الشـاورمـا تغمّـس بعـوادم السـيارات فـي غـزة
قطاع غزة - صباح حمادة - مضمون جديد
في شوارع قطاع غزة كما في باقي مدن العالم العربي تجتاحك وأنت تمر بقرب مطاعم الشاورما رائحة الطعام الشهية، ولكن ليس ككل مدن العالم العربي، في غزة تتشبّع الشاورما المعروضة أمام المطاعم بعوادم السيارات وكأنها تغمّس فيها، ناهيك عن المقبّلات المعروضة من دون حوافظ وأغطية تقيها ما علق في الجو من "أمراض. "
فلماذا لا يلتزم أصحاب المطاعم بالشروط الصحية؟ وما مدى رضى المواطنين عن عمل المطاعم؟ وما هي التأثيرات الصحية الناتجة عن ذلك؟
بالنسبة إلى رئيس قسم مراقبة الأغذية وتراخيص المهن الصحية التابع لإدارة الصحة والبيئة رشاد عيد، فإن قسمه المسئول عن ملاحقة أصحاب هذه المطاعم، ومحاسبتهم، وتغريمهم، يعمل من خلال ثلاث وحدات رئيسة، هي: وحدة مراقبة الأغذية، ووحدة معالجة الشكاوى الصحية، ووحدة تراخيص المهن الصحية، وهي وحدات لا تكفّ عن ملاحقة أصحاب المطاعم المخالفة.
وقال :"إن وحدة تراخيص المهن الصحية الجهة المسئولة عن تحديد الشروط الصحية المطلوبة لكل مهنة ومتابعة تطبيقها قبل الموافقة على الترخيص، والتأكد من التزام أصحاب المهن والحِرَف بالشروط الصحية في السنوات التالية بواسطة الكشف الدوري السنوي".
فيما وحدة مراقبة الأغذية تعمل من خلال طواقم التفتيش على مدار الساعة بالتنسيق مع الوزارات ذات العلاقة (الصحة –الاقتصاد –مباحث التموين التابعة لوزارة الداخلية) على مراقبة الأغذية ومدى صلاحيتها.
وأوضح أنه يتم معالجة الشكاوى التي يقدمها المواطنين من خلال طاقم يتوجّه إلى مكان الشكوى ليعاينها ويحلّ الإشكالية وهو مسؤولية وحدة الشكاوي الصحية.
وأضاف، أن المطاعم التي تحصل على الترخيص مقسّمة لأربعة أقسام رئيسة (الاستقبال، وغرفة إعداد الطعام "المطبخ"، والمرافق الصحية، والمخزن)، وأن لكل قسم شروط صحية يجب أن تتوافر فيه.
وأوضح أن من أهم شروط صالة الاستقبال الإضاءة والتهوية والمساحة المناسبة وأن تكون الطاولات من الخشب أو البلاستيك والأرضية ناعمة.
أما عن شروط المطبخ قال عيد :"يجب أن تكون المساحة20 متر مربع لسهولة الحركة، وصرف صحي عدد "2"، وحوض لغسيل الصحون من معدن لا يصدأ، والأرضية من البلاط الناعم، وشفاط"، وبالنسبة لشروط المخزن أن تكون الأرضية ناعمة، والتهوية جيدة، وأن يكون جاف" مشيراً إلى أنه ومنذ يناير من العام الجاري تم إتلاف ما بين 300 -350 طن من المواد الغذائية التالفة.
أما الجهة الثانية الموكلة بمنح التراخيص للمطاعم هي دائرة الطب الوقائي التابعة لوزارة الصحة، وأوضح مديرها مجدي ضهير أن هناك دائرتين في الوزارة ذات علاقة هما: قسم "صحة البيئة حرف وصناعات"، و"قسم دائرة الطب الوقائي مراقبة الأغذية".
وقال :"تأخذ الدائرة عيّنات من الطعام، لفحصها من ناحية نوعها وطريقة حفظها قبل وبعد التحضير، بينما يجب أن تكون أماكن صناعة التغذية مفصولة عن مكان تقديم الطعام، وعلى كل مطعم تزويد القائمين على الدائرة بعدد عماله وفحصهم طبياً "سنوياً"، للتأكد من خلوهم من الأمراض"، مؤكداً على جاهزية المختبر التابع للدائرة لفحص أي عينة.
أما العقوبات فتتراوح بين إخطارات وإغلاقات لمدة 15 يوماً، أو إغلاقات نهائية، قائلاً :"اتخذنا إجراءات ضد عدد محدود من المطاعم المرخصة، لكن المشكلة تكمن في المطاعم الصغيرة الموجودة داخل المدن والحارات والباعة المتجولين والتي لا رقابة لنا عليهم".
