هذه أبرز خارطة الفصائل السورية في الجنوب

الرابط المختصر

برز اسم "غرفة عمليات الجنوب" بقوة على الساحة السورية، فبعد تشكيل الغرفة بيوم واحد استطاعت فصائل سورية منضوية تحتها السيطرة على كامل مدينة درعا والسويداء جنوب سوريا لتزحف نحو دمشق وتسقط النظام.

 

شمل نطاق عمل الغرفة مناطق محافظات درعا والقنيطرة والسويداء جنوبي سوريا.

 

وأشارت الغرفة في بيانها التأسيسي إلى أنها تعمل على ضبط حدود الجنوب وحفظ أمنه واستقراره، وأن هدفها الرئيسي هو الوصول إلى دمشق وإنهاء حكم الاستبداد.

 

من يحكم الجنوب؟

 وتضم الغرفة في عمادها اللواء الثامن، واللجنة المركزية، وكل المجموعات المحلية مثل تجمع أحرار حوران وفصائل محلية، وهي فصائل  كانت متواجدة في درعا قبل 2018 ضمن فصائل "الجيش السوري الحر" لتدمج لاحقا ضمن اتفاق التسوية بين ممثلي درعا البلد وريف درعا الغربي من جهة، وروسيا  في مسمى الفرقة الثامنة.

 

ونشط في جنوب سوريا 120 فصيلا منذ 2011 بقوام 30 ألف مقاتل سيطروا خلالها على مناطق شاسعة أبرزها: ريف دمشق، ودرعا، وحوض اليرموك، والقنيطرة والسويداء، وبعض المناطق المحاذية للحدود الأردنية الشرقية، ليختفي أغلب تلك الفصائل بعد سيطرة النظام بتعاون روسي على الجنوب ضمن اتفاقيات تسوية.

 

في ظل معركة "ردع العدوان" التي انطلقت من أدلب خلعت هذه العناصر ثوب التسوية وتوحدت تحت مسمى "غرفة عمليات الجنوب".

 

أما في السويداء ذات الغالبية الدرزية، برزت فصائل محلية مسلحة أعلنت أيضا انضواءها تحت اسم "غرفة عمليات الجنوب" وهذه الفصائل هي "حركة رجال الكرامة"، و"لواء الجبل" و"قوات شيخ الكرامة"، وجميع اعضائها من الطائفة الدرزية.

 

تنسيق مع قيادات في "ردع العدوان".

 

وقالت مصادر في الغرفة ، أن "هناك تنسيق عال المستوى ضمن محافظة درعا ومع المحافظات الأخرى (السويداء والقنيطرة)، وكذلك مع قادة الفصائل في إدارة العمليات في الشمال السوري".

 

وحسب الناشط الإعلامي في الغرفة براء العوادات،"، أن "الغرفة تضم كل فصائل الجنوب، ولم تتأخر درعا في الإلتحاق بالثورة السورية منذ 2018 حافظت على مكوناتها الثورية تحت مسمى اللجنة المركزية وقسم في اللواء الثامن، ومنذ بداية الأحداث في الشمال كان هنالك تنسيق بين الجنوب وقياديين غرفة عمليات ردع العدوان، تم الاتفاق على بدء العمل بالجنوب وتشكيل غرفة العمليات، التي تضم الفصائل المحلية، وبدأت عمليات تحرير في درعا".

 

 يبين أن "غرفة الجنوب تتكون من عدة أجزاء المنطقة الشرقية، ومدينة درعا، وغربها، حيث يسطر اللواء الثامن على مناطق شرق درعا إلى جانب منطقة اللجاة، يضم اللواء الثامن فصائل محلية من تلك المناطق، أما وسط المدنية يسيطر عليها مجلس عشيرة درعا، ويسيطر على درعا البلد ودرعا المحطة".

أما جزء المناطق الغربية تسيطر عليها هو اللجنة المركزية، وتضم مجموعات من القنيطرة منطقة الجيدور، يضاف ايضا مجموعات متفرقة بدون مسميات لغرفة الجنوب بعد إلغاء التسميات في 2018 عقب التسوية".

 

من هو اللواء الثامن؟

اللواء الثامن في محافظة درعا هو تشكيل عسكري تشكّل في عام 2018 بعد اتفاقيات التسوية التي أعقبت سيطرة النظام السوري على المنطقة الجنوبية بدعم روسي. يتألف التشكيل أساسًا من مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة الذين قبلوا بتسويات مع النظام، ويتمركز بشكل رئيسي في مدينة بصرى الشام.

