البرلمان الذي منح الثقة " للإخوان " على حين أزمة..!!

البرلمان الذي منح الثقة " للإخوان " على حين أزمة..!!
الرابط المختصر

-1-

راقب الإخوان المسلمون جلسة الثقة للبرلمان الأردني في الحكومة ، التي صارت إلى " كوميديا الموسم ! " في الشارع الأردني ، كالذي يقولونه في المثل الشعبي الدارج هنا " كالذي يحك على الجرب!!

"انتصرت الحكومة ، وانتصر الأخوان قبلها..! وخسر مجلس النواب كل شيء ، حتى ان عائلة بحجم بني حميدة الضاربة في الانتماء والولاء خرجت على نوابها الذين منحوا الثقة لتحجبها من خلال قواعدها ..!!

لا يعرف الكثيرون ان الإخوان المسلمين عندما اتخذوا قرار مقاطعة الانتخابات ، في ظل القانون الراهن ، كان الأخوان انفسهم يخشون فشلا جديدا جراء عدم اندفاع أفراد الجماعة للانتخابات نفسها في ظل الأزمة التي كان مكانها وسائل الإعلام بدل مجالس الشورى والإرشاد..!!

قرر الاخوان المقاطعة وتعي ماكنة صنع القرار في الجماعة ان المقاطعة تعني افشال مجلس النواب القادم بأكثر المقاييس ، وهو ما شهدته جلسة الثقة...!!!

-2-

حكومة البخيت وقصة النائبين..!!

لو لم يكن الإخوان المسلمون موجودين في البرلمان الذي منح الثقة لحكومة البخيت ، كان ثمة كارثة اكبر مما حصل في ثقة حكومة الرفاعي.!!!

لم يحجب الثقة عن حكومة البخيت الا النائب اللبرالي، عن الدائرة الثالثة عبدالرحيم ملحس ونائب عشيرة بني هاني دائرة اربد ،فقط لا غير ، بالإضافة الى نواب الإخوان المسلمين بالطبع..!!

لسنا في معرض الحديث عن شعبية حكومة البخيت المنهارة وقتها والتي جاءت بانتخابات مجلس النواب الذي قرر الأردنيون جميعا حله باستثناء النواب أنفسهم..!!!

كل الذي قيل ويقال عن حكومة البخيت وعن انتخاباتها التشريعية والبلدية ، لو لم يكن الإخوان المسلمون موجودين ذلك الوقت فهذا يعني ان تلك الحكومة حصلت على ثقة شبه مطلقة لم يحجبها عنها الا نائبان ..!!!

كان مما يعرفه الإخوان إن غيابهم عن المجلس سيصيره إلى هذا الحال ، فقاطع الأخوان ، وكانت مقاطعتهم هي الثقة البديلة لهم التي منحهم إياها المجلس نيابة عن الشعب ، سمعة مجلس النواب اليوم ليست على ما يرام وربما بقاءه فترة السنوات الأربع القادمة ، لن تكون سهلة وسط أجواء افتتح بها المجلس لا تقل عن تلك التي حُل بها المجلس السابق ، الفارق الوحيد بينهما هو أن المجلس السابق صمد نصف المدة حتى صار إلى ما صار إليه ، فيما تسربل المجلس الحالي بذاته من نقطة الانطلاق..!!

  -3-

في احدى مجالس النواب التي شارك فيها الإخوان ، قرر المجلس رفع الحصار المفروض دوليا على العراق ، وكانت الحكومة وقتها تعلن انها مع الحصار الدولي ، وظل المجلس في غالب الأحيان هو لسان حال الشعب في ازماته الخارجية وأزماته الداخلية ، فيما ينتقد اعرق نواب المجلس الحالي رئيس المجلس بأنه يسحب النواب الى اصغر شيئ وهو عدم انتقاد الحكومة (!!!) ، وهكذا يفهم في الشارع الأردني بعد جلسة الثقة التي حجبها أربعة نساء ومثلهم من الرجال ، لو كان الأخوان موجودين فهذا يعني في المتوسط سيحجب الثقة ثلاثون نائبا ، وتبقى هيبة المجلس حاضرة..!!!

مجلس النواب الأردني الان ،الذي تم استدعاء أعضاء الكتل فيه ، من قبل الحكومة ، كما يستدعي رؤساء مجالس الإدارات في الشركات ، موظفيهم ، كارثة لم يكن يتوقعها الذين انتخبوهم ، بعد ان كان رئيس الوزراء – اي رئيس وزراء- هو الذي يخطب ود المجلس ورضاءه في إية أزمة..!!!

-4-

نجحت الانتخابات بلا شك ، لكن المجلس لا يبدو انه سينتظر مدة السنة التي طلبها رئيسه للحكم عليه ، لينجح ، نجاح الانتخابات شيء مختلف عن نجاح المجلس ، كما هي الثقة التي منحت للحكومة تختلف عن الثقة التي يراها أبناء العشائر التي حمت البلد من فتن كثيرة وتقول للحكومة ألان لا..!!

الناجح الوحيد اليوم في لعبة الراهن من الإحداث ، هو الإخوان المسلمين ، سيخرجون مع الناس للتنديد بغلاء الأسعار ، وسيقول المواطن الذي يشاهد هذا الغلو على لقمة عيشه ، لقد أنصف المقاطعون ولم ينصفنا النواب الذين منحوا حكومتنا الثقة نحو مزيد من التدهور في الاقتصاد!!!!