أمة حية

أمة حية
الرابط المختصر

قلنا ونكرر, ليس صحيحا ان امة العرب, امة غائبة عن الوعي, وعقلها القومي مستقيل بل لعلها اكثر الامم حراكا من اجل الحرية والانعتاق واكثر الامم صداما واشتباكا مع الغزاة الامبرياليين الاجانب:

1- فهذه الامة هي الاكثر استهدافا من الغزاة منذ فجر التاريخ بسبب موقعها الجغرافي وبسبب مواردها النفطية ومداخلها البحرية والبرية في الاستراتيجيات العالمية وبسبب دورها في انتاج الديانات الكبرى التي يدين بها العالم كله.

2- ولذلك فممنوع على امة العرب ان تحقق وحدتها وممنوع عليها ان تنهض تحت اية راية سواء كانت رأسمالية (تجربة محمد علي والثورة السورية الكبرى) التي حطمتها اوروبا الرأسمالية ام تحت راية الاشتراكية (تجربة عبدالناصر) ام تحت راية الليبرالية والديمقراطية ام تحت راية الاسلام السياسي.. وليس اختراع دولة العدو الصهيوني والكيانات القطرية البوليسية العربية في مطابخ الاستعمار واليهودية العالمية سوى ترجمة لذلك.

وليس بلا معنى, استمرار سيناريوهات تمزيق هذه الامة بلدا بلدا بالعدوان الخارجي او الادوات الداخلية. ولكم ان تلاحظوا كيف يحرص الامريكان على تذويب المجاميع القومية والمذهبية في امريكا, وكيف تطارد فرنسا واسبانيا وبريطانيا وغيرها اية جماعات قومية او مذهبية داخلها.

(الباسك, الكاثوليك, الايرلنديون .. الخ) وكيف تغذي بالمقابل اية انفصالات في الوطن العربي.

3- ومع ذلك فما من امبراطورية نشأت وانهارت الا بالصدام مع امة العرب, من الامبراطوريات القديمة الى الاستعمار الفرنسي, والبريطاني والبرتغالي فمن نهاية الامبراطورية الرومانية في معركة اليرموك, ونهاية الامبراطورية الفارسية في معركة القادسية الى نهاية المغول في عين جالوت والحملات الصليبية في حطين الى نهاية الامبراطوريات الرأسمالية البريطانية والفرنسية في معركة السويس عام 1956 وها هي الامبراطورية الامريكية تبدأ انهيارها على يد المقاومة العراقية ومثلها دولة العدو الصهيوني على يد المقاومة اللبنانية.

4- ورغم كل ما يقال عن العرب في العقود الاخيرة فهم الذين اشتبكوا مع القوة الامريكية في ذروة غطرستها بعد الانهيار السوفييتي وحيث يخر العالم كله ركعا سجدا امام اليهودية العالمية, يتصدى للعدو الصهيوني في لبنان وغزة بضعة الاف من المقاومين ويخلطون اوراقه.

5- ايضا ورغم الماكينة البوليسية الجبارة من المحيط الى الخليج فان الشوارع العربية حبلى بالتحديات والمفاجآت من تونس الى اليمن ولبنان وهكذا...

العرب اليوم

أضف تعليقك