التعليم للأغنياء: غلاء الكتب عبء ثقيل على العائلات العربية

عرب 48 - هبة الزعبي - مضمون جديد

مع بدء العام الدراسي تجد أغلب العائلات في المجتمع العربي في إسرائيل نفسها عاجزة عن تأمين أكثر اللوازم المدرسية ضرورة إلا وهي الكتب.اذ يشتكي الأهل سنويا من أسعارها المرتفعة جدا وخاصة لمناهج اللغة الانجليزية والرياضيات. وتميزت هذه السنة بتغيير نسبة عالية من المنهاج الدراسي، ناهيك عن ان بلدات عربية تستخدم مناهج مختلفة ما يحرم الاهالي من تبادل الكتب، وما اضطرهم لشراء الكتب الجديدة متكبدين مصاريف كبيرة.

عاطف معدي مدير لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، احتج على الأسعار المبالغ بها قائلا :" لقد اظهر بحث اجراه قبل سنة أحد أعضاء الكنيست، أن كلفة كتب اللغة الانجليزية والرياضيات كانت زهيدة قياسا بالأسعار التي تباع بها كون هذه الكتب تطبع بعشرات آلاف النسخ".

وقال معدي:" طالبنا الوزير ومدير مكتبه بالجلسة الأخيرة بمراقبة أسعار الكتب وضبط أسعارها". ويضيف :"قمنا خلال هذه الجلسة وفي جلسة خاصة بلجنة المعارف البرلمانية باعتماد كتب تدريس ملائمة للوسط العربي يستمر استعمالها لفترة طويلة وإعداد آلية مهنية لضبط كل هذه الأمور،وقد أبلغنا الوزير بأن الموضوع يقلقه ويحتاج لمتابعة ولكنه لم يصرح ما الذي سيفعله لحل هذه المسألة".

وطالب عصام عمر رئيس الاتحاد القطري للجان أولياء الأمور مدراء المعارف بالمجالس المحلية استغلال مشروع استعارة الكتب الذي تشرف عليه وزارة المعارف والمطبق بالمدارس اليهودية وبموجبه يدفع الأهل مبلغاً رمزياُ ويحصلون على كل الكتب :"توجهنا لمدراء المعارف في المجالس المحلية حتى يطالبوا بهذه الميزانية وتوفير هذا العبء عن الأهل،هم يبدون موافقة مبدأية لكن حجتهم الدائمة هي أن تنفيذ مثل
هذا المشروع يحتاج إلى طواقم مهنية وهي لا تتوفر لديهم، هذا المشروع مستغل كثيرا بالوسط اليهودي ونفوته بمجتمعنا.طالبنا الوزارة بأن تتم عملية تغيير الكتب بوتيرة أبطأ يمكن أن تصل حتى 5 سنوات.

توجهنا لمدراء أقسام المعارف بالبلدات العربية بتوحيد المناهج بكل المدارس بالبلدة نفسها،حيث نجد عدة مناهج مختلفة بكل مدرسة الأمر الذي يعيق الأهالي عن استعارة الكتب من بعضهم البعض، هذا الأمر طبق بنجاح في بعض البلدان العربية استجابة لمطالباتنا".

يتميز المجتمع العربي داخل إسرائيل بنسب عالية من معدلات الفقر والبطالة ونسبة العاطلين عن العمل والمحرومين وهي ثلاثة أضعاف النسبة بين اليهود. أكثر من 60% من الأطفال العرب يعيشون بضائقة وتحت خط الفقر وهم يشكلون 50% من الأطفال الفقراء في إسرائيل، وهي أكثر من ضعف نسبتهم بين الأطفال في إسرائيل .

ووفق معطيات دائرة الاحصاء المركزية للعام 2010 فان مستويات الدخل للفرد في العائلة كانت: 80% من الافراد في العائلات العربية يحصلون على دخل دون الـ2000 شاقل شهريا للفرد مقارنة بحوالي 30% من الافراد اليهود.وتصل نسبة الأسر العربية التي لا تستطيع تغطية مصروفتها الشهرية الى 63.3% مقارنة ب 41.2% من الأسر اليهودية.

ووفق المعطيات فأن 29% من المواطنين في إسرائيل يواجهون خطر الفقر. وتبلغ نسبة العرب من السكان حوالي 18% ولكنهم يشكلون 31% من الفقراء بإسرائيل، اضطر 50% من المواطنين العرب عام 2007، للتنازل عن الطعام بسبب ضيق الحال، مقابل 15% من اليهود في إسرائيل.

حلول أفشلتها الوتيرة العالية بتغيير المناهج والكتب

منذ عشر سنوات قام "بيت النعمة"، وهي مؤسسة خيرية، بتقديم المساعدة لـ450 عائلة محتاجة بمنطقة حيفا. وتقوم المؤسسة بتمويل هذه المساعدات عن طريق التبرعات. وتنظيم معرض سنوي للكتب المدرسية المستعملة يستفيد منه حوالي 200 طفل.

