موسم صيد الحيتان في ثالثة عمان!

هجر السياسيون الكبار انتخاباتها وناخبوها يتقنون صيد السمك يوم الاقتراع

ارتفاع المرشحات 100% وقائمتان نسائيتان و8  نواب سابقون ووزيرة متقاعدة

"الاصلاح ومعا والمستقبل عمان" تنافس للحفاظ على مقاعد 2016

لم تعد الدائرة الثالثة في العاصمة عمان قادرة على الاحتفاظ بهويتها الانتخابية التي حملتها منذ انتخابات 1989 باعتبارها "دائرة الحيتان " التي حصلت على هذا التوصيف بسبب الشخصيات السياسية التي كانت تتصارع آنذاك على مقاعدها التي ارتفعت لتصبح 6 مقاعد موزعة على 3 كوتات منها اربعة مقاعد للمسلمين، ومقعد واحد لكل من المسيحيين والشركس والشيشان.

فقدت الدائرة الثالثة بريقها الانتخابي عبر السنوات والمواسم الانتخابية اللاحقة، ولم تنجح بالاحتفاط بتلك الصفة التي ميزتها عن غيرها من الدوائر الانتخابية الاخرى في المملكة، فلم يعد السياسيون الكبار يخوضون منافساتهم السياسية على مسطحها الجغرافي والتصويتي، ولم يعد لــ"حيتان الدائرة " من سياسيين واصحاب مال رغبة بالاستمرار في مزاولة السباحة الانتخابية في دائرة تعرضت في مواسم انتخابية سابقة لموجات ترحيل اصوات من دوائر انتخابية اخرى أثرت سلبا على توجهات الناخبين في دائرة ظلت توصف لوقت قريب بــ"الدائرة السياسية والمالية"، مما نزع عنها التجانس الديموغرافي والتصويتي.

بعض من كان سابقا فيمن يوصفون بــ"الحيتان.." افسحوا للأبناء وللأحفاد فرصة التجريب والانخراط في تجارب لم تكن في معظمها جدية تماما، مما ادى بالنتيجة لخسارتهم لتلك التجارب التي لم يستطع الابناء والاحفاد فيها توظيف ميراثهم السياسي في خدمة تحولهم لسياسيين يمثلون الجيل الثاني او الثالث.

في انتخابات المجلس التاسع عشر التي ستجري في العاشر من شهر تشرين ثاني المقبل بدت خارطة المتنافسين مستقرة تماما، فحتى اليوم لم تسجل اية حالة انسحاب وإن خضعت بعض القوائم لتعديلات طفيفة لا يظهر لها أي تأثير على الخارطة التي يتزاحم على تضاريسها 18 قائمة انتخابية تضم في عضويتها 102 مرشحا منهم 26 سيدة بنسبة ( 25.5%) من إجمالي المرشحين مقابل 76 مرشحا يمثلون (7405 %).

وبمقارنة المعطيات الرقمية لانتخابات 2020 بانتخابات 2016 يظهر الارتفاع شبه المضاعف سواء في عدد القوائم او في عدد المرشحين ففي انتخابات 2016 خاض مرشحو الدائرة الثالثة الانتخابات ضمن 10 قوائم بلغ إجمالي المرشحين فيها 64 مرشحا منهم 12 سيدة و52 مرشحا.

تلك الارقام تكشف عن الزيادة التي تتجاوز نسبة 100% في عدد المرشحات في انتخابات 2020 فضلا عن الزيادة في عدد المترشحين من الذكور.

ولعل من أبرز المعطيات الانتخابية في ثالثة عمان تشكيل قائمتين من السيدات فقط هما "النهضة" و " تستحق" وتضم كل منهما 4 مترشحات، لكن لا تبدو في الافق توفر فرص مؤاتية لكليهما للمنافسة على مقعد الكوتا أو على مقاعد تنافسية اسوة بقوائم أخرى تبدو لكل مراقب أضعف من أن تنافس على مقعد من المقاعد الست المخصصة للدائرة.

ثمة قوائم حزبية تتنافس في الثالثة على نحو قائمة الاصلاح لحزب العمل الاسلامي وحلفائه، وقائمة التقدمية الممثلة لتحالف الاحزاب القومية واليسارية، فيما تبقى قائمة "معا " تمثل تيارا سياسيا مختلفا وإن لم تعلن عن نفسها ممثلة عن حزب لم يتشكل حتى الان.

ومن إجمالي المرشحين في ثالثة عمان يظهر ترشح 6 نواب من مجلس 18 منهم 3 نواب من قائمة الاصلاح" صالح العرموطي، منصور مراد، ديمه طهبوب"، ونائبان من كتلة "معا" هما خالد رمضان وقيس زيادين، واحمد الصفدي على راس قائمة "المستقبل عمان".

ويعود نائبان سابقان أحدهما من المجلس الرابع عشر "2003 ــ 2007 " ضمن كتلة اصلاح هو د. عوده قواس عن المقعد المسيحي، وأمجد مسلماني من المجلس السابع عشر على راس قائمة " قادمون"، فيما تخوض وزيرة واحدة سابقة الانتخابات ضمن كتلة"المستقبل عمان " هي خولة العرموطي.

المنافسة الاكثر سخونة في ثالثة عمان تتمحور بين ثلاث قوائم رئيسية هي قوائم معا، والاصلاح، والمستقبل عمان، ولا تبدو صورة المعطيات الحالية كافية لتوقع ما إذا كانت هذه القوائم الثلاث ستحافظ على منتجات صناديق الاقتراع سنة 2016، أم أنها ستعيد انتاجها بفوز مرشحين آخرين من قوائم أخرى لا تبدو لكل متابع هذا الاوان ان لها فرصا تسمح لها بالتوجه الى العبدلي.

أيا تكن المتغيرات حتى صباح يوم الاقتراع فان دائرة الحيتان لم تعد تزخر بالحيتان، إلا ان الناخبين عليهم صيد القليل من السمك في صناديق اقتراع العاشر من نوفمبر المقبل.

والناخبون في ثالثة عمان لديهم الخبرة الكافية للصيد، وللتصويب على أهداف كانت ذات بحجم الحيتان التي هجرت الانتخابات واستقرت في أعماق النسيان.

س

 

أضف تعليقك