المصالحة الفلسطينية أردنيا

المصالحة الفلسطينية أردنيا
الرابط المختصر

ابتداء فان ما جرى بين فتح وحماس من مصالحة, ليس مصالحة وطنية بل مصالحة سياسية, والفرق واضح بين الامرين. كما ان هذه المصالحة ليست عابرة كما يعتقد البعض, بل تنطوي على حسابات ابعد من ذلك ولها اعتباراتها ومعطياتها المختلفة فلسطينيا واقليميا وعربيا ودوليا.

1- الظلال السياسية الدولية والعربية والاقليمية للتطورات الاخيرة في كل المنطقة من مصر الى سورية, وهي ظلال في خدمة حماس اكثر من فتح, مصر والتزايد الملحوظ للدور التركي, ورائحة صفقة قرن بين الامريكان والاسلام السياسي, ما يجعل حماس تذهب للمصالحة بضمانات اعلى ويدفع فتح للبحث عن ضمانات بديلة...

2- حاجة الطرفين لتفويت الفرصة على قوة سلام فياض المتصاعدة.

وتأتي اهمية فياض من الدعم الاوروبي والامريكي له كخيار ثالث, ومن تراجع فكرة او حقل السياسة والايديولوجيا لصالح الخدمات العامة.

اما القوة الثانية فتمثلها جماعة المبادرة الوطنية بقيادة البرغوثي والمدعومة من جماعات التمويل الاجنبي التي تعرف بالمنظمات غير الحكومية وهي في الواقع تعيش على مساعدات الحكومات الاوروبية والامريكية. ولنا ان نتوقع زواجا ما بين جماعات فياض وبين جماعات التمويل الاجنبي في اطار شكل من الحريرية الفلسطينية, على غرار ما شهدته لبنان.

2- ثمة استفادة من دروس العدو الصهيوني عندما جمدت الحركات المتقاتلة تناقضاتها السياسية ودخلت في توافق مؤقت قبيل اعلان دولة العدو 1948 مما مكنها من حشد قوى محلية ودولية خلفها.

ومما لا شك فيه ان مصالحة حماس وفتح تعني توسيع الغطاء العربي والاقليمي والدولي بصورة غير مسبوقة في تاريخ القضية الفلسطينية ومن ذلك (مصر وقطر والسعودية) وتركيا وايران اضافة للاتحاد الاوروبي وامريكا والصين وروسيا وامريكا اللاتينية.

3- ورغم التطمينات السياسية التي اعلنها خالد مشعل في القاهرة للاردن الشعبي والرسمي, الا ان الابعاد الموضوعية لهذه المصالحة, هي الاهم هنا ولا نعرف بالضبط كم تهتم المصالحة المذكورة بالاعترافات المتوالية بدولة فلسطينية لا اساس لها في الضفة الغربية من اجل التقدم خطوة نحو الكونفدرالية, التي يقال انها تناقش في مجلس التعاون الخليجي وغيره قبل الموافقة على دعم الاقتصاد الاردني المأزوم وفي كل الاحوال, فان استنفاد الاردن لطابعه الوظيفي من الاستثمار في القضية الفلسطينية الى الاستثمار في مكافحة الارهاب, يضعه امام تداعيات ساخنة جدا بعد المصالحة المذكورة ومن ذلك خيار الانكفاء الداخلي في ظل ازمة سياسية- اقتصادية متفاقمة, وخيار الكونفدرالية بشروط وظروف اين منها وحدة الضفتين 1950 .

أضف تعليقك