الجماعة والحراكات أم «أسماء سميتموها» *

الجماعة والحراكات أم «أسماء سميتموها» *
الرابط المختصر

لا تحتاج قراءة اجتماع الحراكات الشعبية في مقر جبهة العمل الإسلامي برعاية الحزب وقيادة الجماعة الإخوانية لعناء أو ذكاء كبيرين لمعرفة أن الاجتماع برمته هو لكوادر الحزب والجماعة مهما اختلفت التسميات, التي حملت اسماء حراكات لعشائر وقبائل وتجمعات مناطقية, فأنا العبد الفقير الى الله اعرف انتماء اكثر من اسم ممن تحدثوا في الاجتماع الأخير الى جبهة العمل الاسلامي وهذا حقٌ لا ينازعهم فيه احد .

أما ان يتحدث هؤلاء الشباب بأسماء تجمعاتهم العشائرية او مناطقهم دون توضيح هويتهم التنظيمية بل بإخفائها فذلك هو جوهر المسألة والحكم عليها او لها،فالجميع شاهد على الفضائيات الأعداد الغفيرة من ابناء قبيلة بني حسن وهم يعلنون تأييدهم لمسيرة الاصلاح الملكية, وسبق لي ان تشرفت بحضور لقاء الملك مع عشائر الدعجة وجموعهم الغفيرة وهم يطرحون رؤيتهم الإصلاحية امام الملك برفقة الزملاء فهد الخيطان ومحمد الوكيل وسميح المعايطة قبل ان يصبح وزيرا بأيام،ولم نر ولو مجرد لافتة،تشير الى حراك او تجمع يحمل رأيا مخالفا لما سمعناه في اللقاء او يدعو لمقاطعة الانتخابات لا على الطرقات الى مكان اللقاء ولا في جنباته – على افتراض ان ثمة منعا لهم داخل اللقاء - .

وأعرف اكثر بأن من يستطيع الجهر بهذا الهتاف العالي في الشوارع والميادين والساحات لا يخشى ان يطرح ما يريد خلال اللقاء او حمل لافتة في الطريق الى مكان الاحتفال، فصاحب الرأي على استعداد لدفع الثمن من حريته ولا يساوم على رأيه او موقفه، والذاكرة تحفظ اسماء كثيرين دفعوا ثمن مواقفهم،الا اذا انتج الربيع العربي تنزيلات لثمن الرأي والموقف .

المسألة الثانية ان اللقاء التشاوري او التنسيقي رفض مجرد الاستماع لرأي وحيد مخالف لتوجهات الجماعة الاخوانية وحزبها، وتم إسكات الصوت المخالف بطريقة عُرفية تكشف أن الرأي المخالف مقموع عند دعاة الإصلاح، فما هو شكل الاصلاح المطلوب اذن؟

هل المطلوب مخالفة المطروح رسميا فقط حتى يحظى الإصلاحي بختم الاعتماد،حتى لو كان هذا المخالف طوال عمره لم يُصدر جملة اصلاحية تحت القبة إبان جلوسه تحتها ؟ .

الاجتماع ضرورة حزبية وذكاء حزبي لتكبير حجم التحالف الشعبي ضد الانتخابات،وتحشيد افتراضي للضغط من اجل الصوت الثاني للدائرة الفردية، وكان المطلوب ان يكون الحزب واضحا في طرحه فلربما يجد الكثير من المنادين بضرورة زيادة عدد مقاعد القائمة الوطنية، أي الموافقون على 50% من مطالب الحزب وهذه نسبة جيدة في الاعراف الديمقراطية،التي لا تتقن فنونها الأحزاب الشمولية التي تلبس الزي الديمقراطي، و تنادي في الاقليم الى عكس ما تنادي به اردنيا، او تتحالف في الأقليم مع انظمة لا تسمح بفتح الفم او قيادة مركبة دون موافقة الكفيل وترفض الحوار اردنيا.

المفروض ان ينظر الحراك الأردني الى اولويات الشارع الأردني وليس الى اولويات الحزب او الحراك، وان يسعى الى تعظيم الحالة الاردنية وليس الى تعظيم المكاسب الحزبية،وان يقدم نموذجا في الاستماع الى الآراء كلها وليس الى رأي من يؤيدها،فنحن لا نريد ان نستبدل محتكرا للحقيقة بمحتكر آخر

span style=color: #ff0000;الدستور/span

أضف تعليقك