مسنتان تساعدان المجتمع المحلي بتركيب أنظمة خلايا شمسية واستخدامها في شؤون الحياة اليومية

الرابط المختصر

عمان - تبدأ مواطنتان مسنتان رحلة شاقة لتطوير مجتمعهما المحلي عبر نقل تجربة عايشتاها في الهند، تتعلق بتلقيهما العلوم والمعارف حول بناء وتركيب أنظمة خلايا شمسية واستخدامها في شؤون الحياة اليومية، إلى مجتمعهما المحلي بقرية روضة البندان في محافظة المفرق.

واستطاعت صيحة الرجا (61 عاما) ورفيعة الحامد أن تحققا تفوقا كبيرا في دراستهما في برنامج بكلية "بيرفوت" الألمانية، حيث احتلتا المراكز الأولى، وتفوقتا على مهندسين متخصصين في ذلك المجال من دول متقدمة.

"كانت المهمة صعبة في البداية ولكنني عملت بجد حتى أصل إلى غايتي" هكذا وصفت الرجا، خلال مؤتمر صحافي عقدته وزارة البيئة أمس، تدريبها على البرنامج الذي استمر لمدة ستة أشهر.

وأضافت "أستطيع الآن أن أقوم بتركيب نظام شمسي بسيط في منزلي وأن أضيئه من خلال أشعة الشمس".

وتقوم فكرة المشروع، الممول بالكامل من الكلية نفسها، على تدريب سيدات مؤثرات في مجتمعاتهن المحلية، على استخدامات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمياه وغيرها، ليصبحن بدورهن مدربات لغيرهن في مجتمعاتهن على تلك الاستخدامات.

وتشارك الرجا فرحة نجاحها وتخرجها من الكلية زميلتها الحامد التي عبرت عن ذلك برفع كتيب التخرج من الكلية، حيث عمدت إلى شرح آلية تركيب قطع دقيقة وحساسة من أجل إكمال عمل النظام الشمسي وكيف استطاعت وزميلتها التفوق على كل زملائهما في الهند.

ويسعى المشروع، الذي يعد أحد السبل لإيجاد مجتمع بيئي نظيف، إلى تطوير طرق ومهارات النساء، من خلال ما يمتلكنه من معارف وأدوات بسيطة لاستغلال الطاقة الشمسية.

وقال وزير البيئة طاهر الشخشير إن التجربة تكللت بالنجاح وأن القائمين عليها أثبتوا كفاءة وانضباطا عاليا يفتخر به الجميع.

ولفت إلى أن الوزارة ستعمل ومن خلال جهد منظم مع شركائها على مساعدة أهل القرية لتنفيذ المشروع وتعميمه على المناطق المجاورة، في وقت بين فيه أنه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم سيتم تخصيص صف مدرسي من أجل إعطاء محاضرات لسيدات القرية لتعميم التجربة.

وأعلن عن تنفيذ وزارته استراتيجية الاقتصاد الأخضر بتحفيز الجهات المعنية في القطاع الخاص على التعامل مع التقنيات الرفيقة بالبيئة في القطاعات الاقتصادية المختلفة والمتمثلة بالمصرفي، والنقل، والطاقة، وإدارة المدن، والصناعات.

وقامت الجمعية الأردنية للتنمية المستدامة بتعبئة نموذج يحدد عدد المنازل التي ستستفيد من أنظمة الطاقة المتجددة لمعرفة حجم المستغلة منها داخل المنازل؛ بهدف تحديد حجم النظام المراد تركيبه.

وستعهد الجمعية ببناء القدرات الإدارية لتنفيذ هذا المشروع في قرية منشية الغياث، من خلال تأسيس جمعية تعاونية تدار بالكامل من قبل المجتمع المحلي، بحيث تعنى بأمور الصرف والاستلام لمعدات وأجهزة الطاقة المتجددة، إلى جانب تنظيم ورش عمل تدريبية للمجتمعات في القرى النائية الأخرى.

من جهته، بين رؤوف الدباس مستشار وزير البيئة أن الوزارة ستعمل على إنشاء جمعية تعاونية في المنطقة، من أجل تنفيذ المشروع في البداية ومساعدة السكان على استدامة مواردهم.

وأشار إلى أن المشروع يسعى إلى خلق فرص عمل استثمارية واقتصادية صغيرة الحجم والتي تخدم هذه المجتمعات النائية، كما يعمل على تشجيع الهجرة العكسية من المدن إلى القرى.

على أن بدر الحامد، زميل كل من صيحة ورفيعة، تمكن من تعلم كيفية إنشاء نظام حصاد مائي بسيط لاستغلال مياه الأمطار الشحيحة في المنطقة.

وقال "سأعمل على مساعدة الجميع، فقد تجولت كثيرا على مدارس في الهند ورأيت كيف يقومون باستغلال مياه الأمطار، ما دفعني لإنشاء هذه الأنظمة في قريتنا وقرى مجاورة".

[email protected]