فاطمة و والدتها.. كأنهما خارج الزمن (فيديو)

فاطمة و والدتها.. كأنهما خارج الزمن (فيديو)

 تسكن فاطمة البالغة من العمر الخمسين عاما هي ووالدتها الثمانينية في أم عياش، إحدى مناطق لواء دير علا منذ سبعة وثلاثين عاما، في منزل جدرانه وسقفه من ألواح "الزينكو" وبعض القطع البلاستيكية التي تحمي المنزل المتعارف عليه باسم "البراكية" من أمطار الشتاء وأشعة الشمس.

 كأنما خارج الزمن .. تعيش فاطمة وأمها تحت جسر قناة الملك عبدالله تقضيان نهارهما تحت الأشجار المحيطة بـ"البراكية" للابتعاد عن أشعة الشمس الحارقة التي لا تطيق حرارتها حتى الحيوانات على حد تعبير فاطمة.

 وتقول فاطمة إنها عاشت سنين طويلة وهي تشعر بالخوف والرعب خاصة في أوقات الليل حيث لا ترى فيها شيئا سوى شعرها الأبيض فبراكيتها بدون كهرباء.

 معاناة فاطمة ووالدتها لم تقتصر على هذا فحسب فلفيضان مياه قناة الملك عبدالله ومياه الأودية القريبة من بيت الزينكو قصص معهما أيضا.

 الأسباب التي أجبرت عائلة فاطمة على العيش تحت جسر المياه في منطقة تخلو من السكان ووسط المناطق الزراعية، هو عدم توفر قطعة أرض للبناء عليها، وكذلك بسبب الأوضاع المادية الصعبة التي تعيش فيها منذ ما يزيد عن الخمسين عاما كما قالت فاطمة . 

 وتتقاضى فاطمة من صندوق المعونة الوطنية راتب شهري يبلغ 90 دينارا لا يكفي سد ثمن أدوية لوالدتها المقعدة منذ عدة سنوات، والتي  تعاني أيضا  من عدم المقدرة على السمع، وهذا ما زاد  من وحدة فاطمة التي لا تستطيع مفارقة والدتها كما تقول.    

 مدير التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة الوطنية في لواء دير علا ناجي العلوان قال إن السقف الأعلى للراتب الشهري من صندوق المعونة الوطنية  لعائلة تتكون من فردين 90 دينارا، وهذه تعليمات تقيد عمل مديرية التنمية. 

 وقالت فاطمة إنها تقدمت لمديرية التنمية الاجتماعية في اللواء لبناء منزل لها تتوفر  فيه مقومات الحياة الكريمة، ولكن كانت أسباب التنمية الاجتماعية  بعدم إنشاء بيت لها عدم توفر قطعة أرض للبناء عليها.

 هذا ما أكده العلوان بالنسبة لرد مدير التنمية الاجتماعية بخصوص بناء بيت لها، موضحا أن فاطمة معتدية على أراضي سلطة وادي الأردن وهذا ما يمنع التنمية من بناء البيت الجديد مكان بيت الزينكو.

 وقال العلوان إن  مديرية التنمية الاجتماعية  قامت بمخاطبة سلطة وادي الأردن لإعطاء عائلة فاطمة وحدة سكنية وفي حال حصول العائلة على الأرض ستباشر وزارة التنمية الاجتماعية على الفور ببناء بيت لفاطمة والداتها.

 عائلة فاطمة  نموذج من العديد من العائلات في الأغوار التي لا تجد مكانا يؤويها ، سوى ألواح الزينكو والقطع البلاستكية.   

 

أضف تعليقك