عمان - زبيده صبري الهواري – مضمون جديد
بكثير من الخجل اتصل بصديق عمره طالبا منه شيئا من المال لحاجة ألمت به. "بتعرف يا خوي رمضان والعيد والمدارس، والراتب هو هو". في الحقيقة كان صديقه هذا يعاني ماليا أيضا، وإن اختلفت مستوى "الآه".
اعتذر الصديق لعدم قدرته مساعدته، فحوقل طالب الدين، ثم استأذن لاغلاق الخط، ولكن الحاح صديقه لمعرفة سبب طلب الدين دفعه الى القول: "الاولاد بدهم دفاتر وتجليد كتب وحقائب مدرسية، وأنا ما ضل معي قرش أحمر بعد رمضان والعيد". فصاح به: تقصد أنك تطلب دين عشرين دينار؟ فأجاب نعم، فقال: الليلة بتكون عندك".
لم يكن هذا الصديق يتخيل أن يطيح الفقر برفيق عمره الى هذا الدرك، ولكن عندما فتح عينيه على المسألة اكتشف أن لرفيقه نظراء كثر.
تزامناً مع انتهاء شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد استعدت أسواق المملكة، لاستقبال العام الدراسي الجديد لطلبة المدارس والجامعات.
والقرطاسيات سلعة أساسية في مواسم العودة الى المدارس والجامعات، ورغم ارتفاع اسعارها إلا ان المستهلك يقبل على شرائها، مضطرا.
مع الغلاء وتلاعب بعض التجار بأسعار السلع زادت معاناة الأسر. وما لا يمكن فهمه تفاوت أسعار السلعة الواحدة في المنطقة الواحدة تقترب الى حدود لا يمكن تصورها.
تقول هيام الكسواني وهي أم لأربعة أطفال على مقاعد الدراسة أنها لاحظت الفرق الكبير بين أسعار بعض المكتبات لبيع القرطاسيات، ولكنها في العموم مرتفعة عن العام الماضي.
وأضافت إنها كانت بحاجة إلى ما يقارب 250 دينار لشراء القرطاسيات والحقائب، مما دفعها الى التوجه نحو مدينة العقبة لشراء احتياجات أبنائها من قرطاسيات ولوازم مدرسيه بأسعار هي ارخص بكثير من المكتبات الموجودة في منطقتها .
فيما قالت فاطمة الصرايره: "موسم العودة إلى المدارس لهذا العام هو عبء مادي ثالث على الأردنيين بعد رمضان وعيد الفطر السعيد فقد استنزف شهر رمضان وعيد الفطر السعيد ميزانية الأسر الأردنية، مما دفعهم ذلك إلى الاستدانة لاستقبال العام الدراسي الجديد، فهي لاحظت انه هناك فرق بين أسعار القرطاسيات والحقائب المدرسية لهذا العام عن العام الماضي مع انه يجب أن يكون هناك مراعاة للمواطن الأردني في تخفيض أسعارها لهذا العام الذي جاءت جميع المناسبات وراء بعضها من دون فواصل.
القرطاسية أكثر تجارة ربحية
ويعلق قاسم الحموري استاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك على ما سبق بالقول لـ "مضمون جديد": تعد تجارة القرطاسيات واللوزام المدرسية من اكثر التجارات ربحية في الاردن، فهي لها مصادره المختلفة، والعمل فيها قليل، من الانشطة المغطاة غير المعروف للمستهلك، من حيث نوعيتها.
واضاف، "النمط التجاري في الاردن، يسعى الى الحصول عليها من مصادر تصنيعها، باقل التكاليف، ورفع سعرها على حساب المتسهلك. كأن يكون شكل الدفتر من حيث الكثافة والوزن مشابه لمصدر اخر ولكن يختتلف من حيث بلد التصنيع".
وطالب الاستاذ الجامعي الحكومة حماية المستهلك وتفعيل دور الرقابة وجمعية حماية المستهلك بشكل اكثر، وتزويد المؤسسات المدنية والعسكرية بالقرطاسيات بحيث يكون سعرها مناسب للمستهلك وجودتها عالية.
وتابع، ليس المطلوب تنافس الحكومة مع القطاع التجاري، ولكن عندما يخرج هذا القطاع عن مساره ازاء المصلحة العامة على الحكومة والجهات المسؤولة التدخل لحماية المستهلك من جشع التجار.
احصاءات الفقر في المملكة
ارتفع خط مستوى الفقر في المملكة إلى 680 دينارا للفرد سنويا. بعد ان كان في عام 2006م 556 دنيار، فيما بلغت نسبة الفقر في المملكة 13.3 بالمئة.
وبحسب التقرير فإن عدد الفقراء في المملكة بلغ 781403 فيما ارتفعت جيوب الفقر من 20 جيبا عام 2006 إلى 32 جيبا وأظهرت نتائج مسح الفقر في الأردن ان3ر13 بالمئة من اجمالي سكان المملكة يقعون تحت خط الفقر العام المطلق.
