طلاب الجامعة المفتوحة بالناصرة يكتوون بالمخالفات والبلدية والادارة تتقاذفان المسؤولية

الرابط المختصر

عرب 48 - روزين عودة - مضمون جديد

يمضي طلبة الجامعة المفتوحة فرع الناصرة نهاراتهم متنقلين في سباق مع الزمن بين قاعات المحاضرات والات موقف السيارات التابع للبلدية، والتي يتسبب لهم التاخر عن تجديد بطاقاتها بمئات المخالفات شهريا.

ولا تمهل هذه الالات الطلاب الذين ياتون من انحاء البلاد، سوى ساعتين في الحد الاقصى، وهو ما يجعلهم يهرعون اليها خلال الاستراحات القصيرة بين المحاضرات من اجل تجديد بطاقات وقوف سياراتهم.

الا ان المحاولات المستميتة التي يبذلونها لتفادي المخالفات التي يحررها مراقبو الموقف التابعون للبلدية، لا يكتب لها النجاح دائما، الامر الذي يكبد العديدين منهم مخالفات قد تصل قيمة بعضها الى الاف الشواقل.

تقول احدى طالبات الجامعة التي اضطرتها ظروفها الى العمل والدراسة في نفس الوقت "أشعر أنني أعمل فقط لتسديد تكاليف الموقف والمخالفات".

وتؤكد الطالبة التي فضلت عدم ذكر اسمها، انها تكبدت عدة مخالفات رغم محاولاتها الجاهدة لتجديد بطاقة وقوف سيارتها.

وتقول "حاولت كثيرا تجنب المخالفات ولكن دون جدوى، فالاستراحة بين المحاضرات هي 15 دقيقة، وخلالها يكون امامي التزامات كثيرة لانجزها".

وتضيف "فكرت أيضاً أن أركن سيارتي عند أحد أطراف شوارع الحي، لكن تبين لي انه حتى السكان المجاورون لا يجدون مكاناً لركن سياراتهم".

ولا توفر الجامعة مواقف سواء لسيارات الطلاب الذين يصل عددهم الى نحو 600، وهي لا ترى انها ملزمة بذلك، وهو ما يترك الطلاب وايضا المدرسين والموظفين تحت رحمة موظفي والات التوقيت في موقف البلدية.

بالمرصاد

ويشكو طلاب الجامعة كثيرا من مراقبي موقف البلدية الذين قالوا انهم بالمرصاد ويحررون لهم المخالفات دون امهالهم احيانا حتى يقوموا بشراء بطاقة الوقوف من الالات التي يصدف احيانا ان تكون بعيدة عن مكان ركن سياراتهم او ربما تكون معطلة.

وتقول الطالبة الاء محاجنة، وهي تاتي الى الجامعة من ام الفحم التي تبعد اكثر من 30 كيلومترا"حدث معي قبل شهر أن أتيت بالسيارة إلى الجامعة، وعندما ركنتها في موقف البلدية اكتشفت أنني لا أحمل الفكة، فذهبت لبعض الزميلات لأقتراضها، وعندما عدت بعد 5 دقائق بالضبط، فوجئت بالمخالفة على سيارتي".

وترى محاجنة ان "هذه المخالفات تُحرر للطلاب بغير حق، فنحن في نهاية الأمر طلاب تثقل كاهلنا مصاريف لا تُحصى ولا تعد".

وتقول "مع غلاء المعيشة أصبحنا نتشارك حتى المواصلات لنخفف العبء، وأيضاً مع ظاهرة المخالفات التي لا تنتهي، والتي تتزايد يوماً عن يوم، أصبحنا بحاجة لمنح خاصة لنصمد أمام كل هذا".

ومن جانبها، تقول الطالبة الجامعية بيان إغبارية، وهي أيضاً من أم الفحم "أنا واحدة من الطلاب الذين يعانون الأمرين من المخالفات، وأؤكد على ما قالته زميلتي (محاجنة) من أن هذه المخالفات تُحرر للطلاب بغير حق".

وتقول اغبارية ان الوضع في فروع الجامعة في المدن الاخرى مختلف تماما "حيث أننا نركن سياراتنا دون قلق أو ضغط، ونستغل الفسحة هناك للكثير من الأمور بخلاف ما يحدث معنا هنا ".

