المهووسون في امريكا يستعدون لارتكاب جريمة حرق القرآن الكريم

المهووسون في امريكا يستعدون لارتكاب جريمة حرق القرآن الكريم
الرابط المختصر

يُقَدّم اعداء الاسلام وأنصار الصهيونية, في الولايات المتحدة الاعذار لردود فعلهم المشينة بالتذكير دائما بهجمات 11 سبتمبر التي تصادف بعد غد. فمن التظاهرات المتعصبة والحاقدة في شوارع نيويورك ضد مسجد قرطبة في حي منهاتن, الى المهووس الديني قِس فلوريدا الذي يعمل بمساعدة يهود وسياسيين امريكيين على القيام بحرق القرآن الكريم في ذكرى هذه الهجمات, هناك قاسم مشترك هو الزعم بان جريمة الهجوم على برجي التجارة ومقتل 3 آلاف امريكي يبرر لهم القيام بما يشاءون من افعال مخزية تمس عقيدة مليار ونصف المليار مسلم غالبيتهم العظمى تنتمي الى دول تعتبر صديقة للولايات المتحدة وساحة لمصالحها وتجارتها ومراكز قوتها في العالم.

هذه الافعال النكراء أبشع وأحقر من الارهاب, وهي في الوقت نفسه تُقّدم سلة من الاعذار للعمليات الارهابية وتُنَشّطها, لانه اذا كان هجوم واحد وسقوط عدة آلاف قليلة من الضحايا يُبرر للمتطرفين في الولايات المتحدة تخطي جميع الخطوط الحمر المتعلقة بدين سماوي يغطي معظم الكرة الارضية, فان (أعذار) الارهاب والعمليات الانتحارية من التنظيمات الاسلامية تصبح مفهومة كرد فعل على سياسات الدول الاستعمارية والامبريالية -على مدى قرون- وفي مقدمتها الولايات المتحدة, المسؤولة عن اغتصاب فلسطين وتشريد الملايين من شعبها وقتل مئات الآلاف. والمسؤولة عن تدمير واحتلال العراق وقتل مليون مواطن وتهجير 4 ملايين آخرين.

اضافة الى سجل دام طويل من الحروب والقتل والتدمير في افغانستان وباكستان عدا عن تاريخ حافل بالجرائم اثناء العهود الاستعمارية غطى 3 قارات كاملة.

في الواقع, ان موجة التطرف والكراهية العمياء للاسلام والمسلمين في شوارع نيويورك "ضد مسجد قرطبة" وفي فلوريدا "بالدعوة لحرق القرآن الكريم" لا يمكن اعتبارهما فقط مجرد احداث من فعل مهووسين, تحركهم جماعات اللوبي الصهيوني, هذا اللوبي الذي صَدََّر الى فلسطين مستوطنين قذرين مثل غولد شتاين الذي أحرق المسجد الاقصى وآخرين مثل جماعة كاهانا الذين يعملون ليل نهار لاقتحامه وتخريبه وتدميره.

انهم ابناء هذا الجو المسموم من المناخ العام في امريكا الذي بدأت ادارة بوش بتشكيله في عهد المحافظين الجدد مع مطلع هذا القرن, حيث نجحوا في تلويث الرأي العام الامريكي, الذي كان أبعد ما يكون عن التعصب. ان قِس فلوريدا ومتظاهري نيويورك لا يختلفون كثيرا عن جورج بوش الابن, الذي زعم انه يقود حربا مقدسة بوحي من الرب. كما انهم لا يختلفون عن دك تشيني التي كشفت الروايات الاخيرة انه كان يعمل من اجل استكمال احتلال العراق باحتلال سورية وضرب ايران وعدد آخر من الدول العربية, وكأننا امام فصل جديد من فصول حروب الفرنجة قبل 10 قرون من اجل استعمار المشرق العربي واذلال شعوبه.

لقد دفعت الولايات المتحدة ثمنا باهظا من رصيدها في العالمين العربي والاسلامي في عهد زمرة المحافظين الجدد ونتيجة غزوتيها غير المبررتين في العراق وافغانستان ومساندتها المطلقة والمنحازة لاحتلالات اسرائيل وجرائمها. ويبدو انها ستدفع اثمانا اخرى اذا ظلت السياسة الامريكية رهينة اللوبي الصهيوني واصدقائه في الكونغرس, القائمة على احتقار العرب والمسلمين وقضاياهم والاستهتار بدمائهم وكراماتهم ودياناتهم واوطانهم.

الإدانات لا تكفي من قبل الإدارة الامريكية لجريمة حرق القرآن الكريم (اذا ما حدثت) فالكلام الدبلوماسي المخادع الفارغ من المضمون, لن يخمد نيران الحقد والغضب في صدور مليار ونصف المليار مسلم. فهذه الحادثة تشكل جرس انذار لهذه الادارة لكي تراجع موقفها من الحملات الصهيونية واليمينية داخل الولايات المتحدة لزرع الكراهية والحقد ضد العرب والمسلمين, بمزاعم مواجهة الارهاب مع ان 90 بالمئة من ضحايا هذا الارهاب هم عرب ومسلمون

اذا لم تتصرف امريكا في الوقت المناسب لوقف هذا التَّغوُّل والتغلغل الصهيوني في وسائل الاعلام والسينما والكنائس في امريكا لبث الاضاليل والاكاذيب ضد الاسلام باسم محاربة الارهاب فان مستقبل العلاقات الامريكية - العربية سيكون كالحاً.

العرب اليوم