تقليص "النفاق" العام

تقليص "النفاق" العام
الرابط المختصر

تحظى عبارة "تقليص الإنفاق العام" بحضور محبب على المستويين الشعبي والرسمي, ولكن ذلك مشروط بأن تقال على العموم, لأنها ستصبح غير محببة نهائياً وعلى المستويين الشعبي والرسمي أيضاً عندما تتحول إلى أمثلة وحالات من الواقع.

على المستوى الشعبي يحب الناس هذه العبارة لأنها تذهب بأذهانهم إلى أن الإنفاق العام الذي سيجري تقليصه هو إنفاق الحكومة على ذاتها, أي تقليص المشتريات من مكاتب وسيارات وأثاث ومن بدَلات سفر وإقامة احتفالات رسمية ومؤتمرات وغيرها من نشاطات يفضل الناس أن يتقلص الإنفاق العام المخصص لها ولهذا يرتاحون لأي خبر أو قرار من هذا القبيل.

بالمقابل تحب الحكومة العبارة ذاتها لأنها تذهب بالذهن عندها إلى الإنفاق على الناس أي وقف التوظيف أو تسريح موظفين ووقف الزيادات على الرواتب وتأجيل مشاريع الخدمة العامة وغير ذلك.

الفريقان, كلٌ على طريقته, يسعدان بالفكرة ذاتها, ولكن مع مرور الزمن وتراكم الخبرة عندهما صارا "يتغارشان" ضمنياً على اختلافهما في فهم العبارة, وهو ما يتيح لهما الاستمرار في إظهار السعادة مما يسهم في تحسين المشهد العام.

على هذا, ولكي نستطيع قياس إنتاجنا الحقيقي من السعادة, قد يكون من المفضل عدم اقتصار عمليات التقليص على الإنفاق العام وحده بل أن تشمل "النفاق العام" أيضاً.