مزارعون في الأغوار الوسطى: انتشار كثيف لحشرة توتا ابسولوتا يهدد بكارثة حقيقية
الأغوار الوسطى– أكد عدد من مزارعي البندورة في مناطق الأغوار الوسطى أنَّ حشرة "توتا ابسولوتا" انتشرت بشكل كبير في مزارعهم، الأمر الذي يُشكِّلُ كارثة حقيقية لمحصول البندورة مع بدء الإنتاج، مطالبين مديريات الزراعة بتوفير المبيدات الكيماوية والمصائد الفرمونية لمكافحتها.
ووصفوا ما يجري الآن في الحقول بأنه "غزو كثيف وبكميات كبيرة وغير مسبوقة للحشرة"، مبيِّنينَ أنهم يجهلون العواقب، كون الاصابات الفعلية في الثمار لم تظهر إلى الآن بشكل ملحوظ.
وقال مزارعون إنَّ مختصيِّنَ في مديريات الزراعة نصحوهم بشراء المبيدات والمصائد من الأسواق، الأمر الذي يكلفهم مبالغ طائلة، ويزيدُ من خسارتهم في حال انتشار الحشرة بنسب خارجة عن السيطرة كما هو حاصل الآن، متوقعين أنْ يصلَ سعر صندوق البندورة خلال الأشهر المقبلة إلى أسعار قياسية، إذا لم تتمَّ السيطرة على الحشرة، والحدِّ من الأضرار التي قد يُسبِّبُها محصول البندورة.
وكانت الحشرة سجلت في أوَّل ظهور لها قبل أكثر من عام أضرارا بالغة في محصول البندورة في المناطق الشفوية، وأدَّت إلى ارتفاع أسعار البندورة بشكل كبير حينئذ، ما استدعى إطلاق حملة وطنية لمكافحتها.
وأشار عبدالله عبد الستار إلى أنَّ سعر كيلو المبيد الأكثر تأثيرا على الحشرة يبلغ 125 دينارا، مبيِّنا أنه لا يكفي لرشِّ أكثر من عشرة دونمات مرة واحدة، فيما ينصَحُ المختصون بتكرار عملية الرش كل أربعة أيام.
وأضافَ أنَّهُ يُضافُ إلى تلك التكلفة أثمان مبيدات أخرى، وأجور رش، وعمال، وغيرها من المصاريف، مبيِّنا أنَّها تشكلُ "كارثة حقيقية" لمزارعي البندورة، وستلحقُ بهم خسائر فادحة، خصوصا مع الانتشار الكثيف للحشرة، منوِّها إلى أنَّ معظمهم من صغار المزارعين الذين يستدينون المبيدات من محلات المواد الزراعية حتى نهاية الموسم.
وأكد عبد الستار أنَّه راجع مديرية الزراعة في المنطقة، ولم يجد المبيدات الكيماوية اللازمة لمكافحة الحشرة، فيما قام المرشدون الزراعيون بتوزيع الكبسولات الفرمونية الجاذبة للحشرة وإعطائهم أسماء المبيدات الفعالة لشرائها من السوق، واستغلال أيَّ بدائل متوفرة لعمل مصائد للحشرة.
وبيَّنَ محمد العدوان أنَّ المصيدة الواحدة تباعُ في الأسواق بدينارين ونصف، ما حدا ببعض المزارعين الاستعاضة عنها ببعض الأطباق والصحون المنزلية، حيثُ يتمُّ ملؤها بالماء والصابون وتركيب الكبسولات عليها كبديل للمصائد التي كانت وزعتها الوزارة في السابق، مضيفا أنَّ تكلفة المكافحة المرتفعة بدأت تبعثُ اليأس في نفوس المزارعين، ما يجعلهم بعد فترة يتوقفون عن المكافحة تجنبا لخسائر كبيرة.
وأضاف أنَّ جميع المؤشرات الحالية من الانتشار الكثيف للحشرة ومقاومتها للمبيدات وارتفاع درجات الحرارة، تشيرُ إلى حدوث كارثة حقيقية في محصول البندورة لهذا الموسم، مطالبا وزارة الزراعة بتعويض المزارعين عن الأضرار التي لحقت بمحصولهم.
بدورها، أكدت مديرة زراعة وادي الأردن المهندسة نجاح المصالحة أنَّ الكبسولات الفرمونية والمبيدات الحيوية متوفرة في جميع مديريات الزراعة في الوادي، إلا أنه حرصا على سلامة المنتج يتم تجنب المكافحة الكيماوية، مشيرة إلى أنَّ التوجُّهَ الحاليَّ هو المكافحة الحيوية من خلال تكثير نوع خاص من البكتيريا التي تقضي على الحشرة.
وأضافت المصالحة أنَّ الوضع الحالي مطمئن بالرغم من تزايد أعداد الحشرة، مبينة أنَّ الإصابات لم تصل للثمار إلى الآن، ولم تظهر سوى بعض الإصابات في الأوراق، إلا أنَّ الظاهرة لم تنتشر بصورة وبائية.
وأوضحت أنَّ فرقَ وزارة الزراعة من مهندسين ومرشدين زراعيين يقومون بجولات يومية على المزارع ومراقبة الحشرة وتوزيع الكبسولات الفرمونية والمبيدات الحيوية لمكافحتها، لافتة إلى أنَّ ارتفاع درجات الحرارة وهبوط أسعار المحصول عملا على ازدياد أعداد الحشرة بشكل متزايد. وتحيلُ ذلك إلى أنَّ الحشرة تنشط مع ارتفاع درجات الحرارة، وهبوط أسعار البندورة، ما يحدُّ من قدرة وهمَّة المزارع على المكافحة المستمرة للحشرة، فيزيدُ من تكاثرها وانتشارها.
وطالبت المصالحة من المزارعين مراجعة مديريات الزراعة في مناطق الوادي للحصول على الكبسولات الفرمونية والمبيدات الحيوية والمكافحة المستمرة وبشكل دوري، وأخذ النصائح من المختصين للحصول على نتائج ناجعة للمكافحة.
إستمع الآن