نفس النظام الإمبريالي، نفس التمييز العنصري، نفس المأساة، نفس الكلمات الأخيرة لكل "أسود" يقتل على يد الأمن العنصري في أميركا. جورج فلويد، ليس أول القافلة يقتل في مينيابوليس الاميركية. فعدد جرائم النظام الامبريالي العنصري بلغت مع "فلويد" وضد السود الرقم 50 منذ عام 2000.
ما تشهده مينيابوليس من أحداث في الأيام الاخيرة، بدأت يوم الاثنين الماضي حين تم استدعاء دورية للشرطة إلى محل "كاب فودز" جنوب مينيابوليس للتحقيق في قضية تزوير. بعد ذلك بساعات أصدرت الشرطة بيانا مموهاً قالت فيه "وفاة رجل بحادث طبي أثناء تدخل للشرطة".
رواية الشرطة الكاذبة سرعان ما إنكشفت بعد إنتشار مقطع فيديو لشرطي أميركي يدعس على رقبة رجل أسود. والرجل يتوسل اليه قائلا: " لا أستطيع التنفس، أنا على وشك الموت!"، فيما شرطي آخر من الدورية يرد على توسلات الرجل الأسود بعنف وغضب "ماذا تريد؟ ". وبعد ساعات قليلة، تم الإعلان عن وفاة الرجل ويدعى جورج فلويد.
مات "فلويد" خنقاً تحت جزمة الشرطي الأبيض المتفاخر بعنصريته. وعلى مرأى من عناصر الدورية المتواطئة مع الشرطي التلميذ النجيب للنظام العنصري. فقامت إثر إعلان الوفاة "حركة أرواح السود" بالدعوة للإحتجاج على الجريمة النكراء عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
وفي اليوم الثاني (الثلاثاء الماضي) تم طرد دورية الشرطة الأربعة وهم : ديريك تشوفين، توماس لين، تو ثاو، جيه الكسندر كوينج. لكن حركة الاحتجاج الجماهيري اتسعت، وتم الدعوة للتجمع أمام موقع الجريمة عند محل "كاب فودز". وسارت مسيرة شعبية بالمئات تحمل يافطات كتب عليها : "لا أستطيع التنفس" وهي نفس عبارة المظلوم جورج فلويد. و"حياة السود مهمة"، وهتفوا "اللعنة على ترامب" و"لا سلام بدون عدالة" !!. لكن الشرطة حاولت تفريق المظاهرة بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وحصلت خلال الليل مواجهات بين المتظاهرين والشرطة.
في صباح يوم الأربعاء أصدر عمدة مينيابوليس جاكوب فراي، بيانا دعا فيه إلى اعتقال الضابط الذي قتل جورج فلويد. لا لإنه يريد تحقيق العدالة الرأسمالية بقدر ما يحاول امتصاص النقمة الشعبية لطمس أساس المشكلة العنصرية كالعادة.
هذه المعضلة العنصرية التاريخية التي تواجه ولاية مينيسوتا، وهي من أكثر الولايات التي تشهد تمييزاً عنصرياً. كما تشهد توترات وحوادث عنصرية متكررة قبل حادثة فلويد وقبل فيروس كورونا. وتشهد حركة احتجاجات اجتماعية وطبقية متزايدة حيث معدل الفقر فيها مرتفعاً جداً، ونسبة بطالة السكان السود تزيد 3 مرات عن نسبة بطالة السكان البيض.
التمييز العنصري والطبقي الرأسمالي، هو قاعدة النظام الإمبريالي، ليس في مينيابوليس أو الولايات الاميركية فقط، إنما في العالم أجمع. فمن أجل تكريس الاستغلال والسيطرة والقوة والعظمة تقوم الرأسمالية على التمييز وتقسيم المجتمعات على أساس العرق واللون والدين والجندر والجنسية وأي شيء آخر يمكن لها أن يطمس الصراع الطبقي.
لقد قال "فريد هامبتون" وهو أميركي أسود قبل أن يقتل بدوره سابقاً على يد الشرطة العنصرية في شيكاغو قال: "سنحارب العنصرية بالتضامن، وسنحارب الإمبريالية بالنضال من أجل الاشتراكية.
* الأسماء وتسلسل الأحداث من مراجع الصحف ومواقع.