لماذا يسمح لهم ببيع اللحوم الملوثة؟
بالنسبة إلى المواطنين فإن رئيس قسم مراقبة الأغذية وتراخيص المهن الصحية التابع لإدارة الصحة والبيئة لم يُجب عن السؤال الأهم: هل تحمي إجراءات الجهات المختصة المواطنين؟
"لا أشعر بالاطمئنان من إجابة المسئولين" بهذه العبارة بدأت نور المدهون (24) عاماً حديثها عن وضع المطاعم في قطاع غزة، مبيّنة أنها لا تطمئن من مشهد الشاورما وهي معروضة للميكروبات والجراثيم.
وأضافت أنها مرّت بقصة سيئة عن ذلك تقول :"ذهبت يوما مع صديقاتي إلى مطعم مشهور، وطلبن الشاورما ولكني فوجئت أن بداخل الفطيرة صرصور" وتابعت :"وراء هذا الصرصور عائلة تنعم بالرفاهية داخل المطبخ وأروقة المطعم".
أما محمد زهد (26) عاماً من سكان غرب غزة فقال :"شهدت الأحوال الصحية للمطاعم تحسّناً ملموساً في الآونة الأخيرة، خاصة في ظل انتشار الكافيتريات بشكلٍ ملاحظ منذ بداية الحصار على قطاع غزة، فأصبح كل مطعم يهتم بتقديم أشهى المأكولات لاستقطاب الزبائن.
وقال :"يجب على العاملين داخل المطاعم خاصة في المطبخ اهتمامهم بنظافتهم الشخصية، وتوخي الحرص عند إعداد الطعام لأن الزبائن يثقون بهم وبنظافتهم"، مشيراً إلى أن المطاعم تختلف من حيث الجودة والنظافة حسب الموقع والقائمين عليها.
كما تساءل زهد عن الطعام الزائد خاصة المقبلات والسلطات فهل يتم تقديمها مرة أخرى للزبائن؟
أم محمود (39) عاماً وهي من سكان شمال غزة أعربت عن استيائها من نظافة المطاعم، وقالت :"لا أحب الذهاب إلى المطاعم وأنا أفضّل عمل الأكل بنفسي لعدم ثقتي بنظافة العاملين، خاصةً وأن أغلبهم لا يتقن فن الطهي من وجهة نظري".
وأوضحت بأن ابنها محمود (18)عاماً اشترى شاورما في إحدى المرات لجميع أفراد العائلة ولكنهم اكتشفوا أنها تالفة تخرج منها رائحة العفن، ومنذ ذلك التاريخ قررت أم محمود عدم الذهاب للمطاعم أو الشراء منهم.
بإيجابية!
مدير مباحث التموين التابعة لوزارة الداخلية الرائد جهاد حمادة أكد أن جهازه ينفّذ حملات أسبوعية لتفقد المطاعم، وقال حمادة :"يتم خلال الجولات تفقد الفنيات واللحوم المثلجة أو الطازجة، إضافةً إلى الكشف الكامل عن مرافق المطعم وغير ذلك".
وقال عيد :"هناك حملات يومية على المطاعم" مشيراً إلى وجود تحسّن ملموس في وضع المطاعم في قطاع غزة.
وتابع :"في حال ضبطت مواد غذائية فاسدة داخل أي مطعم، تضبط جميعها ويتم إتلافها، ويتم توجيه إخطار لصاحب المطعم، فإن لم يلتزم تحوّل إلى مخالفة مالية" مؤكداً أنه في حال كانت المخالفة كبيرة يتم إغلاق المطعم.
وعن المعيقات التي تواجه مباحث التموين أوضح حمادة بأنه لا توجد أي معيقات خلال ممارستهم عملهم بسبب حرص أصحاب المطاعم على نظافة مطعمهم والسمعة الطبية بين الزبائن، مبيناً بأنه بفضل جولات المباحث هناك التزام واضح من قِبل أصحاب المطاعم بالمعايير الصحية، وفى حال ورود أي شكوى من قِبل المواطنين يتعاملون بكل جدية معها.
وبناءاً على التقرير الفني لمباحث التموين بأن نسبة 85% من المطاعم في قطاع غزة تلتزم بالمعايير الصحية.وفقا لما يؤكده مدير مباحث التموين التابعة لوزارة الداخلية .
إستمع الآن