وتتدخل طالبة أخرى متسائلة "أصلاً لماذا يفترض بي أن أدفع مقابل أن أركن سيارتي في موقف تابع للبلدية؟ أليس من المفروض أن يتم دعم الطلاب بدلاً من ملاحقتهم بالمخالفات؟".

والى جانب الشكوى من سرعة تحرير المخالفات، فان هناك شكوى اخرى تتعلق بايقاع عقوبة المخالفة "ظلما" من قبل مراقبي موقف البلدية.

ويروي الطالب عبد السلام موسى احدى هذه الحكايات قائلا "كنت وضعت بطاقة وقوف على تابلو السيارة من الداخل، وكانت تمنحني وقتاً للوقوف حتى الساعة 11:31، لكن المراقب حرر لي مخالفة عند الساعة 11:20".

ويضيف عبد السلام:" توجهت إلى البلدية وقمت بتعبئة نموذج ليتم إعفائي من دفع المخالفة، وطبعاً ذلك بد سين وجيم، علماً بأنني قمت بتوثيق بطاقة الوقوف والمخالفة وأشرت إلى الوقت".

ويعتقد عبد السلام أن تحرير المخالفات بهذه الطريقة لا يعتبر عملاً مهنياً واحتراماً للمواطنين إنما أسلوب "خاوة" يستعمله المراقبون لكسب النقود.

اعطال!

ويقدر المحاضر في الجامعة وسام ابو احمد عدد المخالفات التي يتم ايقاعها بحق سيارات الطلبة والموظفين يوميا بعشر مخالفات على الاقل، وبعدد اجمالي قد يصل الى 300 مخالفة شهريا.

ويرى أبو أحمد ان احد اوجه المشكلة يكمن في آلات إخراج البطاقات التابع للبلدية والتي كثيرا ما تتعرض للاعطال "ودون ان تهتم البلدية باصلاحها".

وضرب مثالا قائلا "حصل مرة مع طالبة أن أرادت أن تخرج بطاقة ووجدت الالة معطلةً، فجاء المراقب وضرب الآلة بحجر كبير فعادت للعمل!".

وقال ان بعض الطلبة الذين واجهتهم هذه المشكلة كانوا يتركون ملاحظة مكتوبة على قصاصات صغيرة على سياراتهم لابلاغ المراقب بان سياراتهم بدون بطاقات وقوف لان الالة معطلة.
واضاف انه رغم ذلك، كان هؤلاء الطلبة يفاجأون بتحرير المراقبين مخالفات بحق سياراتهم.

ولا يقف الأمر عند تحرير المخالفات للطلاب، كما يقول ابو احمد، بل ان بعض الطلاب تعرضوا لملاحقات قانونية تضاعفت معها قيم المخالفات حتى بلغت آلاف الشواقل.

ويردف أبو أحمد "وهكذا نرى كيف أن البلدية تجعل من التعليم الأكاديمي في الجامعة المفتوحة بفرعها في الناصرة أمراً شاقاً وصعباً".

وينوه المحاضر في الجامعة الى ان الوضع بالنسبة لفروع الجامعات في المدن الاخرى في البلاد مختلف تماما عما هو حاصل في الناصرة.وقال انه يتم منح طلاب الجامعات هناك تراخيص لركن سياراتهم مجانا.

الجامعة تشكو

ومن جانبها، تشكو ادارة الجامعة من عدم تجاوب البلدية مع مشكلة الطلاب مع مواقف السيارات، وتؤكد في ذات الوقت انها ليست ملزمة بان توفر مواقف للطلبة والموظفين داخل حرمها الصغير نسبيا.

وقالت مديرة مركز الجامعة المفتوحة في الناصرة يسرا حجوج ان "البلدية كانت ترد دائما على شكاوى الجامعة بهذا الخصوص قائلة: نحن لا نمنح الطلاب لا بناية ولا مواقف سيارات، ومثلكم مثل أي مؤسسة أخرى".

