حلفاء جدد للحكومة .. هل ينتبه الخصاونة ؟
لا تخفي فعاليات وموازين قوى احساسها بالحرج من نارية التصريحات التي دأب على اطلاقها رئيس الوزراء عون الخصاونة , حيال ملفات شائكة ومعقدة بخاصة ان سقوف التصريحات تعلو على سقوف تصريحات المعارضين الجدد والمزمنين لتحظى هذه التصريحات بتأييد حذر نسبيا من المشتغلين بالسياسة والمنغمسين فيها ومن نشطاء الحراكات الذين سيلتقهيم الخصاونة كما تقول تصريحات صحفية.
التصريحات على المسار الداخلي , حيال ملفات الفساد الكبرى وملف البلديات الذي دخل مرحلة التبريد تجد قبولا معقولا لدى اوساط سياسية ومجتمعية ما زالت تنتظر خطوات اجرائية للدخول في معسكر دعم الحكومة علنا ولعل تسريبة عودة المجالس البلدية المحلولة وما رشح من اعتصام رؤساء البلديات ولجنة التحقيق المستقلة في حادثة الرمثا تشي بخطوات عملية على هذا المسار , ولم يغفل الرئيس في تصريحاته ملفات سياسية ساخنة مثل ملف حركة حماس وملف سوريا وما يتفاعل على حوافه اردنيا وعربيا , كما ان التريث قبل الرد الرسمي على تصريحات “ انصار النظام السوري في لبنان وغيرها “ يعني ان الرجل ممعن في قراءة المشهد بروية وبمفهوم متسق للولاية العامة .
ما ينقص الرئيس هو مهلة او فترة من وقت لحين اجتياز حاجز الثقة البرلمانية , الحاجزالذي يعوق بعض افكار الرئيس ويدفع الخصاونة قسرا لتخفيف سرعة قاطرة حكومته , وبات على النشطاء منحه هذا الوقت مع ابقاء السخونة والحرارة في اسلاك الاتصال الافقي والعامودي مع الشارع والحكومة , بحيث يكون المسار متوازيا وقابلا للتوافق والالتقاء وفقا لإداء الحكومة ومطابقة اقوالها لافعالها .
ويحتاج الرئيس لكي يعبر المرحلة بأقل قدر من الخسائر بل وبربح جيد الى حلفاء حقيقيين لمشروعه الحكومي وتصريحاته القوية على ان تكون المواصفة للحلفاء من خارج اطار النادي التقليدي المعارض وغيره , فثمة مجاميع سياسية صامتة لا تعبر عنها معظم الاطر السياسية القائمة حاليا تنتظر من يقرع بابها وتحديدا الاكاديميون الجامعيون ونشطاء نقابيون جرى تغييبهم طويلا لرفضهم الانضواء تحت الرايات الخضراء او البيضاء وخلايا استراتيجية في المحافظات والعشائر جرى تغييبها في مرحلة انعدام الوزن السياسية التي ممرنا بها .
وعلى الرئيس الا يغفل عن الاستمرار في نهج الانفتاح على الحراكات الشبابية والحراكات الجديدة في المحافظات حتى لا يتسلق احد على سيقانها الطرية ويحرفها عن مقاصدها الحقيقية ويستثمر اوجاعها الصادقة وتهميشها المتعمد او البريء طوال سنوات طويلة .
الحلف الجديد سيمكّن الرئيس من مواجهة قوى الشد العكسي واعداء الإصلاح او اولئك الرافضين لاي اصلاح ليس وفق مواصفاتهم ومقاييسهم ويلتقون تكتيكيا مع الاصلاحيين الحقيقيين والراغبين بإصلاح يرفع سوية الشارع الاردني السياسية والاقتصادية , وهؤلاء لا يقلون في خطرهم عن قوى الشد العكسي بل يوفرون لهذه القوى اسباب قوتها .
ازمة حكومات سابقة انها ذهبت الى الشارع الجديد والمتجدد بأدوات قديمة وبمفردات سبقها الشارع بمسافات هائلة وارادت حواره وجذبه لمعسكرها ففشلت وافشلت اللحظة السياسية التي لربما تكون اكثر ملائمة من اللحظة التي يتعامل معها الخصاونة وفريقه والاهم ان يشكل الرئيس فريقا سياسيا برئاسته وعضوية وزراء خبروا العمل السياسي وعايشوه دون النظر الى مسمياتهم الوزارية .
الحكومة يجب ان توجد حلفاء جددا وتلتقي مع احلاف راغبة بالإصلاح وتطوير الحالة الاردنية ومكافحة الفساد بكل اشكاله وليس محاكمة الفاسدين فقط على امل ان يزيحوا من دروبهم منافسين لا فاسدين .
مهلة من وقت ومراقبة اداء الرئيس هو المطلوب الآن وكذلك دعم الحكومة على نبش عش الدبابير والتحالف معها ودعمها لنبشه فما زالت اعشاش الدبابير تزداد وتتوسع وتتجدد عضويتها .
الدستور