في غزة .. 120 ألف نخلة مهددة... و330 منها كان مصيرها الحرق
غزة - حسن دوحان - مضمون جديد
تنتاب مزارعي أشجار النخيل في قطاع غزة حالة من القلق الشديد بعد اكتشاف وصول ما تسمى بـ"سوسة النخيل الحمراء" إلى قطاع غزة قادمة من إسرائيل بعد انتشارها هناك.
وتعتبر "سوسة النخيل الحمراء" من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل بالسعودية وغيرها من دول الخليج والعالم وخاصة الهند (الموطن الأصلي لها).
وبعد اكتشاف إصابة إحدى البيارات بـ"سوسة النخيل الحمراء" قامت الجهات المسؤولة بحرق كافة الأشجار في تلك البيارة والبالغ عددها 330 نخلة في محافظة الوسطى بغزة، ولكن تلك الإجراءات لم تحد من حالة القلق لدى المزارعين خاصة بعد تكرار اكتشاف أشجار النخيل المصابة.
وتقوم "سوسة النخيل الحمراء" بالنخر في النخلة والإباضة داخلها ما بين 300 إلى 400 يرقة تعمل بعد فقسها بشكل جماعي على النخر في النخلة حتى تتآكل وتقع.
ثمر وجمال
وتعتبر منطقة دير البلح في وسط قطاع غزة من أشهر المناطق في زراعة النخيل، فبالإضافة إلى ثمرها تعطي أشجار النخيل طابعاً جمالياً للأرض المزروعة بها.
يقول المزارع محمد علي من دير البلح: "منذ اكتشاف وصول سوسة النخيل نقوم يومياً بتفقد أشجار النخيل في ارض العائلة البالغ مساحتها نحو ستمئة دونم مزروعة على أطرافها أشجار النخيل"، مشيراً إلى أنهم يقومون بزراعة أشجار النخيل لأنها أشجار معمرة ولا تقضم أي مساحة من الأرض، ويضيف: "نزرعها على الأطراف فنستغل الأرض في الزراعات الأخرى، هذا عدا الجانب الجمالي الذي تضيفه أشجار النخيل للأرض".
ويضيف المزارع علي: "تدر أشجار النخيل دخلاً كبيراً كل عام، فنقوم بجني البلح والرطب منها، ولكنها ليست من الأشجار التي تنتج التمور".
الوقاية خير من العلاج
ورغم إحراق كافة أشجار النخيل الموجودة في البيارة المصابة بـ"سوسة النخيل الحمراء"، وإعلان المنطقة الوسطى منطقة "حجر زراعي"، إلا أن المزارعين ما زالوا يعيشون حالة من القلق ويطالبون بتوعيتهم وتعليمهم طرق الوقاية ومكافحة تلك السوسة.
المزارع يوسف سلامة من رفح يقول: "نحن نسمع عن تلك السوسة ولكن لم نتصور أنها ستصل إلى قطاع غزة، ونعاني منها وكنا نعتبر أن قطاع غزة بعيد عن الإصابة بتلك السوسة، ولكن طالما حدث ذلك ووصلت تلك الحشرة، فيجب على وزارة الزراعة والجهات المختصة اتخاذ الإجراءات المناسبة للقضاء عليها وعدم السماح بانتشارها".
وشدد المزارع سلامة على ضرورة أن يتم توعية المزارعين بمخاطر تلك السوسة، وكيفية اكتشافها المبكر، وكيفية القضاء أو التخلص منها، وكيفية الوقاية منها، لان الوقاية دائماً خير من العلاج.
وانتقد سلامة الجهات المسؤولة لعدم قيامها بحملات توعية كافية للمزارعين للوقاية من الإصابة بتلك الآفة الخطيرة.
وتعتبر إجراءات الحجر الزراعي ضرورة حتمية في برامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء، لمنع انتشار هذه الآفة من مكان لآخر داخل بلد معين أو من بلد معين إلى بلد آخر.
الآفة في طريقها للانحسار
حشرة النخيل الحمراء هي سوسة يبلغ طولها حوالي 4 سم وعرضها حوالي 1 سم لونها بني مائل للاحمرار مع وجود نقط سوداء على الحلقة الصدرية، ولها خرطوم طويل وتعيش الحشرة الكاملة حوالي 2 - 3 أشهر،
ويمكن مشاهدة الحشرة على مدار العام ولكن ذروة مشاهدتها تكون بين شهري آذار وحزيران، وتبيض الأنثى من 200 إلى 300 بيضة ثم تبدأ في نهش قلب النخلة.
ويدعو المزارع عماد خليل للاستفادة من الدول التي تعاني من انتشار حشرة "النخيل الأحمر" منذ زمن في كيفية التخلص منها، مشيراً إلى وجود العديد من طرق الوقاية ومكافحة تلك الحشرة ولكن المزارعين في قطاع غزة يجهلون حتى الآن كيفية أو آلية تنفيذ ذلك حتى انهم لا يعرفون اسماء بعض المبيدات.
ويشير المزارع خليل إلى أن آفة "سوسة النخيل الحمراء" تبعث على التخوف والقلق لذا يجب اخذ كل سبل الوقاية والحذر حتى الوصول إلى حالة الطمأنينة.
ولا تزال الجهات المختصة في حالة طوارئ رغم تقديرها أن الأزمة في طريقها للانحسار.
120 ألف نخلة
ويوجد في قطاع غزة نحو 6500 دونم مزروعة بالنخيل، ويبلغ عدد أشجار النخيل فيها أكثر من 120 ألف نخلة، فيما يبلغ إنتاجها من البلح نحو 7500 طن، بينما لا تنتج أي نوع من التمور حسب مصادر وإحصاءات عام 2010.
ويعاني قطاع غزة من نقص محدود من البلح يقدر فقط 255 طن سنوياً، وبينما يستورد التمور لعدم إنتاجها، ويقول خضر خالد وهو صاحب احد مشاتل النخيل: "لدينا نحو 25 ألف شتلة نخل، والعديد من المشاتل وهناك إقبال كبير من قبل المزارعين على زراعة أشجار النخيل، ما سيعزز فرص القضاء على النقص المحدود في البلح لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ولكننا غير قادرين على إنتاج التمور لان منطقتنا ليست من المناطق المشهورة بذلك".
ارتفاع سعر البلح والرطب
وتشهد أسعار البلح والرطب ارتفاعاً كبيراً، يعزوه المزارعون لبداية الموسم والذي تكون فيه الأسعار مرتفعة عادة.
ويخشى المواطنون من استمرار حالة ارتفاع الأسعار إذا لم يتم مكافحة السوسة والقضاء عليها بسرعة، والسماح ببيع البلح من المحافظة الوسطى لباقي انحاء قطاع غزة. ويقول المواطن شادي إدريس: "شهدت أسعار البلح الأصفر ارتفاعاً كبيراً، ووصل سعر الكيلو الواحد إلى 15 شيقلا ثم تراجع إلى 8 شواقل ولكن سعره الطبيعي هو 5 شواقل فقط، وأما الرطب فلا زالت أسعاره مرتفعة لتصل إلى عشرة شواقل للكيلو، ويطالب بالإسراع في وضع حد لحالة الغلاء تلك".
إستمع الآن