في إدلب .. الكلاب تتحول الى آكلة لحوم البشر

إدلب - محم اقبال بلو

قرى جبل الزاوية في إدلب تعرضت لمجازر عديدة راح فيها المئات بل الآلاف من الضحايا والشهداء.

من أهم القرى التي تعرضت لمجازر جماعية كبيرة قرية كفرعويد في جبل الزاوية التي شهدت أولى المجازر والجرائم منذ بداية الثورة السورية التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثمائة شخص.
منفذو المجزرة رموا جثث الضحايا في الوديان الجبال لتأكلها الحيوانات البرية. يقول المواطنون هناك: أصبحت لحوم البشر المصدر الرئيسي لغذاء الحيوانات البرية.

يتحدث سليم كسار مواطن من اهالي جبل الزاوية في ريف إدلب عن لـ "مضمون جديد" عن تجربة عاشها يقول: كثير من الحيوانات البرية بدأت تعتمد في غذائها على الجثث المتناثرة في هذه الجبال وخاصة الكلاب والذئاب.

ويشير الى أن هذه الحيوانات باتت أشد شراسة من ذي قبل، حتى بات الناس تخشى الخروج ليلاً خوفاً منها فقد حدثت حالات متعددة من اعتداءات قامت بها هذه الحيوانات البرية على السكان أدى بعض منها إلى الوفاة والبعض الآخر إلى إصابات بليغة يصعب شفاؤها في ظل الواقع الصحي المتردي.
وينقل كسار عن كبار السن في القرية أن هذه الحيوانات وخصوصاً الكلاب عندما تتناول اللحم البشري لا تنسى طعمه أبداً وتشعر بالرغبة العارمة بتناوله مرة أخرى.

ويضيف، اصبحت تبادر بالانقضاض على أي شخص في أي ظرف مناسب لها خاصة الأطفال الصغار الذين لا يمتلكون القوة لمقاومة هذه الحيوانات وصد اعتدائها.

ويشير الى ان المواطن الإدلبي اصبح عرضة لكل الأخطار فمن القصف إلى سوء التغذية واخيراً مهاجمة الحيوانات البرية له.

اما محمود عبد المجيد وهو طبيب يقيم في إحدى قرى جبل الزاوية فقال لـ "مضمون جديد": وفق ما اعلم فإن الحيوانات اللاحمة عندما تتذوق اللحم البشري تصبح أشد قوة وشراسة سبب غريزي ما يجعلها تحب هذا اللحم وترغب بتناوله بشكل دائم قد يكون ثأراً ما بينها وبين البشر الذين يرتكبون أخطاء بحق هذه الحيوانات بشكل دائم.

ويضيف، هذه الظاهرة باتت مشكلة كبيرة فاعتداءات الحيوانات تلك على الأهالي خاصة الاطفال باتت مصدر رعب للجميع والكل يخشى الخروج ليلاً خاصة في القرى الصغيرة والتجمعات السكانية قليلة العدد المتناثرة في هذا الجبل ذي التضاريس الوعرة جداً والتي تشكل بيئة مناسبة لعيش هذه الحيوانات.

واشار الى ورود حالات متعددة الى المشفى الميداني تعرض فيها أصحابها لعضة كلب شارد وبعض هذه الحالات تكون صعبة جدا خاصة تلك التي يكون الكلب قد اقتتطع قطعة من اللحم من جزء ما في جسم الضحية والمشكلة عدم توفر المواد الطبية والحقن الخاصة بداء الكلب وصعوبة الحصول عليها او استحالتها غالباً نعمد إلى تطهير الجرح ببعض المعقمات تضميده ولا نتمكن من القيام باكثر من ذلك.

ويخشى الطبيب عبدالمجيد من أن تكون هذه الظاهرة في بدايتها، فالاهالي يخشون أن تتطور فيما بعد لتصبح مشكلة كبيرة لا نستطيع القضاء عليها.

واقترح أن يوفر الجيش الحر عناصر لقتل الحيوانات البرية حتى القطط التي شهدنا حالات عديدة من مهاجمة القطط لطفل رضيع وجرحه.

أما مضر نقاش الطالب الجامعي من أهالي الجبل فقال لـ "مضمون جديد":في البداية كنا نعتقد أنها حوادث عادية كالتي كانت تحدث كل عدة أعوام أن يصادف حيوان شارد شخصاً فيهاجمه بسبب خوفه منه أو بسبب جوعه الشديد لكن تكرار هذه الحالات اصبحت تقلقنا خاصة وأننا عرفنا أن هذه الحيوانات كانت تتغذى لفترة ليست بالقليلة على الجثث البشرية التي كان يعتبر أصحابها في عداد المفقودين ولم يعرف مصيرهم بعد.

واشار الى انه عثر مع رفاق له على جثث بدا بشكل واضح أن الحيوانات البرية قد التهمت أجزاء كبيرة منها وعرفنا سبب شراسة هذه الحيوانات.
يقول لاحل لدينا سوى قتل كل هذه الحيوانات وأقول لحماة الطبيعة نريد ان نحمي الانساناولاً.

أضف تعليقك