التطعيم ضد مرض الانتخابات

التطعيم ضد مرض الانتخابات
الرابط المختصر

في كثير من المناطق خارج العاصمة, انقلبت الأجواء من فتور إلى حماس زائد تجاه الانتخابات وهو ما سينعكس ارتفاعاً على نسبة الاقتراع. لكن تعالوا نتأمل جوهر ومحتوى هذا الحماس والاقتراع الزائد الناتج عنه.

بعد أن اتضحت أطراف التنافس في كل دائرة فرعية, ووجدت كل كتلة اجتماعية (عشيرة أو تجمع عشائري أو أهالي منطقة) أنها تخوض تنافساً داخلياً على مَنْ يمثلها, بدأت ماكينة الشحن الداخلي تعمل بأقصى طاقتها. وفي الانتخابات تتجه أنظار النشطاء فقط نحو عدد الأصوات بغض النظر عن أية آثار سلبية محتملة أثناء السعي للحصول على هذه الأصوات.

الوضع في كثير من المناطق محزن, يبدو وكأن وباءا أو مرضا اجتماعيا ثقافيا حل على الناس, لا يكاد ينجو منه أحد, ينتقل عن طريق التنفس والتلامس والنظر أيضاً.

بالتدقيق في محتوى التنافس الجاري يندر أن تعثر على أية قضية لها علاقة بأية مهمة من مهام البرلمانات المتعارف عليها, والأمر لا يتعدى التنافس على الزعامة المحلية أو السعي لاستبدال زعامة بأخرى أو تحطيم زعامة لصالح أخرى, وفي الأثناء تغيب الانتخابات ويغيب الوطن وتسود حالة من ضيق الأفق.

ان محتوى الحماس المتزايد ونسب الاقتراع التي قد تكون عالية مقارنة بما كان متوقعاً قبل بدء الحملات الانتخابية, ينبغي أن لا تثير السعادة لدى مختلف أطراف الدولة من حكومة وأجهزة ومؤسسات ومنظمات وهيئات أهلية ورسمية, بل ينبغي بدلاً من ذلك أن تثير الكثير من القلق.

span style=color: #ff0000;العرب اليوم/span

أضف تعليقك