الاستملاك, شكّل وعياً شاملاً تجاه البلد والتنمية والتطوير والتحديث والمشاريع وخلاف ذلك, وقد رأيته وسمعته أمام رئاسة الوزراء وهو يعبر عن موقف ناضج مشبع بالوعي الاجتماعي.
سالم الزيتون كان يوجه كلامه لمن يدعوه إلى بيع أرضه ويقول: سوف تعطيني مبلغاً كبيراً من المال لم أكن أتخيله, ولكن ماذا سأفعل بهذا المال? سوف أشتري به سيارة أنت وكيلها في البلد, وسوف أبني به بيتاً أنت فيه المقاول وتاجر مواد البناء, وسوف أشتري به أثاثاً من مخزن أنت صاحبه, وبعد أن تأخذ كل المبلغ لن أجد أمامي إلا أن أشتغل خادماً لديك, بينما أنا الآن في أرضي كريم.
يوم الجمعة الماضي كانت فلاحة من القرية ذاتها تنادي بصوت عالٍ: إنها أرضي فيها أعيش وأزرع وأقلع وأشم هواء قادماً من فلسطين, ثم تسأل: أنتم تبنون بيوتاً للفقراء فلماذا تريدون أن تخرجوني من بيتي وتحولوني إلى فقيرة بلا بيت?
انتهى كلام الناس, وأنا لا أدعي أن هناك كثيرين يحملون هذا الموقف تماماً, بل لقد رأينا عدداً من أنصار المشروع, لهم منطقهم الخاص الذي سأعود إليه في مقالة لاحقة, كما أن كثيرين وافقوا على البيع وبعضهم قبض الثمن فعلاً. وسأكتفي هنا بدعوة أي منصف أن يتفضل بسؤال هؤلاء - الذين باعوا - عن موقفهم الحالي.
غداً بعون الله سوف أعود لذات الموضوع ولكن من زاوية أخرى.
العرب اليوم