في عرض يخطف الأبصار تحولت مدينة البترا الأردنية إلى لوحة فنية ثلاثية الأبعاد باستخدام تقنية الضوء إلى جانب استخدام تقنية الصوت في الممر الطويل الذي يصل إلى المدينة المختبئة بين الجبال السحيقة "السيق" من خلال معزوفات عالمية.

ومهرجان البترا الضوئي هو حدث مميز وفريد من نوعه يجمع بين التكنولوجيا الحديثة والعمارة القديمة، من خلال فن الرسم الرقمي ثلاثي الأبعاد الذي يعتبر فنا عالميا يتم عرضه على المعالم الأثرية التاريخية البارزة حول العالم.

ويأتي المهرجان من باب تكريم الأنباط الذين حفروا مدينتهم في الصخر، وحضارتهم في المنطقة، انطلاقا من التصورات الشعبية لقصتهم التاريخية، وقوتهم ومرونتهم تجاه تحديات الحياة آنذاك.

وتضمن المهرجان في نسخته الأولى عروضا جذابة ومبهرة للأضواء الملونة، لإبراز جمال البترا وسحرها المنحوت في الصخر ليظهر في صورة جديدة تماماً تحاكي عبق التاريخ وعظمة المكان وجمال تكوينه الباهر والمدهش.



وأنعش العرض حواس الزوار بتجربة فريدة ابتداءً من تجربة الصوت في "السيق" على مسافة 1200 متر، ثم الرسوم الفنية الرقمية ثلاثية الأبعاد التي عرضت على "الخزنة" وهي أول ما يقابل الزائر بعد الانتهاء من "السيق".



وتقول لانا السقا المديرة التنفيذية لشركة "أنا الأردن" المنظمة للمهرجان بالتعاون مع سلطة الإقليم لـ"عربي21 لايت": "نسعى لأن يشكل هذا المهرجان وِجهة سياحية بحد ذاته خلال السنوات القادمة ليستقطب السياح من كل أنحاء العالم للمدينة التي تصنف كأحد عجائب الدنيا".

وتابعت بأنه "من خلال العمل الدؤوب والتعاون مع القطاع العام يمكننا إنشاء أنواع جديدة من الفعاليات المبتكرة والمستدامة والتي تركز على دعم المجتمع المحلي وإنعاش القطاع السياحي والاقتصادي في المنطقة لتحقيق الأثر الإيجابي الذي نهدف إليه".



ويهدف المهرجان إلى إظهار المدينة الأثرية بصورة جمالية وجذابة باستخدام تقنيات حديثة وعبر عروض فريدة للضوء والصوت؛ من خلال إضاءة واجهة "الخزنة"، أهم معالم المدينة، بتصاميم لنخبة من أشهر الفنانين البصريين العالميين من الأردن، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، والمجر، وتركيا، وإندونيسيا.

وعبر مشاركون في حديث لـ"عربي21 لايت" عن استمتاعهم بالتجربة، حيث قال عبد الله الشويع، وهو صانع محتوى كويتي مشهور: "هذه المرة الأولى التي أرى فيها مثل هذا العرض (...) وأدعوا الجميع لمشاهدته وزيارة مدينة البتراء".

أما الأردنية سوزان رفيق فقالت إن "العرض رائع وهذه أول مرة يحدث مثل هذا العرض في البتراء، أحببت التجربة كثيرا، وهذا فخر للأردن وجود مثل هذه المدينة السياحية الجذابة".



وحظي المهرجان بمستوى عالمي بنسخته الأولى من خلال مشاركة مجموعة من الفنانين البصريين المحترفين العالميين حيث شاركوا بعرض تصاميمهم، بعضهم شاركوا في أهم مهرجانات الضوء حول العالم مثل مهرجان  VIVID في سيدني.



وحسب رئيس مفوضي سلطة إقليم البترا الدكتور سليمان الفرجات، فإن المهرجان يأتي في الوقت المناسب من العام، لعرض البترا كموقع تراثي عالمي ولإبراز أهميتها كموقع تراثي رئيسي.



ويستمر المهرجان الضوئي حتى الثالث من أيار/ مايو، بتنظيم من القطاع الخاص، وسلطة إقليم البترا التنموي السياحي، ووزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة.