دعوات لتنفيذ تعهدات رسمية بإعلان الأزرق متنزها قوميا

الرابط المختصر

لأزرق - لان الطبيعة هي ملهمة الفن واساس تكوين الالوان، كان خيار الجمعية الملكية لحماية الطبيعة أن تحتفل باليوم العالمي للأراضي الرطبة بطريقة تزاوج فيها بين الفن والطبيعة.

وبلوحات بسيطة خلط طلبة مدارس وموظفو بنوك احاسيسهم عن الطبيعة بالوانهم وهم يرسمون لوحات، دعتهم الجمعية إلى التعبير فيها عن حبهم لها خلال احتفالها أول من أمس بذلك اليوم في محمية الأزرق.

ومنذ الستينيات، يتعرض حوض الأزرق ومحميته، الواقعة على بعد نحو 100 كليومتر إلى الشرق من عمان للاستنزاف، حتى جفت ينابيعه إثر انخفاض مستوى المياه الجوفية في حوضه المائي من 12 - 15 مترا تحت سطح الأرض، ما ترك المحمية تئن من وجع الوحدة ومعاول الهدم البشري.

وتحت شعار "الغابات من أجل الماء والأراضي الرطبة"، تكاتف 170 ناشطا بيئيا في المحمية لمشاركة دول العالم احتفالها في حماية الاراضي الرطبة استجابة لمقررات مؤتمر جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا ودعما للاتفاقية الدولية "رامسر" التي اقرت في العام 1971.

وتهدف الاتفاقية إلى حماية الأراضي الرطبة حول العالم ومساحتها نحو 6 % من مساحة الكرة الأرضية، ممثلة بأكثر من ألف موقع للحفاظ على مكوناتها الأحيائية والفيزيائية عبر الاستخدام المستدام لتلك الموارد.

ومنذ العام 1992، تاريخ نضوب المصادر المائية للأزرق بعد أعوام على ضخها بصورة جائرة إلى عمان والزرقاء والمزارع المحيطة، تحيا محمية الأزرق حاليا على "الأجهزة" وتحت رعاية حثيثة تتولاها الجمعية، التي تأمل تنفيذ وعود حكومية طال أمد انتظار تحقيقها، لإعلان الأزرق متنزها قوميا يمتد على مساحة 5200 كيلومتر مربع.

وكان بدأ الاهتمام بالمنطقة منذ العام 1977 حين أعلنت من قبل اتفاقية "رامسار" الدولية للمناطق الرطبة كاحدى أهم المناطق الرطبة ومحطة مهمة لهجرة الطيور، وتلا ذلك إعلانها من قبل الجمعية العام 1978 كثاني محمية طبيعية في الأردن بعد محمية الشومري (1975)، وهما تقعان في منطقة الأزرق.

ورغم هذا الاهتمام القديم إلا أن الجهود الفعلية لإنقاذ الأزرق لم تبدأ إلا من أعوام معدودة وفق مدير المحمية عمر الشوشان.

وتحتوي المحمية ضمن برامج السياحة البيئية، بحسب ما أشار إليه الشوشان نزل الأزرق البيئي، فضلا عن وجود مركز الزوار الذي يتضمن قاعة دلالية، تمثل تاريخ واحة الأزرق والتنوع الحيوي الهائل الموجود فيها على مدار العصور.

ولفت الشوشان، خلال عرض قدمه للمشاركين إلى أنه يتوافر في المحمية، مبنى مراقبة طيور، مبني من الطين ليحاكي طبيعة بيوت المنطقة القديمة، ومنطقة تنزه، يوجد فيها جلسات مطلة على المسطحات المائية تحت بيوت الشعر.

وتأتي البرامج السياحية التي تقوم عليها المحمية ضمن الشراكة القائمة بين وزارة البيئة والجمعية الهادفة الى توسيع دائرة المناطق ذات الخصائص الطبيعية والجمالية، ضمن قائمة المحميات الطبيعية.

وتسعى الجمعية حاليا إلى إعادة الأزرق لما كانت عليه في أبهى صورة وأجمل حلة عبر مشاريع التنوع الحيوي.

وتعمل الآن على أربعة محاور ضمن خطة إستراتيجية رئيسة تشمل وفق الشوشان برامج صون الطبيعة عبر تأهيل المسطحات المائية لتوفير موائل مناسبة للأنواع المميزة الموجودة في المحمية، بخاصة(السمك السرحاني) حيث تعتبر محمية الأزرق الموطن الوحيد له في العالم.

وضمن برامج التنمية الاقتصادية الاجتماعية هنالك 5 مشاريع تُشرف عليها الجمعية، من أهمها الرسم على بيض النعام، والخياطة، إلى جانب التغليف البيئي والطباعة الحرارية وصناعة الألعاب البيئية.

ولكسب الدعم والتأييد لبرامجها يتم حاليا تفعيل آليات التواصل بين صناع القرار والجمعيات الخيرية والتعاونية الموجودة في الأزرق والمجتمع المحلي والطلبة ضمن برنامج التعليم البيئي.

واطلع المشاركون في الاحتفال على تاريخ التنوع الحيوي في الأزرق والكائنات المميزة التي عاشت في المنطقة، إلى جانب توضيح مخاطر ضخ المياه على استمرارية الواحة وأهمية جهود الجمعية في المحافظة على الواحة.

وجال المشاركون في المحمية وشاهدوا فيها الطيور عن طريق برج المراقبة للطيور المقيمة والمهاجرة والسمك السرحاني المهدد بالإنقراض، بينما اشتمل الحفل على بعض الالعاب الترفيهية وعرض لافلام بيئية تناولت عناصر حماية الطبيعة.

[email protected]