 

منذ تأسيسه، لعب اللواء دورا مزدوجا في المنطقة، حيث عمل أحيانا بالتنسيق مع القوات الروسية والنظام السوري في معارك ضد تنظيم "داعش" في البادية السورية، لكنه في الوقت ذاته ظل يحتفظ بطابع محلي وتوجهات رافضة للهيمنة الكاملة من قبل النظام أو روسيا. قاد اللواء أحمد العودة الذي أظهر مرونة في التعامل مع روسيا، لكنه واجه انتقادات بسبب طموحاته واستقلاليته النسبية عن النظام.

 

حصل اللواء الثامن في بداياته على دعم مالي ولوجستي من روسيا، مما عزز دوره كقوة محلية مهمة في الجنوب السوري. مع ذلك، توترت العلاقات في عام 2022 بعد رفض قيادة اللواء إرسال مزيد من عناصره إلى معسكرات في البادية محاربة داعش.

 

 يتولى أحمد العودة قيادة اللواء الثامن، بدأ مسيرته ضمن صفوف فصيل "شباب السنة"، أحد التشكيلات المحلية التابعة للجيش السوري الحر والمدعومة من غرفة العمليات المشتركة "الموك" التي ضمت دولًا غربية وعربية في 2013.

 

 نجح العودة في قيادة فصيله للسيطرة على مدينة بصرى الشام بعد مواجهات مع قوات النظام السوري وفصائل أخرى منافسة حتى وصل إلى التسوية في 2018.

ما هي  اللجنة المركزية؟

اللجنة المركزية في درعا هي هيئة تشكلت عقب اتفاقيات التسوية أيضا في 2018 ، تضم اللجنة شخصيات بارزة من وجهاء المنطقة، وقادة معارضين سابقين بعد التسوية ابرزهم فصيل تجمع أحرار حوران.

 

كان الهدف من تأسيسها تمثيل مصالح سكان درعا ومتابعة تنفيذ اتفاقيات التسوية التي تضمنت بنودا مثل إطلاق سراح المعتقلين، تسوية أوضاع المطلوبين أمنيا، وعودة الخدمات الأساسية.

 

تقاسمت اللجنة المركزية الدور مع اللواء الثامن في احتواء التنظيمات المتطرفة مع ذلك، شهدت العلاقة بينهما توترات أحيانًا بسبب اختلاف الرؤى حول إدارة المنطقة وتوزيع النفوذ.

 

من أبرز قياداتها الشيخ محمد جمال الجلم، الذي اغتيل برصاص مجهولين عام 2020 و اشيرت أصابع الاتهام لتنظيم "داعش".

 

السويداء..فصائل محلية درزية

أما في السويداء ذات الغالبية الدرزية، برزت فصائل محلية مسلحة مثل "رجال الكرامة" التي تُعتبر من أكبر الفصائل وأهمها في المحافظة، ولديها تنظيم عسكري وتنسيق عالي المستوى مع تشكيلات محلية أخرى.

 

وحركة "رجال الكرامة" في السويداء هي أكبر تجمع مستقل للطائفة الدرزية، تأسست في عام 2014 بقيادة الشيخ وحيد البلعوس، الذي كان يدعو لحماية هوية الطائفة الدرزية وضمان حيادها في الصراع السوري. شعارها الأساسي كان "دم السوري على السوري حرام". بعد اغتيال البلعوس عام 2015، شهدت الحركة تغييرات في قيادتها، ويتزعمها حالياً الشيخ يحيى الحجار منذ عام 2017.

 

وفي المحافظة أيضا فصائل اخرى جلها درزية مثل: جمع أبناء الجبل، لواء الجبل،القاهرون

تحالف المجموعات المحلية في المدينة، في ظل الأحداث الأخيرة شكلت هذه الفصائل غرفة عمليات مشتركة.

 

مهمة هذه الفصائل كما أعلنت في بيان لها "إعداد وحدات متخصصة لتعزيز الأمن في المدينة وضمان استقرارها".

 

ماديا، تعتمد الحركة بشكل رئيسي على دعم مالي من أبناء الطائفة الدرزية، ولا تُعرف بوجود دعم دولي أو إقليمي واضح.

 

الموقف من الجولاني؟

 

لا يخفي مصدر في غرفة "عمليات الجنوب السوري"، موقفه من الجولاني، لا ترى الغرفة الجولاني الشخص المناسب لقيادة سوريا، في ذات الوقت تنسق الغرفة مع قيادات في عملية ردع العدوان، خصوصا من قيادات الجيش الحر التي هجرت من الجنوب السوري إلى إدلب في 2018.