طريق البحر في رفح .. حكاية ألم ومعاناة لا تنتهي والبلدية "دان من طين ودان من عجين"

الرابط المختصر

غزة – حسن دوحان - مضمون جديد

على طريق "البحر" في حي تل السلطان برفح، وقف المواطن "عماد أحمد" 44 عاماً مع أسرته بانتظار سيارة تقلهم إلى شاطيء البحر للاستجمام، وبعد طول إنتظار أضطر مع عائلته للذهاب إلى شاطيء البحر سيراً على الأقدام نتيجة رفض السائقين نقلهم خوفاً على سياراتهم من الخراب من سوء الطريق وعدم صلاحيتها لسير السيارات..

ومنذ الانسحاب الإسرائيلي من منطقة المواصي غربي رفح أواخر عام 2005، وأهالي محافظة رفح يتطلعون ويطالبون بتعبيد طريق البحر وتوسيعه، إلا أن المجالس البلدية المتعاقبة في بلدية رفح لم تحرك ساكناً، وأبقت الطريق يزداد سوءاً ويعمق جراح المواطنين عاملة بالمثل الشعبي "دان من طين ودان من عجين"، ولا حياة لمن تنادي..

ويقول المواطن "أحمد" على مدار سنوات الاحتلال الإسرائيلي لم نكن نستطع الوصول إلى شاطيء البحر إلا بعد المرور على حاجز البحر، ومنذ بداية عام 2001 منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المواطنين من الوصول لشاطيء البحر وحتى سكان المواصي هجروا المنطقة، ويضيف وبعد الانسحاب الإسرائيلي تأملنا خيراً بان يتم توسيع طريق البحر الذي لا يتسع لمرور سوى سيارة واحدة، وإصلاحه وتعبيده ولكننا لم نرى شيئاً والمجالس البلدية غائبة ولا تفعل شيئاً..

وينقسم طريق البحر إلى جزأين، الجزء الأول الطريق الرئيسي الواصل من حي تل السلطان إلى شاطي البحر، والجزء الأخر الواصل من المواصي إلى حدود خانيونس ويسمى طريق "هارون الرشيد"..

إزعاج

بات طريق البحر غرب رفح يشكل إزعاجاً للمواطنين والسائقين الراغبين في الوصول لشاطيء البحر وللقاطنين في منطقة المواصي، فالسائقون يتهربون من المواطنين ولا يحبذون نقلهم خشية على تعطل سياراتهم..

ويقول السائق "أيمن جمال" عندما يستوقفني مواطنين ويقولوا لي نريد الذهاب للبحر، ارفض نقلهم لان سيارتي تعطلت كثيراً من تلك الطريق السيئة، فهي طريق ضيقة للغاية، ومليئة بالحفر الكبيرة المؤذية لوسائل النقل..

وشدد "جمال" على ضرورة إيجاد حل لطريق البحر بشقيها الغربي والشمالي، وتوسيعها وتعبيدها، مشيراً إلى عدم اكتراث الجهات المسئولة بمعاناة المواطنين سواء القاطنين في المواصي أو المستجمين على شاطيء البحر..

قلة المصطافين ليلاً

ورغم أن شاطيء البحر في رفح يعد من أكثر الشواطيء في قطاع غزة اتساعاً ومياهه لا تعكرها مياه الصرف الصحي، ورماله لازالت تحتفظ بلونها الذهبي، إلا أن أصحاب المنتزهات والكافتيريات يشكون من قلة المصطافين ليلاً نظراً لصعوبة المواصلات لشاطيء البحر وعدم وجود طريق معبدة وصالحة لسير المركبات..

ويقول احد أصحاب المنتزهات "موسى عامر" نحن نستأجر المنتزهات على شاطيء البحر بأسعار كبيرة، وفي المقابل لا تقدم لنا بلدية رفح أي خدمات نظير ذلك، واقل تلك الخدمات أن تكون الطرق التي توصل المواطنين للمنطقة معبدة وسهلة، ولكن مع الأسف طريق البحر في رفح من أسوأ الطرق في قطاع غزة، فهي طريق مليئة بالحفر وضيقة وجزء كبير منها غير معبد..

ويشير "عامر" إلى المصطافين على شاطيء البحر في رفح يكونون بأعداد قليلة ليلاً، نظراً لصعوبة المواصلات واستنكاف السائقين عن العمل فيها لأنها طريق سيئة وضيقة، الأمر الذي يؤثر على أنشطتنا وعملنا، ويعرضنا للخسارة..

صعوبة التنقل

ويعاني أهالي أطفال منطقة المواصي من انعدام المواصلات التي تقلهم من أماكن سكنهم لوظائفهم أو مدارسهم، ويضطرون للسير مسافات طويلة أو الوصول لحي تل السلطان سيراً على الأقدام لإيجاد وسيلة نقل تقلهم..

وتقول المواطنة "وفاء أبو رزق" من سكان المواصي "نظراً لطبيعة عملي كمدرسة في الفترة الصباحية اضطر للصحو مبكرة والسير على الأقدام حتى أتمكن من الوصول إلى مدرستي في موعدي، فالمواصلات من منطقة المواصي صعبة، والسائقون لا يفضلون العمل في تلك المنطقة لان طرقها كلها حفر، وغير معبدة رغم ازدياد أعداد السكان..

وتضيف "أبو رزق" نحن نعاني ولا احد يشعر بنا، وكأننا لسنا من الشعب، فلا يعقل منذ الانسحاب الإسرائيلي إلا يجري أي مشروع تطويري خدمي في المنطقة، كنا نتوقع إيلاء منطقتنا المهمشة الاهتمام ولكننا صدمنا بزيادة التهميش فاقل شيء توسيع الطرق الرئيسية وتعبيدها، ولكن هذا لم يحدث، فهناك من يصر على إبقاء تلك المنطقة خارج التاريخ والجغرافيا..

10% فقط طرق معبدة في رفح

وبدوره يقول مدير الدائرة الإدارية والقانونية في بلدية رفح "محمود يوسف" بلدية رفح تعاني من أزمة مالية خانقة، وبالكاد نوفر المصروفات التشغيلية ورواتب الموظفين، وبخصوص المشاريع بالكاد نحصل على مشروع أو اثنين من الدول المانحة، ومحافظة رفح توجد بها شبكة طرق كبيرة جداً، 10% منها فقط معبدة، كما ان الطرق المعبدة قديمة وبحاجة إلى صيانة وإعادة ترميم، واضطررنا في بعض الفترات لاستخدام مخلفات البناء لصيانة الطرق الرئيسية..

ويضيف "يوسف" وبالنسبة لطرق البحر، البلدية تسعى جاهدة لدى مؤسسات UNDP والصليب الأحمر لترميم وتوسيع طرق البحر، ولكن لم يتم اعتماد طريق البحر بشكل نهائي ليتم الرصف على أساسه، وهناك لجنة مركزية لها بعض الاقتراحات بترسيم حدود شارع البحر "شارع هارون الرشيد" من مضرب الموج أو من حدود القسائم، والمقترح ان يكون عرض الشارع 70 متراً، وأما شارع البحر الرئيسي فوكالة الغوث "الأونروا" لديها مشروع إسكاني وستقوم بتعبيد الجزء الواقع ضمن المشروع بعرض 40 متراً، ونحن سنكمل رصف باقي الشارع..

وختاماً: "إذا أردت أن تفشل مشروع فشكل له لجنة"، ليتنازع أعضاءها ويضيع الحق والحقوق، وتبقى مشاكل وهموم المواطنين بلا حلول..

أضف تعليقك