تبدلات علاقة الخيار مع الفقوس

تبدلات علاقة الخيار مع الفقوس
الرابط المختصر

فالفقوس ومنذ زمن طويل تفوق على الخيار في السعر, ولكن المثل الشهير: "الدنيا خيار وفقوس" صيغ في زمن كان فيه الفقوس يُزرع بكميات كبيرة ويكاد يكون بلا سعر, وحتى في حالة بيعه كان يشترى بالشوال, ولا غرابة في ذلك فهو نموذج للزراعة البعلية التي لا تحتاج إلى الري.

أما الخيار فقد كان طيلة عمره بحاجة إلى الماء والى قدر كبير من الدلال كي ينمو, هذا في الوقت الذي كان فيه الفقوس يتضخم حجماً وطولاً في أصعب الظروف, يكفي أن ترمي بذرة الفقوس وتتركها وعندما تعود إليها بعد زمن تجدها جاهزة.

علاقة الخيار مع الفقوس التقليدية لم تعد صالحة لقياس التمايز بين أحوال البشر, واستمرار الاعتماد على هذا التشبيه ينطوي على إساءة لمركز الفقوس في الحياة المعاصرة.

الجديد أن الحكومة قررت وقف تصدير الخيار بالذات, ويفترض أن هذا سيعني زيادة في كميات الخيار في البيوت الأردنية, وهذا سوف يعزز التغيير المشار إليه في علاقته بالفقوس, لكنه أيضاً سوف يؤثر على الصيغة المعروفة "الدنيا مثل الخيارة", فبعد القرار يفترض أن الخيارة سوف تكون في يدك لمدة تصل إلى عشرة أيام قبل أن تنتقل إلى مكان آخر وليوم واحد فقط ثم تعود, وذلك بعكس ما كانت عليه الحال في السابق.

لكن واقع الحال في الأيام القليلة الماضية منذ وقف تصدير الخيار لم تثبت ذلك, فلم يتكاثر الخيار الذي ظل غائباً عن الأيدي, ويخشى أنه, وبرفقة الفقوس هذه المرة, يمكث كل الأيام في مكان آخر غير اليد.

العرب اليوم