لصوص غزة يبيعون أغطية مناهلها "خردة"!

الرابط المختصر

غزة - هاني أبو شقرة - مضمون جديد

تحولت العشرات من مناهل شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الامطار في مدينة غزة الى مصائد للمشاة والسيارات بعد اختفاء اغطيتها التي تتعرض للسرقة باستمرار على يد اشخاص يبيعونها لتجار الخردة بابخس الاثمان.

وكما يؤكد عبد المنعم حميد مدير دائرة الصرف الصحي في بلدية غزة، فقد سرق اللصوص 50 غطاء خلال الاشهر الاربعة الاولى من العام الحالي.

ويشير حميد الى ان سرقات الاغطية كبدت البلدية خسائر بلغت 100 الف دولار العام الماضي وحده.

ويوضح المسؤول في البلدية أن "ثمن الغطاء الواحد يبلغ مائة دولار تقريبا، وتتكلف البلدية اضافة الى هذا الثمن مائة دولار اخرى اجور نقل وتركيب".

اضرار جسيمة

والى جانب المخاطر التي تتضمنها سرقات الاغطية بالنسبة للمشاة والسيارات، فان حميد يؤكد انها تتسبب باضرار جسيمة لخطوط شبكتي الصرف الصحي وتصريف مياه الامطار في المدينة.

ويبلغ طول شبكات الصرف الصحي في غزة حوالي 500 كيلومترا, وشتمل على 15 ألف منهل رئيسي بأغطية تتراوح اقطارها بين 50 و60 سنتيمترا، وحوالي 60 ألف منهل فرعي.

في حين يبلغ طول شبكات تصريف مياه الأمطار حوالي30 كيلومترا، وتشتمل على 600 منهل رئيس متصلة بحوالي 2500 مصفاة لمياه الأمطار.

وكما يوضح حميد، فان فقدان الاغطية يسمح بتسرب المواد الصلبه والحجارة والرمال الى شبكات الصرف الصحي مما يؤدى إلى حدوث انسدادات وحالات طفح في الشبكات.

ويضيف ان هذه المواد تندفع كذلك مع سريان مياه الصرف لتصل إلى المحطات وتتسبب في تحطيم مراوح مضخاتها.

وكما يبين حميد، فان قطع الغيار لهذه المضخات، وهي غير متوفرة في السوق المحلية، كان يجري استيرادها من الخارج بوساطة مقاول يجلبها عن طريق وسيط من الجانب الإسرائيلي.

ويقول انه بعد فرض اسرائيل للحصار على القطاع، اصبح ادخال قطع الغيار غير ممكن، وبات الحل في اللجوء الى تصنيعها محليا.

عربنحية

وقد اتهم مدير دائرة الصرف الصحي في البلدية بعض اصحاب العربات التي تجرها الدواب "العربنجية" بسرقة الأغطية وبيعها بثمن بخس.

وقال ان هؤلاء يقومون ببيع الاغطية الى مخارط الحديد ومتاجر الخردة بما قيمته ثلاثة دولارات فقط للغطاء الواحد.

وناشد حميد أصحاب هذه المخارط والمتاجر الامتناع عن شراء هذه الاغطية تجنبا للملاحقات القضائية وللحد من عمليات سرقتها.

وكما يوضح المهندس مروان اهل رئيس قسم شبكات الصرف الصحي في بلدية غزة، فان هذه الأغطية تُصنّع من الحديد الزهر المعروف بقوة تحمله لضغط السيارات الكبيرة.

وقال اهل لمضمون جديد أن هذا النوع من الحديد "يتحمل ضغط حوالي 25 طنا، وهو ما لا يتحمله أي معدن آخر، وهناك وفرة لهذا النوع من الحديد في قطاع غزة"

واضاف انه رغم لجوء البلدية الى نظام لحام الاغطية بفتحات المناهل الا ان هذا الاسلوب لم يمنع سرقتها ايضا.

ونظام لحام الاغطية بالمناهل ليس حكرا على غزة، بل هو شائع في العديد من الدول بحسب ما يؤكده المهندس اهل.

ويوضح "سافرت الى كثير من الدول ورأيت نفس النظام حتى في اليابان، لكن هناك اختلاف وهو ان شبكة الصرف الصحي ونظام مصافي مياه الأمطار في هذا البلد مدمج في شبكة واحدة، بعكس ما هو موجود في غزة "

حملات

وحسب ما يكشفه اهل، فان كلفة صيانة المناهل تبلغ نحو عشرين ألف دولار سنوياً، وهي رغم انها تثقل كاهل ميزانية البلدية، الا انها لم تعد تكفي لإجراء أعمال صيانة بالشكل المطلوب.

ويوضح مسؤول البلدية ان التوسع العمراني الذي تشهده المدينة يجعلها بحاجة إلى شبكات صرف صحي بدل القديمة والتالفة.

بدوره يقول مدير دائرة النظام والانضباط في البلدية هشام أبو القمبز، ان دائرته تقوم بالتعاون مع الجهات المعنية بحملات مشتركة على مساكب الحديد في اطار مساعيها للتصدي لعمليات سرقة اغطية المناهل.

ويشارك في هذه الحملات موظفون من دائرة الصرف الصحي ودائرة النظام والانضباط والجهات الشرطية

ويوضح ابو القميز لمضمون جديد ان الحملات تشمل مساكب يكون قد جرى اعداد كشف باسمائها مسبقا للاشتباه بتعاطيها مع أغطية المناهل ومصافي الأمطار المسروقة وملحقاتها.

ويضيف انه في حال ثبوت تعامل أي مسكبة مع هذه المسروقات، فانه يتم تحويل ملفها من خلال الشرطة لاستكمال الإجراءات النيابية، ومن ثم تقوم البلدية بتقدير قيم فواتير الغرامات والتكاليف التي "يجري الزام صاحب المسكبة بدفعها بطريقة او باخرى".

وفي العادة تشتري هذه المساكب الاغطية المسروقة من اشخاص هم في معظمهم من صغار السن، بحسب ما يؤكده ابو القميز الذي دعا المواطنين الى إبلاغ الجهات المعنية في حال رصدهم لاية سرقات للاغطية، وذلك من اجل التصدي لهذه الظاهرة.