انقسامات وخلافات حادة في نقابة الأطباء على خلفية "التوقف عن العمل"

الرابط المختصر

اشتدت حدة الخلافات داخل مجلس نقابة الأطباء على خلفية قرار توقف الأطباء العاملين في وزارة الصحة عن العمل احتجاجا على الظروف المهنية التي يعيشون فيها.

ويصر فريق تقوده "القائمة الخضراء"، وهي تحالف القوى القومية واليسارية ممثلا بنقيب الأطباء الدكتور أحمد العرموطي وعدد من أعضاء المجلس على التصعيد، وتنفيذ التوقف عن العمل، في حين يرفض أعضاء المجلس المحسوبون على التيار الإسلامي والمستقلون الذين تتشكل منهم غالبية مجلس النقابة التصعيد ويعتبرانه "دعاية انتخابية".

وأكد العرموطي في حديثه إلى "الغد" أمس أن مجلس النقابة "لم يقرر تجميد قرار التوقف عن العمل الذي بدأ يوم الأحد الماضي وينتهي يوم الأربعاء المقبل"، متحديا أن يقوم الطرف الآخر بالإعلان عن أسماء أعضاء المجلس الرافضين لمطالب أطباء القطاع العام.

وأشار الى أن الأطباء تجاوبوا مع دعوة المجلس ونفذوا اعتصاما وتوقفا عن العمل باستثناء أقسام الطوارئ والإسعاف، مؤكدا على أن غالبية الأطباء في كافة أنحاء المملكة التزموا بقرار التوقف عن العمل.

وبيّن أن مجلس النقابة لم يعقد يوم الاثنين الماضي اجتماعا لعدم اكتمال النصاب القانوني نتيجة لتغيب الأغلبية، منوها أن قرار التوقف لم يتم التراجع عنه، والذي أقرّ يومي الأحد والأربعاء على مدار أسبوعين.

وأشار العرموطي إلى أن قرار تجميد التوقف عن العمل خلال الأسبوع المقبل سيناقش في وقت لاحق، وأن النقابة قامت بنشر إعلانات وبالتعميم على الفروع بخصوص التوقف عن العمل الذي تم الالتزام به أمس من الساعة العاشرة ولغاية الثانية عشرة ظهرا، حيث تظاهر أكثر من 150 طبيبا من مختلف الأقسام في مستشفى البشير، رغم تعرضهم لمضايقات وتأخير من الأطباء مديري الأقسام.

وقال رئيس لجنة أطباء القطاع العام الدكتور محمد العبادي من تحالف التيار الإسلامي والمستقلين في تصريح صحافي أمس إن "التوقف عن العمل الذي تم تنفيذه كان لأهداف واضحة وصريحة تمثلت بالإفراج عن الطبيب الموقوف على خلفية المشاجرة مع القابلة القانونية وإرسال رسالة الى الحكومة بمعاناة أطباء القطاع العام".

بدوره، طالب رئيس الاتجاه الإسلامي في نقابة الأطباء "القائمة البيضاء"، الدكتور عز الدين أبو شيخة، في حديثه إلى "الغد" بعدم توقيف أي طبيب إلا إذا ثبت عليه أنه مخطئ.

وقال إن الخلاف الدائر حاليا بين أعضاء مجلس النقابة هو خلاف قديم، منوها إلى أنه قد يكون شخصيا أكثر من أن يكون مهنيا نقابيا.

ودعا إلى ضرورة اجتماع المجلس تحت صيغة توافقية، مطالبا مختلف الأطراف بتحسين النوايا فيما بينهم وتحديد موعد واضح للاعتصام.

وأكد أبو شيخة على أنه لا يدافع عن وجهة نظر أي أحد من الأطراف المختلفة، وإنما هو يدافع عن مصالح الأطباء في القطاع العام، داعيا الوزارة الجديدة إلى إنصافهم من حيث الحقوق والواجبات وحمايتهم.

ونتيجة لهذا الخلاف، أصدر عدد من أعضاء مجلس الأطباء بيانا على لسان أمين سر النقابة الدكتور باسم الكسواني أمس انتقدوا فيه أقطاب "القائمة الخضراء"، واصفين التصعيد مع حكومة غائبة بـ"المهاترات وبالدعاية الانتخابية".

الى ذلك، نفذ مئات الأطباء العاملين في المستشفيات والمراكز الصحية في العاصمة ومحافظات الكرك والبلقاء ومادبا أمس إضرابا عن العمل استمر لمدة ساعتين من الساعة العاشرة صباحا ولغاية الساعة الثانية عشرة ظهرا.

وطالب الأطباء المعتصمون بضرورة زيادة عدد رجال الأمن والحماية، وتجهيز غرف استراحة خاصة لمنع أي احتكاك بين الأطباء والممرضين من جهة والمرافقين للمرضى من جهة أخرى، إضافة الى وضع كاميرات مراقبة.

وأكدوا على ضرورة تحسين بيئة العمل في المستشفيات الحكومية، وتخفيف الضغط عنها من خلال اعتماد مراكز صحية شاملة للعمل على مدار الساعة.

كما اشتكى الأطباء من تدني رواتب زملائهم العاملين في القطاع، مؤكدين أن النظام الخاص من شأنه رفعها الى الحدود المعقولة.

[email protected]