واضافت حجوج "في كل المدن والقرى توفر البلديات والمجالس المحلية منحاً للطلاب، ونحن لا نريد من البلدية أي منحة، لكن على الأقل أن يوفروا علينا بطاقة الوقوف أو على الأقل أن نستعمل الموقف بعد الظهر مجاناً ".

وتقول حجوج:" أنا أعمل 8 ساعات يومياً، أي أنني أغير بطاقة الوقوف 4 مرات، علماً أنه ملقى على عاتقي مسؤوليات كثيرة كمديرة للمركز. لقد حاولنا أن نجد حلولاً للمشكلة، لكن لا حياة لمن تنادي".

وحول إذا ما كانت إدارة الجامعة المفتوحة فرع الناصرة قد حاولت حل المشكلة عن طريق التوجه لإدارة الجامعة المركزية، قالت حجوج انه "لا يوجد أي قانون يُجبر الجامعة أن توفر موقفاً للطلاب، وبشكل عام لكل فرع ميزانية معينة، وبالنسبة لنا فاننا نرى ان توفير منح دراسية بهذه المنح أهم من توفير مواقف ".

ووجهت حجوج نداء الى بلدية الناصرة قائلة "إذا أردتم أن تدعموا الطلاب الجامعيين في المدينة، فعلى الأقل لبوا حاجاتهم البسيطة، وموقف سيارات لبعد الظهيرة ليس بالشيء الكثير".

وعلى صعيدها، اعتبرت الادارة المركزية للجامعة التي لها فرع في العديد من مدن البلاد، ان موضوع موقف السيارات لا صلة له بها، معتبرة انه يجب التوجه للبلدية في كل ما يخص هذا الامر، كما جاء على لسان عمر مصاروة مدير الإعلام والعلاقات العامة في الجامعة.

وقال مصاروة ان الجامعة "توجهت مراراً لأصحاب المبنى بطلب تطوير وتوسيع المبنى، وقد تم تلقت الجامعة في السنوات الأخيرة وعودا بالقيام بذلك وللأسف لم تتحقق هذه الوعود".

واضاف ان الجامعة في ضوء "بعض المشاكل الموجودة في مركز التعليم في الناصرة، تبحث إمكانيات مختلفة مثل تطوير في المبنى وفحص إمكانية الانتقال لمكان آخر".

استعداد للتعاون

بلدية الناصرة بدورها، ابدت استعدادها للتعاون من اجل حل المشكلة، لكنها في نفس الوقت نفت ان تكون تلقت أي شكوى رسمية بخصوصها، سواء من الجامعة او الطلاب.

وقال صبيح ملحم مسؤول ومدير مشروع مواقف السيارات في الناصرة انه "حتى الآن لم يتوجه لنا أحد بهذا الخصوص، فنحن لا نسمع بهذه المشكلة إلاً عن طريق الإعلام".
واكد انه "إذا توجه الينا أي أحد فسوف نقوم بحل المشكلة وتقديم المساعدة".

ولفت ملحم الى "الموقف ليس تابعاً للجامعة المفتوحة فقط إنما لكل المدينة بما أنه تابع للبلدية، لكني أؤكد أن أحداً لم يتوجه لنا بشكل رسمي" بخصوص المشاكل التي يعاني منها الطلاب هناك.

وتدير البلدية مشروع مواقف في انحاء المدينة تحت اسم "البلد سالكة"، ويهدف الى تنظيم السير ومنع الاختناقات المرورية في شوارعها.

وكان مسؤول في البلدية اكد استعدادها لمنح الطلاب امتيازات في اطار اتفاق يتم التوصل اليه مع أي طرف سواء كانوا هم ام الجامعة.

ولكن هذا المسؤول نفى ايضا ان تكون وصلتهم شكوى سواء من الجامعة او الطلاب بهذا الشأن،

وقال في اشارة الى امكانية التوصل الى حل والى استعداد البلدية للتعاون "فليتوجهوا الينا وليعرضوا علينا مشكلتهم".

وعلى ما يبدو، فقد القت البلدية الكرة في ملعب ادارة الجامعة التي يرى الطلاب الان ان عليها التحرك وعرض المشكلة بشكل رسمي عل ذلك ينهي معاناتهم مع المواقف والسيارات وبما يجعلهم يتفرغون لدراستهم دون قلق او منغصات.