"تاريخ الله"

"تاريخ الله"

س: اضربْ مثالاً واضحاً ودقيقاً على الغباء؟

ج: منع مؤتمر نقاشي، تنظمه مؤسسةُ "مؤمنون بلا حدود" و "مركز مسارات تنوير"، لأن عنوان إحدى جلساته كان "تاريخ الله".

قرأت الحكومةُ المكتوبَ من عنوانه، وقررت أنه "يستفزُّ الشعورَ الديني"، ولضعفها في القراءة والاستيعاب منعته مسبقاً، وتجاوبت مع "أميّة ثقافية" يروجها التدينُ السياسيُّ الشعبوي، ويستفيدُ منها في الانتخابات، والسوشال ميديا!

"تاريخ الله" ومترادفاتٌ في بدايات الألوهة، وعناوين أخرى من الكتب موجودة في الأردن، وهي بحوث ودراسات في تاريخ المعرفة، وهذا اختصاص لا تفهمُ فيه الحكومةُ، إلا بالمقدار الذي تفهمُ فيه بتأثير السيول والأمطار الغزيرة على الرحلات المدرسية.

هذا يُسجّلُ في أخبار الغباء، قبل القمع الأعمى، فلا بدّ من ذكاءٍ قليل، يلتقطُ أنّ عنوانَ الجلسة لا ينطوي على ثناءٍ أو إساءة، وليس في وارد ذلك، فهذا موضوعٌ بارزٌ في تقصي تاريخ الألوهة والربوبية، وتطور العقل، والمعتقدات، والأديان، وليس "استفزاز الشعور أو المقدسات الدينية"، ولا علاقة للحكومة فيه، وليست مُشكلة المنظمين أنها لا تقرأ، وحتى لا تستخدمُ "غوغل" لتعرفَ أنّ ما فعلته فضيحة، مكتملة الأركان.

 

ألا يُشبهُ ذلك منع الحكومةِ، العام الماضي، "عرق رام الله" الفلسطيني من دخول الأسواق الأردنية، لأنّ دائرة الإفتاء اعترضت على ذكر "الله" في "عرق رام الله"..؟!

 

 

أضف تعليقك