حزيران: معركة أرادوها حربا

حزيران: معركة أرادوها حربا
الرابط المختصر

نكرر دائما ان جزءا مهما من ازمة السياسيين والمثقفين العرب يعود الى التباس وتشوش المفاهيم وتوظيفها من قبل التحالف الامريكي- الصهيوني وظلالهما العربية ضد الامة, ومن ذلك هزيمة حزيران 1967 التي خسر العرب فيها سيناء المصرية والجولان السورية والضفة الغربية الفلسطينية التي كانت آنذاك جزءا من الدولة الاردنية ...

لقد سوقت الماكينة الاعلامية اليهودية هزيمة حزيران بوصفها حربا وتابعها في ذلك الاعلام العربي بنوايا مختلفة, حسنة وسيئة .. واشتق البعض منها قراءاته المتباينة من اقصى اليمين الى اقصى اليسار .. فالاوساط اليسارية ردتها الى غياب اليسار عن السلطة .. والاوساط الليبرالية ردتها الى غياب الديمقراطية.

والاوساط اليمينية الى غياب اليمين والاوساط الاسلامية الى غياب الاسلام .. وهكذا .. وفي التعقيب على كل ذلك:

1- المعركة عمل عسكري ميداني فيما الحرب اطار سياسي - جماعي ضمن سياقات تاريخية ممتدة تؤدي او تستهدف اجراء تحولات كبرى تطال الثقافات والطبيعة المجتمعية للقوى السائدة وتحتاج لسلسلة من المعارك والانتصارات والهزائم قبل ان تترجم في لحظات انعطاف جذرية.

وبهذا المعنى فان هزيمة حزيران لم تسقط نظاما سياسيا او مجتمعيا بل ان هذه الانظمة استمرت بشكل او بآخر ....

2- في المعارك والحروب المختلفة لم يكن النصر او الهزيمة مشروطين بخيار أيديولوجي او نظام مجتمعي معين فالنازية الالمانية اجتاحت انظمة ديمقراطية ويسارية, وبالمقابل فان الدكتاتورية الستالينية هي التي تصدت لهذه النازية.

كما ان حكما خليطا من الديمقراطية واليسارية في اسبانيا 1936 انهزم امام الدكتاتورية بل ان حركة التاريخ بمجملها هي حركة الدكتاتوريات واليمين ولنا ان نسأل ايضا لماذا انتصرت »اسرائيل« نفسها وهي ظاهرة نازية اجرامية وكيف انتصر حزب الله الاسلامي الذي يصنفه اليساريون والليبراليون كحزب شمولي ديني.

3- اما العدوان الصهيوني في حزيران 1967 فقد كان عدوانا ثلاثيا كما عدوان 1956 بعد تأميم قائد الامة, جمال عبد الناصر شركة قناة السويس البريطانية الفرنسية ...

فمن جهة, فان دولة العصابات اليهودية التي نفذت العدوان كانت تعيش ازمة مركبة اقتصادية - مجتمعية وديموغرافية »نضوب الهجرة اليهودية« وذلك في ضوء صعود المد القومي العربي الناصري وتساؤلات الرأسمالية العالمية عن جدوى المشروع اليهودي في فلسطين ...

ومن جهة ثانية, كان ما يسمى بمعسكر الاعتدال العربي في ذروة ازماته الناجمة عن صعود المد الناصري في القاهرة وانعكاسه على كل الوطن العربي بل واقترابه من حقول النفط الامريكية والبريطانية, ودعمه لحريات التحرر الوطني العربية خاصة في اليمن ..

ومن جهة ثالثة, كانت امريكا بحاجة الى صرف الانتباه عن مأزقها في يتنام.

4- وعلينا ان نتذكر ايضا ان موسكو بخديعة امريكية منعت عبدالناصر من توجيه الضربة الاولى, كما ان عبدالناصر وليس السادات هو الذي وضع خطة عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف 1973 قبل وفاته المفاجئة .19700

 

أضف تعليقك