الملك ينتصر للاصلاح

الملك ينتصر للاصلاح
الرابط المختصر

خطوة التمديد لمجلس النواب تعني بشكل واضح وغير ملتبس ان المجلس النيابي عليه ان يقرّ القوانين الاصلاحية خلال دورة عادية , ويستريح ويستعد لخوض غمار تجربة برلمانية على قانون جديد ومسيرة جديدة تكفل للاردن مجلسا نيابيا يمثل الانسان الاردني بحق ودون التباسات مصلحية .

خطوة التمديد لحقتها خطوة تشكيل حكومة جديدة تأتي على معرفة واضحة بجدول اعمالها وأصل تشكيلها , فلا لبس في برنامج حكومة الدكتور فايز الطراونة الذي يأتي تكليفه في مرحلة حرجة وحساسة وغير مخالفة للتوقعات النخبوية والشعبية .

الارادة الملكية التي تفرّعت الى مسارين تعني ان الانتخابات قبل نهاية العام كما وعد الملك , وان الصرامة في التنفيذ وتحقيق الالتزامات المحلية هي الغاية العليا للتغيير والتمديد , فلا وقت للتسويف او اللعب على عامل الوقت الذي سيدفعنا الى الخسارة الوطنية وهذا هو المحظور ملكيا وشعبيا .

الارادة الملكية بالاصلاح ليست استجابة لحظية او تلبية لمشاريع الربيع العربي , بل هي جوهر اساس في فكر الملك وبرنامجه لأردن عصري ومتطور ويقدم بجرأة على الديمقراطية وحقوق المواطن الاردني الذي يستحق الكثير , هذه القيم العليا التي يؤكدها الملك في إرادتيه الساميتين .

ثمة مراهنة من كثيرين على ان الاصلاح سؤال تسويفي في الاردن وثمة تشكيك في ارادة الدولة بالاصلاح , بل ان هناك من راهن على ان العمر القصير للحكومة قد ينجيها من مغبة الرحيل المبكر وان تسوية صامتة مع النواب قد تكفل للطرفين عمرا افتراضيا زائدا , لكن السيف الملكي قطع كل الخيوط والتسويات الصامتة او المسكوت عنها .

قاطرة الاصلاح اطلقها الملك قبل الربيع العربي بل قبل ان يبرز حتى متظاهر واحد في ميادين التحرير العربية , وقبل ان تمتد الجرأة العربية الى شعارات لم تكن تتحدث عنها في احلامها , كان الملك لا غيره يتحدث عن احزاب وحكومات برلمانية . ووصل حديثه الى عقد اجتماعي جديد , وحينها كانت الميادين غارقة بالضياع او الهتاف بحياة من تطالب برحيله او عزله او اسقاطه .

انتصار الملك للاصلاح ليس مستغربا الا لمن عجز عن قراءة اقواله وافعاله او من اختلت بوصلته , ومحاولاته دفع عجلة الاصلاح منفردا تعني ان اي طرف او فرد لا يمكن له ان يوقف الساعة الملكية السائرة نحو مواعيدها الوطنية والتزاماتها الكونية .

ارادتان حملتا معهما كل رياح الامل وبوارق الانجاز من اجل اردن بهي , وبإرادة ملكية حاسمة لا تقبل ان يكون الاردني مجرد رقم عابر في صفحة اجندة لحزب او حكومة , ارادتان , لا واحدة اغلقت اسبوعا ثقيل الظلال على الاردن وشعبه وطموحه الوطني , وكأن هناك من يريد ان يحبط احلام الاردنيين ويعيدهم الى مربعات السواد بل ويدفعهم عنوة للشارع وضيق الامل .

ارادتان وثمة ارادات قادمة فنحن في وطن يحكمه شاب لا تكل ارادته وحمل امانة متتالية من جيل الى جيل لا أمانة على عجل وما زالت عزيمته اكثر مضاءً , فمن يحمل جينات الطهر لا يمكن ان تلين عزيمته .

span style=color: #ff0000;الدستور/span

أضف تعليقك