لكن المؤسسة عجزت هذه السنة عن افتتاح معرضها، يقول جمال شحادة مدير المؤسسة:"لمسنا المعاناة التي يتكبدها الأهل والتكلفة الباهظة للكتب، كنا بالسابق نوزع قرطاسية وأقلام وحقائب يستفيد منها 150 الى 200 طفل، والاهل يشتكون من المصاريف الباهظة للكتب. نحن كجمعية خيرية تعتمد على التبرعات لا نملك الامكانية لشرائها ،لكننا وجدنا الحل بجمع كتب مستعملة وعرضها في معرض سنوي للتخفيف على الاهالي".

ويضيف:"في الأسبوع الأخير من العطلة نقوم بافتتاح البازار ويستمر حتى الأيام الاولى من العام الدراسي وكانت بعض العائلات تجد كل الكتب وبعضها يجد قسما منها فقط. وفي السنوات الثلاث الأخيرة بتنا نلاحظ ازدياد بعدد الكتب التي لا يستفيد منها أحد وباتت تتراكم عندنا ، فقررنا فحص الكتب الموجودة لدينا ومن بين حوالي 50 كرتونة تبين لنا بعد الفحص وجود 5 كرتونة من الكتب صالحة فقط للاستعمال وحتى أن هذه الباقية قد يتوقف استعمالها السنة القادمة ، هذا الأمر أجبرنا على عدم افتتاح المعرض فلا يمكننا فتحه مع هذه الكمية الضئيلة من الكتب، ووقفنا عاجزين أمام استفسارات الأهل ونحن عاجزون عن مساعدتهم".

العائلات المحتاجة لخدمات المؤسسة؟

غيداء عمران، عاملة اجتماعية في المؤسسة تقول:" يتوجه لبيت النعمة عائلات تعيش بضائقة كبيرة وتحتاج لمساعدة فورية، نسبة عالية منها أحادية الوالدين وأغلبهن نساء يضطررن لتربية أبنائهن لوحدهن، قسم من الأمهات يتركها الوالد بدون أي إعالة ولا إهتمام والأم في الغالب لا تعمل بأية مهنة لفترة زمنية لتتمكن من الحصول على النفقة، وقسم كبير منهن أرامل لا تكفيهن مخصصات التأمين الوطني لإعالة العائلة، هناك عائلات معيلها عاطل عن العمل ولدينا عائلات متعددة الأبناء، غلاء سعر الكتب
يمنع هذه العائلات من شرائها وتعتمد على المعرض لكنها لم تتمكن هذه السنة من تامين الكتب".

وكيل وزارة المعارف والثقافة كمال عطيلة رد على استفسارنا عن الخطوات التي تقوم بها الوزارة لحل مشكلة غلاء الكتب ووتيرة تغييرها السريعة وقضية توحيد المناهج قائلا: ان الوزارة تقوم هذه الأيّام بفحص كل الأمور المتعلّقة بأسعار الكتب المدرسيّة واتخذت بعض الاجراءات لتخفيض أسعار الكتب ومنها زيادة الميزانيّة المتعلّقة بمشروع استعارة الكتب من 1.9 مليون شاقل الى 5.5 مليون شاقل ونشر الكتب المدرسيّة في الانترنيت وتعيين خبير اقتصادي لفحص أسعار الكتب وغيرها .

ويوضح عطيلة بان الوزارة حوّلت بيّانا واضحا لمديري المدارس تعلمهم فيها بضرورة اعلام الأهالي بقائمة الكتب المدرسيّة المصادق عليها وأسعارها وعلى البائع التقّيد بهذه الأسعار .
ويضيف بانه تم تعيين:" 100 مراقب على أسعار الكتب قاموا قبيل افتتاح العام الدراسي بأيّام بجولات لفحص أسعار الكتب وفي الأماكن التي أتّضح فيها بيع كتب بأسعار غير مطابقة للتعليمات نقوم باتّخاذ إجراءات قضائيّة بحقّ المتجاوز".

ويضيف عطيلة بان الوزير جدعون ساعر أجرى تعديلا في قانون أستعارة الكتب المدرسيّة بزيادة الميزانيّة بثلاثة أضعاف من 1.9 مليون شاقل الى 5.5 مليون شاقل .وأنّ نحو 1200 مدرسة تشترك في هذا المشروع ومنها الكثير من مدارس الوسط العربي".

اما بالنسبة لموضوع تغيير الكتب المدرسيّة فقال: انّ المدرسة ملتزمة بعدم تغيير الكتب خلال 5 سنوات على الأقل .

وزارة التعليم أبلغت مديري المدارس بذلك من خلال تعليمات واضحة . أمّا بالنسبة لتوحيد الكتب التدريسيّة في كل قرية فهذا الأمر يعود لمديري المدارس لأنّ الوزارة تقوم بنشر قائمة الكتب المصادق عليها ويقوم الطاقم التدريسي في كلّ مدرسة باختيار الكتب التعليميّة التي يرغبون التدريس فيها من خلال القائمة المرفقة.

أضف تعليقك