الحريات النيابية.. والداخلية والدرك والقويسمة

الحريات النيابية.. والداخلية والدرك والقويسمة
الرابط المختصر

يكتسب لقاء لجنة الحريات النيابية اليوم بوزير الداخلية ومدير جهاز الدرك اهمية خاصة بعد ان جازف كثيرون من رجال الاعلام والسياسة في قراءة احداث ملعب القويسمة مانحين الحدث تأويلات متعددة تضيق كثيرا عن ابعاده الفعلية التي تأتي في سياق الاحتقان الجمعي السائد حاليا وارتفاع منسوب الغضب الشعبي جراء الانحباس الاقتصادي والمطري على حد سواء.

لقاء اليوم من المفترض ان يجيب عن اسئلة اكثر مما يفتح اسئلة بادرت بل ركضت اوساط سياسية واعلامية لفتحها مستغلة انهيار سياج ملعب القويسمة ، هذا الانهيار الذي يمكن اصلاحه سريعا وبكلفة قليلة ، في حين ان سياجا اخر هو المستهدف وهذا يتطلب كلفة اكبر حال خدشه او فتح نافذة في اجزائه.

ما يحدث من استعجال او ترتيب اوراق خاصة على حساب قضايا عامة ، صار سلوكا سياسيا سائدا في الحالة الاردنية وهذا استهوى صائدي الجثث والراكضين نحو ربح سريع عبر استغلال اوجاع الناس وآلامهم لتحقيق مكاسب واكتساب شهرة وحضور عبر بوابة الالم الوطني.

لقاء اليوم سيشهد حوارا هادئا في قضية ساخنة ، وهذا اختبار لمجلس النواب ولجانه في التعامل مع الاحداث المستجدة او الاحداث العامة الثابتة الايقاع ، وهي فرصة ليثبت النواب حضورهم كنواب وطن وليسوا نواب مناطق او دوائر افتراضية ، وليس المطلوب انتهاج حلول ترطيبية او استخدام مسكنات بلاغية بل وضع الاصبع على الجرح والضغط عليه لاخراج الصديد الذي يحاول البعض ان يبقيه داخل الجسد الواحد ، ليبقى دائم الوخز ودائم التواجد ويسهل انتاجه او اعادة احياء الامه مع اول ملامسة لموضع الجرح.

ما جرى يمكن ان يجري في اية مباراة او اي تجمع شعبي وجرى قبل ذلك ما هو مشابه او اكثر ، لكن تأويله كان مخالفا لما جرى عليه هذه الحادثة ، بحكم دلالات مجتمعية جرى الصمت عنها كثيرا بل واحيانا جرى التواطؤ معها من قبل كثيرين رسميين ونقابيين وحزبيين ، فقصة الهويات الفرعية والاساءات داخل الملاعب ليست جديدة وسبق ان طالت رموزا وطنية وقومية كان بعضها بسبب هوس الجمهور وبعضها كان مقصودا وربما مبرمجا.

الان يمكن استثمار هذه الحادثة داخل سياقها الحقيقي وتفسيرها وطنيا بما لا يقبل اللبس ، فالنادي الذي تم تفريق جمهوره بقسوة هو نادْ اردني وكذلك جماهيره ، وهذه القسوة سبق وان جرت وحدثت في مواقع متعددة من محافظات المملكة ومع تجمعات عشائرية وعمالية وسياسية ولم تكن حادثة ملعب القويسمة هي الاولى والوحيدة حتى تأخذ كل هذه الظلال المريبة وغير المريحة ، وسلوك الحكومة للان سلوكا مهنيا ونأمل ان يستمر كذلك وتكشف الحقائق كما هي دون طبطبة على هذا الطرف او ذاك فما جرى من تأويل يمكن ان يؤسس لثقافة خطيرة نحن في غنى عنها لكثرة الظواهر الخطيرة والمريبة في عالمنا السياسي الداخلي.

لقاء اليوم هو الفرصة الشعبية والرسمية لاعادة الثقة باللجان الرسمية والاداء النيابي ونتمنى الا تضيع هذه الفرصة برتابة وبيروقراطية اللجان او بالتنوع البلاغي في استخدام الالفاظ التي تحتمل كل التأويلات القابلة للالتقاط واعادة التحليل واعادة الانتاج وفق قياسات محترفي النميمة والغيبة الوطنية التي تأكل لحم الوطن حيا.

الدستور

أضف تعليقك