وجاءت العاصمة فوق خط الفقر المطلق للمملكة اذ بلغ خط الفقر فيها 703 دنانير للفرد في العام بينما بلغت في مادبا وعجلون677 دينارا لكل منها، فمعان674 دينارا ثم البلقاء 672 دينارا فالكرك669 دينارا.
وتصدرت محافظة المفرق أعلى نسبة من حيث عدد السكان الذين ينفقون اقل من مستوى خط الفقر العام في المملكة البالغ3ر13 بالمئة حيث بلغت نسبتها9ر31 بالمئة.
واستحوذت العاصمة على ما نسبته6ر24 بالمئة من عدد السكان الذين ينفقون اقل من مستوى خط الفقر للفرد في المملكة البالغ680 دينارا في العام فيما استحوذت اربد على ما نسبته 5 ر20 بالمئة من الفقراء في المملكة ثم المفرق بنسبة9ر11 بالمئة ثم الزرقاء7ر11 بالمئة.
استأذن المعلم عدم شراء بدلة رياضة لابنه
بالنسبة الى مؤيد الخطيب - وهو أب لثلاثة أبناء على مقاعد المدارس - فرغم أرتفاع أسعار القرطاسيات إلا أن هذا لم يعن ان جودتها كانت عالية، فهناك إغراء لطلاب في شكل وتصميم الدفاتر والبرايات والأقلام والصور التي على اغفلتها، او ان تكون البراية على شكل احد الرسوم الكرتونية المحببة للأطفال ولا تدوم إلا يومين وبعدها لا تعمل، وكذلك الأقلام التي تكون عليها صوره لسوبر مان أو فله يبقى الطالب يبري في القلم حتى يقارب على الانتهاء من دون أن يصل إلى رصاصة القلم إلا في نهاية القلم ولا يدوم أكثر من يوم واحد.
وكذلك الأمر في بعض الحقائب المدرسية، اما الحقائب ذات الجودة المعقولة فلا يقل سعرها عن الـ 12 دينار.
وتعلق المعلمة بثينه الصرايره على ذلك بالقول إن اغلب المواد الدراسية تحتاج إلى أكثر من دفتر كمادة اللغة العربية واللغة الانجليزية، وهذا الشيء يشكل عبئا على الاسر، كما يشكل عبئا على كاهل الطالب وهو يحمل حقيبته المدرسية سيئة ورديئة الصنع، ولهذا تراها لا تدوم فترة طويلة مع الطلبة، وهي مشكلة يعاني منها الأسر وهي ثقل الحقيبة المدرسية على الطالب وسرعة إتلافها.
أما الطالبة فرح احمد - في الصف التاسع - فتقول: "أسعار القرطاسيات لهذا العام حسب جودتها ونوعيتها، فيختلف سعر الدفتر حسب نوعه وعدد صفحاته فهناك دفاتر صفحتها هشة ورديئة ولا تدوم فتره طويلة مع الطالب، مما يدفع الطالب إلى شراء دفتر جديد وإعادت كتابة الدروس عليه من أول المنهاج، وهو ما يعيق عمليته التعليمية.
كلفة كل طالب تزيد عن الـ 30 دينارا
وهذا ما يقوله الطالب نزار الرفاعي "فأسعار القرطاسيات المدرسية مرتفعة لهذا العام، وكلفتها تزيد عن الـ 30 دينار بين دفاتر وأقلام وتجليد وباقي المستلزمات من دون الحقيبة المدرسية، التي تحتاج لوحدها الى ميزانية بالنسبة الى الاسر التي يزيد عدد افرادها من الطلبة عن الثلاثة. وبذات المضمون تحدث به الطالب ميخائيل المدانات.
وقال والد الطالب مؤيد عزمي والذي رافق ابنه إلى المدرسة راجياً من معلم الرياضة إعفاء ابنه لهذا الفصل من شراء بدلة الرياضة ان ارتفاع أسعار القرطاسيات والحقائب والمستلزمات المدرسية والتي فاقت الميزانية المخصصة لها لا يسمح وضعي الحالي في شراء بذلات الرياضة إلى أبنائي .
أما فايز المواجده وهو احد أصحاب المكتبات المخصصة لبيع القرطاسيات واللوازم المدرسية، فقال: أسعار الدفاتر تتراوح ما بين 20 قرش ولغاية 35قرش، وكل دفتر حسب جودة ونوعيه فالدفاتر التي يصل عدد أوراقها من 80 إلى 100 ورقه الطلب عليها قليل وأكثر الطلب على الدفاتر التي يبلغ عدد صفحاتها من 40 إلى 60 ورقة، أما القرطاسيات التي ارتفع سعرها هذا العام هي أقلام الرصاص والتجليد والذي ارتفع بمقدار15% والحقائب ذات الجودة العالية أيضاً سعرها مرتفع واقل حقيبة مدرسية ذات جودة عادية من 3 دنانير إلى 12 دينار وهذا حسب.