الموقف من (الارتباط) نفسه قبل فكّه

الموقف من (الارتباط) نفسه قبل فكّه

في النقاش الدائر حول الموقف من "فك الارتباط", لا أحد يناقش الموقف من "الارتباط" نفسه قبل أن يجري فكه. وهذه النقطة قد تبدو من الناحية الشكلية مجرد فذلكة كلامية, لكنها في حقيقتها ليست كذلك.

الارتباط قبل أن يُفَك كان له إسمان: الأول "وحدة الضفتين", وهي تسمية لم تكن معتمدة إلا من قبل الجانب الرسمي الأردني وأصدقائه, والثاني وهو الأبرز والأشهر والمعتمد من قبل كل تيارات حركة التحرر الوطني الفلسطيني, وهو "ضم الضفة الغربية". وقد شكلت هذه التسمية الأخيرة جزءاً أساسياً من الرواية الفلسطينية التحررية.

وبالاجمال تم تقديم هذا "الضم" باعتباره تصفية للقضية الفلسطينية ومحواً للهوية الوطنية للشعب الفلسطيني, وقد تبنته كل التيارات السياسية والفكرية العربية بما فيها الأردنية في سياق ما كان يعرف لفترة طويلة بحركة التحرر العربية. ويضاف الى ذلك أن دول العالم جميعها باستثناء بريطانيا والباكستان لم تعترف لا بالوحدة ولا بالضم.

في هذه الأثناء وطيلة عدة العقود التي تلت الخمسينيات, ظلت صورة الأردن محشورة في زاوية, ولم يقتصر هذا الوضع على النظام السياسي بل تعداه في حالات كثيرة الى الشعب الأردني, وهو ما ادى الى وقوع ظلم شديد على الوطنية الأردنية التي قدمت باعتبارها محل شكوك.

فيما بعد ساهم استخدام مفهوم "الارتباط" كبديل لمفهومي "الوحدة" و"الضم", في خلق درجة كبيرة من التمويه, وهو تمويه يمنع الشعوب من محاكمة المفهومين الأولين وصاحبيهما (الرسمي الأردني والرسمي الفلسطيني). إن المفهوم الجديد مكّنهما من التحايل على ضرورة نقد المفهومين السابقين, فلم يظهر مثلاً من يقول أن ما حصل لم يكن ضماً.

أعتقد, والعلم عند الله, أن على الشعبين الأردني والفلسطيني أن يتقدما بجوابهما الوطني, غير ان عيونهما أثناء ذلك ينبغي أن لا تتزحزح عن مواصلة النظر نحو العدو الصهيوني, فذلك وحده ما يكفل دقة الاجابة, ويضمن ان تصب في مصلحتهما الوطنية والقومية

العرب اليوم

أضف تعليقك