دعوة لإقامة منتجع طبي علاجي عقب اكتشاف مياه ساخنة معدنية في وادي الزرقاء

الزرقاء - دعا خبير التراث الطبيعي وهندسة البيئة في الجامعة الهاشمية البروفيسور أحمد الملاعبة، إلى إقامة منتجع طبي علاجي سياحي في وادي الزرقاء، عقب ما كشفته دراسة ميدانية وتجارب مخبرية عن وجود مياه ساخنة كبريتية، تحتوي على عناصر معدنية تساعد في علاج أمراض مزمنة.

جاء ذلك ضمن دراسه شاملة لمنطقة وادي نهر الزرقاء قرب محافظة جرش على بعد 20 كم من العاصمة عمان، استمرت عامين اكتشفت خلالها الينابيع الساخنة وتم تحديد نوعية المياه والتلوث البيئي الحاصل فيها، كما درست إمكانية ايجاد موارد للبناء والإنشاء من التكاوين الجيرية والرملية الموجودة على جانبي الوادي، ضمن مفهوم التكنولوجيا الخضراء الرفيقة بالبيئة.

وأكد الملاعبة في تصريح لـ"الغد" أن نتائج دراسات الجدوى الاقتصادية وتقييم الأثر البيئي للينابيع الساخنة، أكدت نجاعة المشاريع الاستثمارية للموقع وإقامة منتجع طبي محمي قادر على تنشيط السياحة العلاجية الداخلية والخارجية، مشيرا إلى ضرورة المضي قدما في البحث عن ينابيع جديدة على جنبات وامتداد السيل وبدقة، حتى يتم تجنب اختفاء هذه الينابيع الساخنة، وذلك عقب اختلاطها بمياه السيل الباردة.

وحول أهمية المياه الساخنة ونوعيتها، أكد الملاعبة أن هذه المياه تعالج الأمراض المتعلقة بالجلد وفطرياتها، بالاضافة الى علاج أمراض الجهاز العصبي المركزي والمفاصل الصغيرة والكبيرة، علما بأن فترة المعالجة ترتكز على 3 عناصر وهي: الجدوى العلاجية للماء المعدني، المناخ وفوائده الصحية، العلاجات الطبية.

وأوضحت الدراسة التي أجريت مؤخرا في جامعة دارم شتات الألمانية على المياه ذاتها، أن هناك ضرورة لاستكمال الدراسات العلمية الأولية لمواقع ينابيع المياه المعدنية العلاجية في وادي الزرقاء، لتحديد الخصائص الطبيعية ونوعية تركيب العناصر الكيميائية والفيزيائية للمياه، لتحديد مؤشرات إضافية لفوائدها العلاجية‏.

وطلب الملاعبة من الجهات المختصة، تحسين ظروف استخدامات الينابيع وتأهيلها بما يتلاءم مع الشروط الصحية وبطريقة علمية، إلى جانب تهيئة الظروف المناسبة لخلق فرص استثمارية جديدة لقيام منتجعات سياحية علاجية متكاملة، وفقا للمواصفات الحديثة والمعايير الدولية التي تلبي حاجة الطلب المتزايد على العلاج الطبيعي بالمياه المعدنية الحارة في المملكة، ما يستدعي البدء بتسويقها واستقطاب المستثمرين إلى هذا الموقع، لتوفير وإيجاد مشاريع تنموية تسهم في إيجاد فرص لسكان المنطقة، تتناسب وقيمة المكان الاستشفائية والسياحية.

وبين أن مصدر هذه الينابيع يرقد تحت الرمال الملونة الرائعة، والتي تقع في صخور تنتمي إلى تكوين يعرف جيولوجيا بتكوين الكرنب، والذي يعود عمره إلى "الكريتاسي الأسفل"، ويمر في منطقة الينابيع سيل الزرقاء (نهر الزرقاء) الذي يجري على مدى أيام السنة، ويزداد نشاطه شتاء وأثناء سقوط الأمطار، ويوجد على ضفتي الوادي بساط زراعي مخضر بألوان مختلفة من المزروعات، ما يضفي على المياه الجارية نوعا فريدا من النشاط الطبيعي والسخونة والجمال.

وأضاف أن منطقة "حوض نهر الزرقاء" تملك أهمية هيدروجيولوجية أساسية، أهمها الينابيع والمياه الصحية والمعدنية النادرة، ما يمكن وصفها بأنها ثروة مائية هائلة، إضافة إلى طبيعة جيولوجية متميزة تكثر فيها المنحوتات الطبيعية الجميلة والتي تسمى عالميا بالغراميل (Hoodoos)، تزينها كهوف الجبال ما لفت انتباه الباحثين الجيولوجيين والبيئيين، بحيث يمكن اعتبارها ظاهرة طبيعية نادرة في العالم.

إلى ذلك، تقوم الباحثة البيئية مي صباح المتخصصة في إدارة المياه والبيئة بإجراء دراسة شاملة على هذه الينابيع الساخنة، والتي تعبق منها رائحة الغازات وأهمها الكبريت، بحيث يمكن تسمية هذه الثروة المائية بـ"العيون الكبريتية"، وبإشراف الملاعبة بالتعاون مع الجامعات الألمانية.

وتوصلت الباحثة صباح، بحسب قولها، إلى أن نتائج الدراسة الأولية للعناصر الكيميائية، دلت على احتواء الينابيع على عناصر تتمتع بخواص علاجية وطبية فريدة في معالجة أمراض مزمنة، إذ تحتوي على عناصر معدنية ومشعة أخرى كالرادون والصوديوم والبوتاسيوم.

[email protected]

أضف تعليقك