من مخلفات مهملة إلى قطعة فنية
بقطع ملقاة على الأرض استطاع الشاب ياسر العمري تحويلها إلى قطع فنية تستخدم في التسويق لمنتجات أخرى وتطبيق أعادة تدوير النفايات والتي اعتبرها ثروة في عينيه لتطبيق الأفكار التي في رأسه على أرض الواقع دون تكلفة عالية وحماية البيئة من المخاطر الصحية
وأضاف العمري أنه بدأ منذ 8 سنوات في هذه المجال عندما كان في الجامعة و يرى أطنان من النفايات غير مستغلة بشكل جيد و قرر أخذ المبادرة والتفكير كيف يمكن أن يصنع منها شيئا مفيد و بعد ذهابه إلى عدة أماكن مثل محلات النجارة والحديد والاتفاق مع الحرفيين في كيفية تخيل القطعة الملقاة إلى مورد عالي و بالفعل صنع أول تحفه له و من هنا بدأت مسيرته في إعادة تدوير النفايات.
وحسب الكتيب التعليمي المجلس الأردني للبنية الخضراء "الملايين من الأطنان يتـم إنتاجهـا مـن النفايـات الصلبـة فـي الأردن مـن مصـادر زراعيـة بلديـة وصناعيـة مختلفـة سنويا. وقـد أدت عملية التصنيع المتزايد وارتفاع معدلات نمو السـكان بسـبب الهجرة القسرية التـي حصلـت فـي الفتـرة الأخيرة إلـى زيـادة سـريعة فـي إنتـاج النفايات الطلبـة فـي الأردن. والـذي أدى بالتالـي إلـى ضغـوط متزايـدة علـى البنيـة التحتية القائمـة حاليـا والتي تخـص إدارة النفايات. غيـر أن، خدمـات إدارة النفايات الصلبة الحالية داخـل البلديـات المحليـة لـم تعـد علـى نفـس المسـتوى الـذي كانـت عليـه قبـل التدفقـات الكبيـرة لللاجئين. كمـا وأن المعـدل اليومـي لتوليد النفايات الصلبة ازداد بشكل ملحـوظ".
ومن ثم قرر العمري استغلال تخصصه في التصميم الجرافيكي في صنع أشكال فنية بالشراكة مع الحرفيين من مهن أخرى و التوسع أكثر من خلال ورشات العمل إلى أن حصل على عدة عقود من شركات سيارات تهتم بالتسويق بالإضافة إلى مؤسسات داخلية وخارجية أرادوا إدخال إعادة تدوير النفايات إلى منتجاتهم للحفاظ على البيئة بشكل اكثر و نشر الوعي بأضرار عدم تدوير النفايات.
وقال العمري لصوت شبابي : كان موضوع إعادة تدوير النفايات فكرة إلى أن اصبحتُ أعلم الشباب في الجامعات كيف يستغلون الموارد التي أمامهم عندما يمشون في الشوارع و يعملون على إطلاق حس الإبداع و تحويله إلى تحف مرئية و هدف سامي يخفف من الضغط البيئي الذي يحاوطنا ".
ولقد أشارت الخطة الوطنية لإدارة النفايات أنه يبلغ معدل تولد النفايات للشخص في المملكة حوالي (1-0.8) كغم /شخص/يوم ليشكل إضافة إلى أكثر من مليون متر مكعب من المخلفات الحيوانية ما يقارب 3 مليون طن من النفايات الصلبة البلدية المتولدة سنوياً (الزبل)وغيرها من أنواع النفايات الصناعية والطبية والإلكترونية. وتواجه البيئة الأردنية تحديات كبيرة تتعلق بإدارة النفايات أهمها ظاهرة الإلقاء العشوائي للنفايات في شوارع المدن والقرى والشوارع النافذة والمنتزهات والغابات والأماكن المفتوحة وغيرها، إضافة إلى التحديات المتعلقة بتطبيق منظومة هرمية إدارة النفايات ومعالجة النفايات الناجمة عن القطاع الزراعي)
أجرت منظمة أوكسفام والوكالة الألمانية للتعاون الدولي في صيف 2019 دراسة استقصائية في جميع أنحاء البلاد عن رأي الناس حول عمليات إعادة التدوير وإدارة النفايات الصلبة في الأرض الغالبية العظمى (64.2٪) من الشباب الأردني تعتبر أن الأفراد هم مفتاح تحقيق الاستدامة البيئية وقد أفاد عدد كبير (75٪) من غير العاملين في مجال إعادة التدوير في الأردن أنهم على استعداد للقيام بعملية إعادة التدوير في حال توفرت لهم التسهيلات المناسبة، وتقوم الغالبية الكبرى أي بمعدل (9 من كل 10 أشخاص) في الأردن بإعادة استخدام نوع واحد على الأقل من المواد في المنزل. العناصر الأكثر استخدامًا هي الأكياس البلاستيكية (79.2٪) والأوعية الزجاجية (75.8%)
ومن ضمن خطة المحافظة على البيئة عبر الشاب ياسر العمري عن شكره لأمانة عمان لتزويده بمخلفات اللوائح الإعلانية للناخبين و استغلالها الخشب و الورق لإنتاج قطعة فنية وأنها دائما تقوم بدعم الاشخاص وتزويدهم بالمعدات اللازمة وقال الناطق الإعلامي في وزارة البيئة الأردنية احمد عبيدات أن الأردن يخسر مليارات الدولارات بطمر النفايات، وأن البلاد اليوم ترى النفايات من منظور آخر بقوله: "إن الأردن الآن يعتبر النفايات نعمة وليست نقمة"
وأضاف عبيدات: بدأ الأردن بالتعامل مع البيئة بشكل مختلف تماما منذ عامين بإصداره قانون حماية البيئة رقم 16 لعام 2020، وأن هناك خطط لتطوير عملية إدارة النفايات بالشراكة مع المنظمات الدولية والمجتمع الدولي، مشيراً إلى أن الأردن نجح في السنوات الأخيرة للوصول إلى تأمين ربع حاجة البلاد من الكهرباء من الطاقة الشمسية.