جرش: تجدد الاعتداء على الثروة الحرجية لاستخدامها في التدفئة مع برودة الطقس

الرابط المختصر

جرش - تجدّدت الاعتداءات على الثروة الحرجية في محافظة جرش من خلال المشاهدة العينية للأشجار الحرجية، خاصة بعد انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، وبحث المواطنين عن وسائل تدفئة.

وقال مهتمون إنّ الثروة الحرجية من أهمّ الموارد الطبيعية والخلابة في جرش ويرتادها الزوار في معظم أشهر السنة للتنزه، مشيرا الى أن الاعتداء عليها يقضي على تلك الثروة الطبيعية، ويقلل من عدد وحجم الثروة الحرجية.

وأكد شهود عيان أنهم يلاحظون زيادة الاعتداء على الثروة الحرجية من خلال الزيارات المتكررة للمناطق الحرجية ومشاهدتهم لأماكن الشجر الذي تم تقطيعه، من دون أي آثار لحرائق أو أمراض أو مشاريع تنموية.

وقال المواطن محمد بني علي إنّ محافظة جرش تتميّز بامتداد واسع للثروة الحرجية، ومن الصعب تجنيد الطوافين على كل متر وكل دونم، فيجب أن يكون المواطن هو طواف يحمي الثروة الحرجية من أي اعتداء من مواطنين لا يُقدّرون حجم وأهمية تلك الثروة.

وطالب بني علي أنْ يتمّ التشديد على حراسة وحماية الأحراج في فصل الشتاء، وبيع الأشجار القديمة والمريضة للمواطنين بأسعار رمزية حتى يتمكنوا من استخدامها للتدفئة.

وتسعى رمزية خلف في كل صباح برفقة أبنائها إلى الأحراج المجاورة لمنطقة سكنها، لغاية جمع ما تساقط من أوراق وأغصان ذابلة على الأرض وجمعها في أكياس كبيرة والعودة بها إلى منزلها لاستخدامها في التدفئة.

وتؤكد رمزية أنّ دخلهم الشهري لا يتجاوز 200 دينار، ويبلغ تعداد أسرتها 9 أفراد، وهم غير قادرين على شراء المحروقات لاستخدامها في التدفئة، ويلجأون إلى جمع بقايا الأشجار للتدفئة، خاصة في ظلّ الظروف الجوية الباردة في فصل الشتاء.

وبيّنت رمزية أنّها لا تقوم بتقطيع الأشجار، خاصة مع إدراكها أنّها ثروة حرجية غالية الثمن، ولا يجوز العبث بها تحت أي ظرف أو سبب، بيد أنّ الفقر والبرد هما ما يدفعان المواطنين إلى الاعتداء عليها، رغم إدراكهم لأهميتها وخطورة الاعتداء عليها وحرمته.

وتنتشر المناطق الحرجية بشكل واسع في ساكب وسوف والكتة ونحلة وبرما، وتشكل 95 ألف دونم من أراضي المحافظة، وفيها عدّة غابات من أهمّها غابات دبين والتي تمتد بالقرب منها أحراج محافظة عجلون.

في حين قال مدير زراعة جرش المهندس علي الأسمر في حديث سابق إنهم أغلقوا طرق خطوط نار تابعة للحراج للحدّ من الاعتداء على الثروة الحرجية في فصل الشتاء وتلك الطرق غير مرسومة، ومعظمها لا تمر بها أي أراض زراعية.

وقال الأسمر إنّ مديرية الزراعة تقوم بإغلاق الطرق الفرعية للحد من الاعتداء على الغابات الحرجية من قبل المواطنين واستخدامها في التدفئة شتاء، كأحد الإجراءات التي تحد من الاعتداء بشكل كبير، لعدم توفر طرق فرعية توصلهم إلى الأحياء السكنية، مشيرا إلى أنّ تلك الطرق خطوط نار يتم استخدامها في حالة اشتعال الحرائق في فصل الصيف لتسهيل وصول فرق الدفاع المدني وصهاريج الإطفاء إلى قمم الجبال العالية ومنع انتشار النيران.

إلى ذلك، أكدت مصادر مطلعة في مديرية زراعة جرش أنّ المواطنين كانوا في فصل الصيف يفتعلون الحرائق لغاية تحطيبها، مع أنّ الزراعة لا تسمح لهم بذلك، وإنّما يتمّ تشكيل فريق استثمار يقوم بتقطيعها وبيعها للمواطنين بأسعار مناسبة، ويقوم الفريق كذلك بجمع الأشجار التي تتساقط من الثلوج أو اقتلاعها جراء فتح طرق.

وبيّن المصدر أنّ طواقم المديرية تتابع باستمرار، من خلال جولات ميدانية، المعتدين على الحراج، وتقوم كذلك بمراقبة السيارات المحمّلة للحطب واتخاذ الإجراءات القانونية بحقها، خاصة في فصل الشتاء الذي يكثر فيه الاعتداء.

[email protected]