في سلسلة اعتصامات لتحريك ملف الأسرى من داخل الأدراج الحكومية، طالب أهالي الأسرى والمفقودين الأردنيين في المعتقلات الإسرائيلية الحكومة باتخاذ موقف حازم اتجاه ملف الأسرى والضغط على إسرائيل للإفراج عن كافة الأسرى والبحث عن مصير المفقودين، من خلال تفعيل قنوات الاتصال بين الطرفين.
فبمناسبة يوم الأسير الأردني، نفذ صباح اليوم عدد من أهالي الأسرى، والفعاليات الشعبية والنقابية اعتصاما أمام دار رئاسة الوزراء، وسط استنكار الانتهاكات الجسمية التي توقعها سلطات الاحتلال بحق الأسرى الأردنيين في المعتقلات، وطالب رئيس لجنة الحريات، المنظمة للاعتصام، ميسرة ملص الحكومة الأردنية بتكثيف جهودها للإفراج عن الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال وتأمين الأهالي بتصاريح لزيارة ذويهم داخل سجون الاحتلال، إضافة إلى الضغط على إسرائيل واستخدام كافة السبل لإجبارها على احترام اتفاقية جنيف، واضعة اتفاقية وادي عربة جانبا، بحسب ملص.
وتقدم وفد مؤلف من رئيس لجنة الحريات ميسرة ملص، ورئيس لجنة الأهالي عطية فريج، وممثل الأسرى المحررين فادي فرج، ووالد الأسير رأفت عسعوس، والدة الأسير مرعي أبو سعيدة، بزيارة رئاسة الوزراء عقب نهاية الاعتصام لعقد اجتماع مع المسوؤلين، إلا أن المعاملة غير اللائقة، بحسب ملص، دفع بالوفد إلى الاعتذار عن الاجتماع مكتفين بتسليم البيان فقط.
رئيس مجلس النقباء عبد الله عبيدات، طالب الحكومة بأن تولي اهتماما أكبر بملف الأسرى الذين يمثلون كرامة وسيادة الدولة التي ينتمون إليها، وأن تسمح الحكومة، وبأقل الظروف، لأهاليهم بزيارتهم، بالإضافة إلى مطالبته بالإفراج عن الجندي الأردني أحمد الدقامسة.
النائب عن كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي النيابية محمد عقل، والذي شارك في الاعتصام، طالب الحكومة بتحرير الأسرى من براثن العدو، وأن تعمل جاهده اتجاه الملف، وأن لا يقتصر دورها فقط على القضايا الخدمية، مبينا أن الأهالي يرحبون بأي تدخل من أي جهة كانت وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تعد الآن صفقة للإفراج الأسرى الفلسطينيين.
وبدموع حارقة، طالبت شقيقة المفقود منذ 40 سنة حسن داوود، بالكشف عن مصيره، مطالبة الحكومة والجهات المعنية بالتدخل الفوري للاهتمام بملف الأسرى:" تم الاعتراف بإسرائيل ولدينا علاقات جيدة نوعا ما، ورغم ذلك لا زلنا نعاني، الملك عبد الله الثاني قال:" أن المواطن الأردني أغلى شيء" فأين حق المسجونين والمفقودين بالنسبة للأردن".
والدة الأسير أكرم عبد الكريم، منذ ثماني سنوات وهو قابع في سجون الاحتلال بتهمة التخطيط لأسر جنود إسرائيليين تنتظر "فرج" الحكومة بتحريك الملف والإفراج عن ابنها وتقول:" أطالب الحكومة بإطلاق سراح الأسرى والتجاوب مع الأهالي الذين ينتظرون بفارغ الصبر الإفراج عن أبنائهم، حيث أن 27 أسيرا يستحقوا بأن تتحرك الحكومة من أجلهم، فإسرائيل اهتمت بأسير واحد لديهم وشنت حربين لأجل جلعاد شاليط والحكومة لا تقوى على المطالبة بالإفراج عن الأسرى، حتى أن الحكومة قد وعدت بتنفيذ زيارة لأهالي الأسرى ولغاية اليوم لم تفي بوعدها".
وطالبت والدة الأسير أكرم، كافة الجهات العربية والدولية ومنظمات حقوق الإنسان بالاهتمام بالأسرى الأردنيين كما باقي الأسرى والمعتقلين في العالم.
رياض صالح مصطفى قابع في سجون الاحتلال منذ ثماني سنوات، والدته ناشدت الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله بالنظر إلى ملف الأسرى، طالبت الحكومة بأن يتم إدراج اسمها في أي زيارة مرتقبة لأهالي الأسرى.
وطالب مدير شرطة العاصمة العميد محمد القضاة من المعتصمين مغادرة المكان وفض الاعتصام لعدم وجود ترخيص قانوني من قبل محافظ العاصمة، إلا أن المعتصمين رفضوا المغادرة وصمموا على البقاء لأجل توصيل رسالتهم للمسؤولين.