صف للمتسربين في الفصل الدراسي القادم (فيديو)

صف للمتسربين في الفصل الدراسي القادم (فيديو)
الرابط المختصر

يفتتح اتحاد المرأة الأردنية في السلط صفا مدرسيا للمتسربين من مدارسهم الذين لم يكملوا مرحلة التعليم الإلزامي في الأول من شهر أيلول لعام 2010.

 ويستمر المشروع، الأول من نوعه في محافظة البلقاء، حتى العام 2011، ويضم حاليا 23 طالبا وأربع طالبات، تتراوح أعمارهم بين 13- 20 عام من ذكور وإناث.

 رئيسة اتحاد المرأة فرع السلط، سحر أبو حلاوة، بينت أن فكرة المشروع جاءت بعد ملاحظتها للعديد من الطلاب المتسربين الذين يعملون في مناطق حرفية وبمهن صعبة وعلى الإشارات الضوئية وفي الكراجات،مما دفعها للبحث عن إيجاد ناد أو صف للطلبة المتسربين، فتوجهت إلى وزارة التربية في محاولة لإيجاد دعم لفكرتها".

 وتقول أبو حلاوة "خلال هذه الفترة يستقبل الاتحاد الطلبة المتسربين قبل البدء فعليا بالدوام الرسمي ليعتادوا على الجو العام للصف، وللاطلاع على مشاكلهم النفسية والاجتماعية لدراستها.

 وتشير إلى "أن المشروع ينفذ على ثلاث مراحل  كل مرحلة مدتها ثمانية أشهر، وفي آخر ستة شهور من المشروع يتم فصل الطلبة أكاديميا ومهنيا، وحسب رغبة الطالب، ومن ثم يحول الطالب إلى الدراسة المنزلية ويستطيع أن يقدم امتحاناته في مدارس التربية ،بالإضافة لامتحانات الثانوية العامة، ويحصل الطالب على شهادة معتمدة من وزارة التربية.

 وأضافت أبو حلاوة "يقوم الاتحاد بعمل دراسة حالة للطلبة، فالطالب الذي يتأهل مهنيا ولا يستطيع أهله الإنفاق على مشروع خاص به، تقوم وزارة التربية بدعمه ماليا ليتمكن من إيجاد مصدر رزق له.

 وعلى الرغم  من صعوبة استقطاب الطلبة المتسربين لاكتسابهم سلوكيات مختلفة من الشارع، لم تتوقع أبو حلاوة الإقبال والتشجيع من أهالي وتربويين ليصبح نادي يومي لبعض الطلبة المتسربين.

 وتشير أبو حلاوة إلى أن الاتحاد لا يسعى إلى تدريس الطلبة فقط، بل يحاول دمجهم ومعالجتهم نفسيا، ويسعى في محاولة أخرى لاستقطاب الأطفال الأحداث الذين يتم تحويلهم إلى المركز الأمني، تقول أبو حلاوة.

 ويعاني الطلاب المتسربون من مشاكل أسرية ونفسية واقتصادية، وفق دراسة الاتحاد، ليجعل من المهمة أمرا صعبا، تقول عبير بشارات المدرسة المشرفة على صف المتسربين، وتضيف "عدم قدرة الأهل على الإنفاق على أبنائهم احد الأسباب المهمة لتركهم مدارسهم " .

 وما يزد من مشكلة تسرب الطلبة، هو "الضرب في المدارس، واستغلال الطلبة في تنظيف المدرسة والصفوف أو الحمامات، ضعف التدريس في بعض المدارس"، وفق بشارات.

 وسيوفر الصف العديد من البرامج للطلبة المتسربين كمهارات الحاسوب والانجليزي ،بالإضافة لبرامج ترفيهية ،وهي وسائل جاذبة لهم ،وعن ذلك تقول عبير" هناك برامج أخرى تدريبهم على التمثيل، الموسيقى،الرقصات الشعبية".

 بعض الطلاب داخل الصف رفضوا الحديث معنا، وذلك خوفا من أولياء أمورهم، فيما فضّل الطالب سيد الحديث وقال إنه ترك المدرسة منذ الصف الرابع ويعمل الآن حلاقا، "شعرت أنني لا استفيد شيئا من المدرسة فمستوى التدريس في مدرستي كان ضعيفا، والمعلم لا يهتم بنا".

 وحال سيد لا يختلف كثيرا عن محمود الذي ترك المدرسة في الصف السابع، يعمل الآن في محل لبيع الحقائب، ولكنه يواظب في المجيء إلى الصف على الرغم أن الاتحاد لم يبدأ فعليا بالتدريس.

 ويروي محمود ما كان يعيشه داخل أسوار مدرسته "يجبرنا المعلمون على جمع النفايات من ساحة المدرسة وتنظيف الصفوف بدلا من آذن المدرسة ".

 أما محمد ضعيف البنية الجسمية، الكبير بالمجهود الذي يبذله يوميا في السير على الأقدام لبيع الحقائب، فلم يترك المدرسة بعد، ولكنه يستغل العطلة الصيفية للعمل فيها "آتي إلى صف المتسربين لأقوي نفسي في بعض المواد ".

 وينتظر الاتحاد تلمس نتائج المشروع على ارض الواقع، ليتوجهوا إلى مناطق نائية كدير علا لتوسيع فكرة إنشاء صفوف تعليمية للمتسربين من المدارس.