اتهامات بازدواجية المعايير .. سلّم موحد لرواتب موظفي النقابات يطفئ نار مطالب المساواة
عمان – ايهاب مجاهد - أُعد هذا التقرير لصالح مشروع مضمون جديد للصحفيين
لا ترغب أي من النقابات المهنية المطالبة بتحسين أوضاع منتسبيها العاملين في القطاع العام بأن يتم وصفها بأنها تكيل بمكيالين، خاصة وأن أصوات لموظفيها بدأت تهمس داخل اروقة المجمع ان عليها أولا تحسين أوضاعهم.
هو حرج أوقعت النقابات المهنية نفسها به، مما دفع بعضها الى المبادرة بالتفكير بشكل جدي لوضع الخطط اللازمة للاستجابة لمطالب الموظفين العمالية في محاولة منها لوقوف على أرضية صلبة تعزز ثقتها بنفسها في مطالبتها بتحسين اوضاع منسبيها وتجنب اي اتهام لها بالازدواجية في التعامل مع مطالب موظفيها ومنتسبيها.
وتعرف النقابات الصحية "الاطباء والصيادلة والممرضين وأطباء الاسنان" انها اكثر النقابات المطالبة بتحسين اوضاع منتسبيها العاملين في القطاع العام، وهي النقابات التي بدأ موظفوها بالهمس انهم يخشون كون مجالس نقاباتها تعاني من الازدواجية في المطالب.
ووجه موظفون في النقابات المهنية انتقادات هذه لاغفالهم مطالبهم بتحسين أوضاعهم المعيشية خلال مطالبتها للحكومة بتحسين أوضاع منتسبيها.
وتجد هذه الانتقادات لها أذن صاغية. فوفق ما وقف عليه "مضمون جديد" فإن بعض تلك النقابات ومن بينها نقابة الاطباء والصيادلة تتجه إلى تشكيل اللجان لوضع أنظمة مالية وادارية لدراسة وتحقيق تلك المطالب فيما لا زالت أخرى كنقابة اطباء الاسنان تغفل تلك المطالب محملة الموظفين تبعات الأوضاع المالية التي تمر بها النقابة.
واقترح أمين عام مجمع النقابات المهنية المحامي زياد خليفة على النقابات المهنية وضع سلم موحد للرواتب يخفف من حدة فروقات الرواتب بين موظفي النقابات والتي قال انها كانت السبب في شعور بعض موظفي النقابات بالظلم لكون رواتبهم اقل من رواتب موظفين يعملون في نقابات ذات اوضاع مالية جيدة.
ولمراعاة الاوضاع المالية المتباينة لدى النقابات المهنية اقترح خليفة تقسيم النقابات الى فئات حسب قدراتها المالية، مع تاكيده بان متوسط رواتب موظفي النقابات المهنية افضل من متوسط رواتب موظفي القطاع العام مما يبرر مطالبتها المستمرة بتحسين اوضاع منتسبيها.
واكد خليفة وهو يقلب اوراق نظام لموظفي الامانة العامة لمجمع النقابات المهنية بعد ان اجرى عليه بعض التحسينات لصالح الموظفين ان النقابات المهنية لاتغفل مطالب موظفيها وتضعها دائما في حساباتها ومنها من بادر بوضع سلم للرواتب واخرى يحصل موظفيها على مكافآت سنوية ورواتب اضافية وبعضها يوجد فيها صناديق ادخار.
وتعلو نقابة المهندسين سلم النقابات التي تراعي مطالب موظفيها وتعمل على تحسين اوضاعهم المعيشية فيما تتذيل بعض النقابات من خارج مجمع النقابات المهنية هذا السلم والذي تتوسطه غالبية النقابات المهنية.
ويقول احد موظفي النقابات الصحية التي طالما طالبت الحكومة بتحسين اوضاع منتسبيها ان وعود الاستجابة لمطالبهم لم تختلف كثيرا عن الوعود التي تلقتها تلك النقابات من الحكومات المتعاقبة بتحسين اوضاع منتسبيها المعيشية، حتى بات بعض الموظفين يفكرون في انشاء اطار نقابي لموظفي النقابات للضغط على اداراتها للاستجابة لتلك المطالب واللجوء لخطوات تصعيدية اسوة بالتي لجات اليها النقابات كالاعتصامات والتوقف عن العمل.
الا ان تلك الخطوات كما يقول احد الموظفين الذي قاموا على تلك الافكار اصطدمت "بالخوف من ردة فعل ادارات تلك النقبات" حيث لم يجرؤ غالبية الموظفين على التوقيع على مشروع لايجاد اطار نقابي عمالي لهم او التهديد بالاعتصام لتحقيق تلك المطالب.
ولازالت مطالب موظفي عدد من النقابات بخصوص تحسين ظروفهم المعيشية وخدمات التامين الصحي والتكافل الاجتماعي تراوح مكانها، ولازال موظفي بعض النقابات يتحملون مسؤولية الاوضاع المالية الصعبة التي تمر بها نتيجة اخطاء ادارية.
ويعول موظفو النقابات المهنية على نقاباتهم في ترجمة وعودها الى امر واقع على اعتبار انهم "العامود الفقري لتلك النقابات ويجب النظر الى مطالبهم نظرة خاصة " على حد تعبير امين عام المجمع.
إستمع الآن