وفاة (25) عاملة منزل خلال العام الماضي
عصام مبيضين
ع.جو- قالت والدموع تنهمر من عينيها ":لم احصل على حقوقى منذ شهور طويلة وانا نادمة على خروجى من سيرلانكا (...) هربت اولا من المنزل الذي اعمل فية عند احدى العائلات، ومن ثم الى من ماوى السفارة، وبعد يأس حضرت الى مركز تمكين الحقوقى".
هذا هو لسان حال (عاملة المنزل) سيرياتي، وهي تتحدث لـ"ع.جو" وتضيف: "مضى على قدومى سنتين، ولم انل من خدمتهم سوى رواتب أربعة أشهر، وتركت منزل مخدومتى جراء عدم دفع رواتبى، وضربى بشكل مستمر".
بالمقابل، تحفل صحف محلية يوميا بإعلانات صيغتها "خرجت ولم تعد" وهي في اغلبها خاصة بالعاملات الهاربات من بيوت مخدوميهن، كما تحمل الاخابر أنباء عن إقدام بعضهن على محاولات انتحار أو سقوط من المنازل
وتكشف إحصائية رسمية حكومية عن وفاة 25 عاملة منزل خلال العام الماضي، من بينها 18 حالة صنفت على أنها انتحار، إلى جانب سبع حالات وفاة، أرجعت إلى أسباب صحية وإلى جانب الوفيات الـ25، سجلت الإحصائية، التي تشرف عليها وزارة الداخلية، نحو 100 محاولة انتحار فاشلة، أدت إلى تعرض المقدمات على الانتحار لإصابات جسدية خطيرة وأخرى .
وتزعم سيرياتي أنها عملت من دون رواتب، ولا تستطيع العودة الى بلادها ، بسبب عدم دفع الكفيل غرامات الإقامة، ما دفعها للجوء الى سفارة بلادها، التي وضعتها في المأوى المخصص لعاملات المنازل.
ويعتقد صاحب مكتب عاملات لـ"ع.جو" ان قصص هروب أو محاولة هروب العاملات غموضا كبيرا ينتاب بعضها، إذ تكشف بعض العاملات عن تعرضهن للضرب والإهانة من قبل كفلائهن أو أفراد العائلة، وقال ان هناك 5000 حالة هروب من بين 50 الف عاملة منزل في المملكة.
مقابل ذلك فان عاملات على راس اعمالهن قلن انهن يعملن بشكل جيد في منازل عائلات، ويلقن معاملة جيدة منذ سنوات وان تلك العائلات تلتزم شهريا بدفع رواتبهن في موعده .
وبحسب مديرة مركز تمكين لحقوق الإنسان ليندا الكلش فان قطاع العمالة المنزلية في الأردن يعانى من حالة "إرباك" شديدة، جراء عدم وضوح التعليمات الخاصة بالعاملات، وتشابك أطراف عملية الاستقدام من ناحية المسؤوليات، فضلا عن تداخل المسؤوليات تجاه العاملات
وأضافت أن ما "يمارس بحق بعض العاملات مخالفة صريحة لقانون العمل وأبسط الحقوق الإنسانية، لا سيما العمل بالسخرة لسنوات طويلة".
ويؤكد رئيس نقابة مكاتب الاستقدام خالد الحسينات أن عدد العاملات الهاربات تجاوز خمسة آلاف عاملة والعدد مرشح للارتفاع لوجود شوارع وأماكن خاصة بهن يعملن لحسابهن الخاص، مشيرا الى أن هذه الشوارع باتت معروفة باسماء بلدانهن مثل شارع (مانيلا) في منطقة جبل عمان الذي يحوي آلاف العاملات
وقال أن من أسباب المشاكل، التي تتعرض لها العاملات، هو عدم إمكانية استبدال العاملة، بسبب الوصل المالي المدفوع مسبقا لوزارة المالية، حيث لا يستطيع المواطن استبدال العاملة حال استيفاء الوصل، حتى لو لم يكن هناك توافق بين العاملة والمواطن.
مصادر وزارة العمل اكدت" لعين جو " إن هناك لجان تعمل منذ أعوام وهي تعمل في اطار انهاء جميع مشاكل العاملات المتواجدات في السفارات من كل الجنسيات
وبين أن اللجان انتهت من حل مشاكل أكثر من 200 عاملة، من أصل نحو 500 عاملة، فضلا عن لجنة أخرى تجتمع يوميا في مديرية العاملين في المنازل، بالتعاون مع نقابة مكاتب الاستقدام والسفارات المعنية، للوقوف على مشاكل العاملات.
وقال أن الوزارة عدلت قانون العمل والأنظمة والتعليمات المرتبطة به، بهدف حماية العاملات، إضافة الى إجراءات عديدة لحفظ حقوقهن. ويلفت الى أن التعديلات التي أجريت على قانون العمل توضح شروط توظيف العمال المهاجرين، بما فيها ساعات العمل وأوقات الراحة .
يشار ان عدد عاملات المنازل يصل الى 50000 ، وتشكل العمالة الاندونيسية بينهن الحصة الكبرى، حيث يبلغ عدد العاملات من هذه الجنسية نحو 35 ألف عاملة، والسيريلانكيات نحو 11 ألفا والفلبينية 4 الاف
إستمع الآن