اعتداءات تهدد الصواعد والنوازل في مغارة برقش الطبيعية

الرابط المختصر

دير ابي سعيد- الدستور- عبدالحميد بني يونس

تعد مغارة الظهر في برقش تحفة طبيعية لما تتفرد به من تكوين جيولوجي لا يتوفر في أي مكان اخر في المملكة ، حيث التكوين الطبيعي للصواعد والنوازل الصخرية التي تشكلت دون تدخل الانسان وعبر ملايين السنين في دهاليز وتجاويف طبيعية تمتد الى مساحات واسعة في المغارة التي تزيد مساحتها عن اربع دونمات بحسب بعض الدراسات . وتجذب المغارة انظار الزوار ممن تمكنوا من دخولها منذ اكتشافها عام 1995 اخذة اياهم الى اعماق تكوينات رائعة ويتطلب الدخول اليها اصطحاب خبير لتجنب التوهان وتوفير مصابيح انارة .

لكن المغارة التي تقع في غابات برقش وعلى بعد مسافة تقدر ببضع مئات من الامتار عن الشارع العام لم تحظ لغاية الان باي عمل تجاه استثمارها ، فوزارة السياحة اجرت عليها دراسات خلال ست سنوات بكلفة تزيد عن 35 الف دينار ولم تعلن عن أي شيء عن نتائجها ، غير ان مصادر في الوزارة تؤكد بان الدراسة محفوظة في الادراج .

كذلك دراسة استثمار موقع حمة ابو ذابلة الذي كلف ايضا نحو 40 الف دينار .

وفي موازاة ذلك تشهد المغارة وبعد توسعة مدخلها وتحسينه من قبل متصرفية الكورة قبل سنوات تعديات كبيرة من قبل مجهولين يقومون بتكسير النوازل الوردية وبيعها ما ينذر بزوال تلك النوازل .

الى ذلك حذر خبير التراث الطبيعي وهندسة البيئة في الجامعة الهاشمية البروفسور احمد ملاعبة والباحث البيئي احمد الشريدة من استمرار تعرض المغارة للعبث والدمار جراء الاهمال الذي تتعرض له منذ سنوات.

وأكد ملاعبة أن نتائج دراسات الجدوى الاقتصادية وتقييم الأثر البيئي للمغارة بينت الآثار الايجابية لاستثمار موقعها وإقامة مجمع سياحي فيها وذلك بعد إعادة تأهيلها من الداخل بتحديد مسارات أمنة يمكن للزائر يسلكها للتمتع برؤية جمالياتها.

وذكر الملاعبة أنه نشر وزملاءه عدة أبحاث عن المغارة في عدة مجلات عالمية وعربية ومحلية والتي وضحت ان مساحة المغارة تزيد عن الأربعة دونمات ويمكن ان تصبح كهف مشاهدة (Shaw Cave) على النمط المعمول به عالميا ، حيث ان هناك اكثر من خمسة ألاف كهف مشاهدة تنشر في جميع انحاء العالم ويؤمها سنويا ملايين الزوار وتدر دخلا ماليا عاليا.

وبين ان المغارة تشكل مجالا واسعا لتطور السياحة العلاجية (المنتجعات الطبية) في الأردن فقد أثبتت الدراسة والتجربة بأن المكوث في مثل هذه المغاور لساعات ولفترات متكررة له فوائد صحية وعلاجية وتساعد في علاج العديد من الأمراض مثل الربو والصداع المزمن والارق.

ويقول الملاعبة أن التنمية السياحية في منطقة مغارة برقش تعد الأوفر حظاً لاستقطاب نسبة أكبر من الحركة السياحية المتنامية التي تقصد هذه الأماكن ،فإلى جانب وجود الكهف توجد مساحات وأودية خضراء قريبة منها بالإضافة إلى مناخ جميل يستطيع الزائر أن يقضي فترة أطول. وأكد الملاعبة على ضرورة السعي إلى تحسين ظروف استخدامات المغارة بما يتلاءم مع الشروط الصحية وبطريقة علمية بالإضافة إلي تهيئة الظروف المناسبة لخلق فرص استثمارية جديدة لقيام محمية سياحية متكاملة وفقا لمواصفات حديثة ومعايير دولية تلبي حاجة الطلب المتزايد علي السياحة البيئية.

وأوضحت دراسة اجراها الملاعبة مؤخرا في جامعة دارم شتات الألمانية أن هناك ضرورة لاستكمال الدراسات العلمية الأولية لمواقع المغارة للتأكد من وجود كهوف اخرى في المنطقة في المستويات السفلية أو المجاورة لها. وكذلك دراسة مياه الينابيع الموجودة في المغارة لتحديد الخصائص الطبيعية ونوعية تركيب العناصر الكيميائية والفيزيائية للمياه لتحديد مؤشرات إضافية لفوائدها العلاجية‏.‏

من جهته بين الباحث البيئي والانثروبولوجي أحمد الشريدة أن المنطقة تضم مثلثا بيئيا يتمثل في غابات برقش والمحمية والمغارة اضافة الى قيمة اثرية عالية حيث تنتشر حول المغارة معاصر العنب القديمة والمستوطنات السكانية العائدة للفترة البرونزية والرومانية والإسلامية ،كذلك تتواجد الحيوانات والطيور الفريدة مثل الايل «الغزال الاسمر» الذي عاد الى موطنه بعد انشاء محمية برقش المجاورة للمغارة والوعل والثعلب والذئب المخطط والخنزير البري والغرير. والطيور مثل الصقر والحجل والهدهد إضافة الى الطيور المهاجرة. من جانبه بين متصرف لواء الكورة نوفان عوجان بانه تم استكمال اجراءات استملاك مسار طريق يوصل للمغارة من الطريق العام لغابات برقش وانه سيباشر قريبا بحصر العوائق من اشجار مثمرة في مسار الطريق ومن سلاسل حجرية مملوكة تمهيدا لفتح الطريق ومن ثم تعبيده .