"فورسايت الاستراتيجية" تحذر من دخول الشرق الأوسط في أزمات إنسانية بسبب نفاد مصادر المياه

الرابط المختصر

عمان - ينبه تقرير (السلام الأزرق) لمجموعة فورسايت الاستراتيجية الى أن "الشرق الأوسط سيدخل في أزمات إنسانية جدية، بسبب نفاد مصادر المياه في حال لم يتم اتخاذ إجراءات طارئة بهذا الخصوص"، لافتا الى أن "المياه تشكل اليوم عاملا من عوامل التوتر والانقسام في المنطقة، لكن يمكن تحويل هذا العامل إلى وسيلة لتحقيق السلام والتعاون بين هذه الدول".

ويبين التقرير، أن تدفقات الأنهار في دول المنطقة، اســــتنزفت بنسبة تـــتراوح بين 50 % - 90 % بين العامين 1960 - 2010، فنهر اليرموك انخفض تدفقه من 600 مليون متر مكعب الى نحو 250 - 300 مليون متر مكعب سنويا، كما انخفض تدفق نهر الأردن من 1300 مليون متر مكعب الى 100 مليون متر مكعب.

وبخصوص البحر الميت، أشار الى انخفاض منسوب مياهه من 390 مترا في الستينيات الى 420 مترا تحت مستوى سطح البحر حاليا، وسيصل الى 450 مترا تحت مستوى سطح البحر بحلول العام 2040، كما أن المساحة السطحية للمياه تقلصت بمقدار الثلث.

وحذر التقرير كذلك من أنه "إذا ما استمر منسوب المياه السطحية في البحر الميت بالتناقص، فسيتقلص ليصبح بحيرة خلال 50 عاما، وسيختفي تماما في نهاية المطاف".

واقترح التقرير إنشاء مجلس تعاون لموارد المياه بين تركيا وسورية ولبنان والعراق والأردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل، كآلية سياسية لوضع معايير مشتركة لقياس تدفق المياه ونوعيتها، ووضع أهداف للإدارة المستدامة للموارد المائية، وتكييف استراتيجيات إقليمية لمكافحة التغير المناخي والجفاف، إذ إن إنشاء المجلس يسهل التعاون على مستوى الحوض في حوض كل نهر.

وذكر التقرير مدينة الزرقاء في الأردن كمثال على التوزيع غير المتكافئ للمياه في معظم بلدان المنطقة، بسبب تضاريسها وجغرافيتها داخليا، قائلا إن "الزرقاء متاخمة للبادية وفي الوقت ذاته توجد فيها أعلى كثافة سكانية".

وكانت وزيرة الخارجية السويسرية ميشيلين كالمي ري، قدمت التقرير يوم الخميس الماضي، والذي أنجز بدعم من قبل حكومتي سويسرا والسويد، في مؤتمر صحافي عقد في مدينة جنيف، معلنة أن الفكرة الأساسية التي بني عليها التقرير تكمن في أن المياه تشكل اليوم عاملا من عوامل التوتر والانقسام في المنطقة، وأنه يمكن تحويله إلى وسيلة لتحقيق السلام والتعاون بين دولها.

التقرير جاء أيضا بدعم من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي، وبمشاركة نحو 100 من القادة ورؤساء الوزراء الحاليين والسابقين ومسؤولين وخبراء من الدول السبع.

وكان سمو الأمير الحسن بن طلال، أطلق التقرير ذاته محليا في 23 الشهر الماضي، منبها حينها الى ضرورة معالجة مواضيع الخروقات المائية من منظور جماعي فوق قطري في المنطقة، ومشددا على أنه "لا يجوز للإسرائيلي استهلاك سبعة أضعاف ما يستهلكه المواطن في مناطق مجاورة".

[email protected]

أضف تعليقك